سوريا أخرجت من لبنان من الباب العريض ولن تعود من "الطاقة"!

تستمر الازمة اللبنانية في التدحرج نحو الانهيار الكبير والشامل للدولة ومؤسساتها التي تتهاوى واحدة تلو الاخرى نتيجة تمسك المسؤولين بمصالحهم الشخصية التي لم تجد لها حلا بعد على رغم المساعي المحلية والخارجية لتقريب وجهات النظر واخراج التشكيلة الحكومية من النقطة العالقة فيها بذريعة الحفاظ على الصلاحيات والحقوق على ما يجري بين بعبدا وبيت الوسط . 

والخلافات السياسية والطائفية التي يشهدها لبنان تحت عنوان تأليف الحكومة ليست وليدة الساعة على البلاد التي عرفت في التارخ الحديث ومنذ احداث العام 1860 وصولا الى الطائف مشكلات مماثلة غالبا ما كانت تجر الى تدخل الخارج للتوفيق بين اللبنانيين ورعاية شؤونهم على غرار الحقبة الاخيرة التي اوكلت فيها الادارة الاميركية امر لبنان الى سوريا اثر اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الاهلية . 

والغريب أن هناك من يروج لعودة تلك المرحلة واعادة عقارب الساعة الى الوراء ولو بعد عقود شهدت الكثير من التبدلات في مراكز القرار العالمي والعربي والتغيرات على الارض على ما جرى في كل من سوريا وليبيا واليمن وسواها من دول العرب والمنطقة،  ويتحدث عن عودة سوريا الى لبنان وتلزيمها مجددا ادارة البلاد وأنهاء الحالة الايرانية على غرار ما حصل في السبعينات عندما تم تكليفها بوضع حد للاطماع الفلسطينية واخراج قيادة منظمة التحرير من لبنان. 

وتسأل اوساط سيادية في معرض ردها على هذه التسريبات عن اي سوريا يتحدثون والنظام فيها لايملك سلطة القرار والتقرير وارادته مرهونة ان لم نقل مسلوبة من كل من روسيا وأيران وسواهما،  كما على ارضها أكثر من أربعة جيوش وشمالها تحت السيطرة التركية والقوى المعارضة للنظام . 

وتضيف: قبل ان يفوض الخارج الى دمشق الملف اللبناني لماذا لا يطلب منها اعادة النازحين الى ديارهم وانهاء تحالفها مع ايران قبل أن تتولى انهاء حالتها في لبنان. وتذكّر ان سوريا حينما كانت في لبنان تدير شؤونه وترعى ملفاته استنادا الى ما يخدم مصالحها فتحت لللغاية ابواب الهدر والفساد لازلامها واسهمت في شكل مباشر في بلوغ لبنان ما بلغه من انهيار مدوٍ. اضف الى كل ذلك انها آنذاك كانت في عز قوتها وجبروتها فأين هي منهما اليوم، دولة مشتتة مفككة طرد نظامها اكثر من نصف الشعب واحرق من رفض الانصياع ببراميل البارود، على غرار ما فعل بالمعتقلين اللبنانيين في سجونه ، وهو عاجز عن اتخاذ مجرد قرار ان لم يتشاور مع الامر الناهي في بلاده من دول خارجية، فكيف لنظام كهذا ان يدير لبنان ويكون وصياً عليه، وكيف لاتباعه في لبنان ان يفكروا حتى بعودة سوريا الى لبنان. وتختم: ان من اخرجه اللبنانيون من الباب العريض لا يمكن ان يعود من "الطاقة" ولو على جثث اللبنانيين الذين دفعوا دما لتحقيق استقلالهم واستعادة سيادتهم.