ضغط في الشارع الإسرائيلي للمطالبة بصفقة تبادل... والقضاء يأمر بإنهاء الإضراب

أمرت محكمة العمل الإسرائيلية بإنهاء الإضراب العام في إسرائيل عند الساعة الثانية والنصف ظهراً، بعد أن تسبّب بشلل داخل قطاعات عدة اليوم الإثنين.
 
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن مجموعة أعضاء كنيست في حزب الليكود تحضر قوانين ضد "الهستدروت"، وهو الانحاد العمالي.

يأتي هذا الإضراب بهدف الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي ‏بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل تعيد الأسرى المحتجزين لدى ‏الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.‏
 
وأعلن الاتحاد العام لعمال إسرائيل (الهستدروت) تنفيذ إضراب ‏عام الإثنين سعيا لدفع الحكومة إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق ‏النار والإفراج عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، بعد ‏إعلان الجيش العثور على جثث ستة منهم‎.‎

وقال أرنون بار ديفيد، رئيس الاتحاد الذي يعد أبرز نقابة ‏عمالية في إسرائيل، في مؤتمر صحافي الأحد "علينا أن نوقف ‏هذا التخلي عن الأسرى (...) توصلت إلى استنتاج مفاده أن ‏تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرك أولئك الذين يحتاجون ‏لذلك، غدا الساعة السادسة صباحا (03,00 ت غ) سيعم ‏الإضراب الاقتصاد الإسرائيلي بكامله‎".‎

وأضاف "ستتوقف كل عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن ‏غوريون (في تل أبيب) اعتبارا من الثامنة صباحا (05,00 ‏ت غ‎)".‎

ودعا زعيم المعارضة يائير لابيد وعائلات أسرى في غزة ‏إلى المشاركة في الإضراب العام‎.‎
وأعلن الإضراب بعد انتشال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق ‏جثث ستة أسرى من نفق في مدينة رفح بجنوب القطاع الذي ‏يشهد حربا مدمرة منذ نحو 11 شهرا بين إسرائيل و"حماس"‎.‎

‏"حزن وغضب‎" ‎
وقالت السلطات الإسرائيلية إنها عثرت السبت على جثث ‏الأسرى كرمل غات، وعيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ ‏بولين الذي يحمل أيضا الجنسية الأميركية، وألكسندر لوبانوف ‏الذي يحمل أيضا الجنسية الروسية، وألموغ ساروسي، وأوري ‏دانينو، في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة، ما أثار صدمة ‏وغضبا في إسرائيل‎.‎

في واشنطن، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن شعوره ‏بـ"الحزن الشديد والغضب" بعد إعلان العثور على الجثث‎.‎

ودفن ما لا يقل عن أربعة منهم الأحد في حضور أقاربهم ‏المفجوعين‎.‎

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد عن ‏‏"سخطه" بعد العثور على جثث الرهائن، داعيا إلى "إنهاء ‏الحرب‎".‎

وكتب ماكرون عبر منصّة "إكس": "ذهول وسخط بعد العثور ‏على الأسرى الـ6 الذين قتلتهم حماس في غزة. أفكاري مع ‏عائلاتهم وأقربائهم‎".

وقالت نيرا سيروسي في تأبينها ابنها ألموغ "لقد تم التخلي ‏عنك، كل يوم، كل ساعة، 331 يوما (...) تمت التضحية بك ‏من أجل تدمير حماس"، في إشارة إلى تصريحات رئيس ‏الوزراء بنيامين نتنياهو المتكررة بأنه سيواصل الحرب حتى ‏القضاء على الحركة‎.‎
وفي ظل ضغوط متزايدة في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق ‏لإطلاق الأسرى، بعد أشهر من الجمود في المفاوضات، توعد ‏نتنياهو حماس بـ"تصفية الحساب" معها‎.‎

وقال موجّهاً حديثه لحماس "من يقتل الأسرى لا يريد اتفاقا" ‏على هدنة في غزة، مضيفاً "سنطاردكم ونقبض عليكم". ‏

وأكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن الأسرى "قتلوا بدم بارد ‏بأيدي حماس قبل وصولنا إليهم". ‏
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن التشريح الذي أجري ‏صباح الأحد أظهر أن الأسرى الـ6 قتلوا "من مسافة قريبة ‏جدا، بين الخميس وصباح الجمعة". ‏

في المقابل، حمّل عضو المكتب السياسي لحماس عزت ‏الرشق إسرائيل مسؤولية مقتل الأسرى.

وقال في بيان "من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى ‏المقاومة هو الاحتلال الذي يصرّ على مواصلة حرب الإبادة ‏الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار"، ‏مشيرا الى أن الستة "لم يتم قتلهم إلا بالقصف الصهيوني‎".‎

خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول ‏‏(أكتوبر)، خُطف 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين ‏في غزة‎.‎

وأدى الهجوم إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب ‏الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند ‏إلى بيانات رسمية‎.‎

وتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين الأحد في مدن عدة ‏للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق الأسرى‎.‎

وهتف المتظاهرون "أين أنتم؟" أمام مبنى كانت تجتمع فيه ‏الحكومة في القدس. وفي تل أبيب، أغلق متظاهرون الطريق ‏السريع‎.‎