صحة البابا فرنسيس تثير تساؤلات حول خلفه... من يمكن أن يكون البابا الـ267؟

فيما يرقد البابا فرنسيس في المستشفى بسبب إصابته بالتهاب رئويّ مزدوج، يتساءل  كثيرون عن الشخص الذي قد يتبوأ السدة البطرسية خلفاً للحبر

فالحبر الأعظم البالغ من العمر 88 عامًا يعاني من "التهاب رئوي مزدوج"، و"لا تزال حالته الصحية معقدة"، حسبما أعلن الفاتيكان بعد أن أُدخل إلى مستشفى جيميلي  في روما الأسبوع الماضي.

ترددت أسماء  عدد من الكرادلة المعروفين لتولي المنصب. وفي عام 2020، أصدر إدوارد بنتين كتابًا موثوقًا حول هذا الموضوع بعنوان: "البابا المقبل: أبرز الكرادلة المرشحين لشغل هذا المنصب".

بعد وفاة البابا، أو في حالات نادرة من الاستقالة كما حصل مع البابا بنديكتوس السادس عشر، يعقد الفاتيكان مجمعاً بابوياً مغلقاً يجتمع فيه مجمع الكرادلة لانتخاب رأس الكنيسة القادم.

وتنص قواعد المجمع على أن هناك 138 ناخباً من أصل 252 كاردينالاً. ويحق لمن هم دون سن الثمانين فقط المشاركة في الاقتراع السريّ في كنيسة سيستين.

وتجرى أربع جولات من التصويت كلّ يوم حتى يحصل المرشح على ثلثي الأصوات، في عملية تستغرق عادةً من 15 إلى 20 يومًا، وفقًا لموقع مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة.

والسؤال الذي يُطرح في ظلّ الوضع الصحي الدقيق للبابا هو من يمكن أن يكون البابا المقبل؟ 

الكاردينال بيترو بارولين
بصفته أمين سرّ دولة الفاتيكان منذ عام 2013، يعتبر بيترو بارولين البالغ من العمر 70 عامًا، وهو من فينيتو، الكاردينال الأعلى رتبة في المجمع الكنسي المنتخب.

وبدلاً من التمسّك بالميول السياسية اليسارية أو اليمينية، لطالما اعتُبر بارولين شخصية معتدلة معقولة في داخل الكنيسة.

وفي الآونة الأخيرة، أجرى بارولين مقابلة مع صحيفة "ليكو دي بيرغامو" الإيطالية علّق فيها على عدد من القضايا الجيوسياسية.

وقال في المقابلة: "يمكن للجميع المساهمة في تحقيق السلام، ولكن يجب ألا يتم السعي إلى إيجاد حلول من خلال فرض حلول أحادية الجانب قد تدوس على حقوق شعوب بأكملها، وإلا فلن يكون هناك سلام عادل ودائم".

الكاردينال بيتر إردو
بصفته رئيسًا سابقًا لمجلس مؤتمرات الأساقفة في أوروبا، يُعرف الكاردينال بيتر إردو بكونه كاردينالًا مريميًّا متدينًا، أي أنه يكرس ممارساته لمريم أم يسوع.

اشتهر المجري البالغ من العمر 72 عامًا بكونه الصوت الأكثر تحفظًا داخل الكنيسة، حيث عارض ممارسة حصول الكاثوليك المطلقين أو المتزوجين مرة أخرى على المناولة المقدّسة بسبب إيمانه بعدم جواز الانفصال.

كما قارن أيضًا بين استقبال اللاجئين والإتجار بالبشر. عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالاً في عام 2003.

الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي
بصفته سابع فيليبيني يصبح كاردينالاً، سيكون لويس أنطونيو تاغلي أول بابا آسيوي، إذا انتخب. ويشغل هذا الكاردينال البالغ من العمر 67 عامًا حاليًا منصب وكيل قسم التبشير الأول في دائرة التبشير الكنسي، بعد أن عيّنه البابا بنديكتوس السادس عشر كاردينالًا.

وقد أظهر عادةً سياسة أكثر ميلاً إلى اليسار، على غرار البابا فرنسيس، بعد أن انتقد موقف الكنيسة ولغتها تجاه المثليين والأمهات غير المتزوجات والكاثوليك المطلقين أو المتزوجين مرة أخرى.

وقال في عام 2015 إن "الكلمات القاسية، التي استُخدمت في الماضي للإشارة إلى المثليين والمطلقين والمنفصلين والأمهات غير المتزوجات وما إلى ذلك، كانت شديدة للغاية. لقد تم وصم العديد من الأشخاص الذين ينتمون إلى تلك المجموعات وأدى ذلك إلى عزلهم عن المجتمع الأوسع".

الكاردينال ماتيو زوبي
يُعتبر الكاردينال ماتيو زوبي من الشخصيات المفضلة لدى البابا فرنسيس، وهو رئيس المؤتمر الأسقفي لإيطاليا منذ أيار/ مايو 2022.

وقد رقى البابا فرنسيس الكاردينال البالغ من العمر 69 عامًا لإبلا كاردينال في عام 2019؛ ومنذ ذلك الحين تم إرساله في عدد من الرحلات العالمية. فقد ذهب في مهمة سلام إلى أوكرانيا، حيث التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ولكنه لم يلتق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذهب إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن.

وقبل أن يصبح كاردينالاً، شارك زوبي وجهات نظره الأكثر إيجابية تجاه مجتمع المثليين، حيث كتب مقالاً في كتاب جيمس مارتن الصادر عام 2018 بعنوان "بناء جسر" (Un ponte da costruire)، فقال إنه من المفيد "تشجيع الحوار، وكذلك المعرفة والتفاهم المتبادلين" من أجل نهج رعويّ جديد مع "إخواننا وأخواتنا المثليين".

الكاردينال ريموند ليو بورك
ينظر إليه النقاد على أنه تقليدي صريح. الكاردينال بورك مولود في ويسكونسن، وعيّنه البابا بنديكتوس السادس عشر كاردينالاً في عام 2010.

وقد اشتبك علنًا مع فلسفات البابا فرنسيس الأكثر تحررًا، لا سيما في ما يتعلق باستعداده للسماح للمطلقين والمتزوجين من جديد بتناول القربان المقدس.

كما وصف اللغة الجديدة للكنيسة حول وسائل منع الحمل الاصطناعية والزواج المدني والمثليين بأنها "مرفوضة".

وقال في وقت سابق إن السياسيين الكاثوليك الذين يدعمون الإجهاض القانوني، مثل الرئيس الاميركي السابق جو بايدن، لا ينبغي أن يتلقوا القربان المقدس.