عبدالله: كفى أن يكون لبنان ممرا لتهريب وإغراق سوق الخليج بالممنوعات

شدد عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله «على أن أصدق تعبير لحقيقة المعركة الانتخابية في الشوف، هي الحفاظ على الهوية الوطنية والعربية للمنطقة»، مشيرا إلى أن هناك من يحاول تغيير هوية البلد كلها بأساليب ملتوية، كما نراها على الأرض اليوم، مؤكدا أننا سنواجه ذلك ولن نسمح به، لأن هذه المنطقة تختزن كما هائلا من النضالات والتضحيات، لافتا إلى أنها «معركة سياسية مفتوحة في كل لبنان، وليس في الشوف فقط، بين محور الممانعة وحلفائه، وبين القوى الأخرى السيادية إذا صح التعبير، وستكون لها أبعاد آنية ومستقبلية، في ظل الحديث عن تكوين السلطة الجديدة، والمؤسسة الدستورية الأم، مجلس النواب، والتي ينبثق عنها رئيس جديد للجمهورية، وحكومة جديدة، وهنا المسألة هي مصير البلد»، معتبرا أن «هذا المحور يريد أن يثبت للعالم، أنه موجود بقوة خيار الناس، وليس فقط بقوة سلاحه».

وأشار عبدالله في تصريح لـ «الأنباء» إلى أن ««حزب الله يبذل جهدا كبيرا لتقريب وجهات النظر بين جميع حلفائه، حتى الأضداد، وفي كل المناطق اللبنانية، وخير دليل على ذلك اللقاء الذي جمع النائب جبران باسيل ورئيس المردة سليمان فرنجية برعاية السيد حسن نصرالله، فهو عينة من العينات، التي تم إظهارها علناً لأسباب سياسية، لأن هناك العشرات من اللقاءات والتي جرت في إطار هذا القبيل، بقيت طي الكتمان».

وأضاف «يبدو من الواضح جدا أن حزب الله يعمل على تذليل العقبات بين حلفائه وأمام تحالفاتهم، من خلال رعاية الترشيحات، ونحن في الشوف لم نكن بعيدين عن هذا الموضوع، فالحزب بذل جهودا كبيرة لدمج اللائحتين المنافستين، حيث كان سيتواجه فيهما التيار الوطني الحر والحزب الديموقراطي اللبناني وحزب التوحيد العربي، إلا أن حزب الله تمكن من جمعهما في لائحة واحدة بعد أن حل مشكلة البساتنة التي كانت متفاقمة، وبات التحالف في لائحة واحدة بمواجهة لائحة «الشراكة والإرادة» برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وهذه اللائحة الأساسية التي نحن على خصومة سياسية معها، وبيننا وبينها سقف سياسي مفتوح في الصراع، أما اللوائح الأخرى فهي تشتت المجتمع المدني والحراك وبعض القوى السياسية، ونحن نعتبر أنه لا خصومة سياسية لنا مع هذه اللوائح الأخرى لأنها تعبير عن غضب الناس بعد 17 أكتوبر، وربما دخل على الخط بعض الوصوليين والانتهازيين».

وقال «إنها معركة مواجهة من أجل الحفاظ على الوجود، وعلى الرأي والصوت والموقف الآخر، وإلا سيصبح للبلد طابع شمولي، وبرأي واحد وبمسيرة لا نعلم إلى أين ستوصلنا، إذا أصرت هذه القوى على إبقاء لبنان بعزلة كاملة عن عمقه العربي وعن المجتمع الدولي، لذلك فإن وجودنا ونضالنا واستمرارنا في هذه المواجهة، هي مسؤولية تاريخية».

وعن تعدد اللوائح وحلم باسيل بالرئاسة، قال: نحن نعتبر في مكان ما أن تشتيت الأصوات ليس بالبريء، ونعرف من يقف وراء هذا الموضوع وكيف تم تركيب اللوائح، ونتابع هذا الأمر. نريد التركيز على المعادلة السياسية في المواجهة، ضد لائحة التيار الوطني الحر وحلفائه، معتبرا أن هناك من رسم خطا بيانيا، يبدأ من اليوم، وصولا إلى رئاسة الجمهورية، والى الحكومة المقبلة.

وقال: السؤال يبقى من سيكون جبران باسيل أو سليمان فرنجية أم غيرهما؟ من المبكر الحديث في هذا الموضوع، لأن رئاسة الجمهورية في لبنان لا ترتبط فقط بالمعادلة الداخلية، بل بالأجواء الإقليمية وبالتسوية الدولية، لذلك فإنه حسب المعطيات التي ستكون متوافرة بالظرف الذي يتم فيه انتخاب رئيس الجمهورية، تتوضح عندها الأمور أكثر، ولكن على حزب الله ألا يكرر نفس الخطأ، ونحن حكما لن نصوت لصالح باسيل.

ورحب عبدالله بعودة السفيرين السعودي وليد البخاري والكويتي عبدالعال القناعي إلى بيروت، مؤكدا أنها خطوة إيجابية منتظرة، ونأمل أن تكون مقدمة لكسر عزلة لبنان عن محيطه العربي والدولي.

وعن المبادرة الكويتية، قال: إن الكويت كانت دائما مميزة بتعاطيها مع لبنان، فالمبادرة التي قامت بها الكويت هي لكسر هذا الجليد، وكان لها دور أساسي، ونأمل أن يستمر هذا الدور، مشيرا إلى أن الكرة اليوم في الملعب اللبناني وعليه معالجة مجموعة مسائل تساعد على إعطاء هذه الخطوة الأولى خطوات إضافية، والتي أولها: وقف الحملات العدائية ضد دول الخليج من كل المسؤولين اللبنانيين، وعدم انخراط بعض القوى السياسية في لبنان بالصراعات في المنطقة، فلبنان لا يحتمل هذا الكم الهائل من الصراعات، وثالثا: كفى أن يكون لبنان ممرا لتهريب وإغراق سوق الخليج بالممنوعات، وضرورة العمل للحفاظ على علاقات جيدة مع دول الخليج. لكن للأسف عندما كان رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل وزيرا للخارجية، كان يتكلم على المنابر العربية والدولية وكأنه وزير خارجية سورية وإيران، فهذا الموضوع له انعكاسات على لبنان، لذلك علينا تحسين المبادرة الكويتية، ونأمل ألا تترك الدول العربية لبنان يغرق.