عدم إنشاء مطارات جديدة في لبنان بمثابة خيانة وطنية

كتب المحرر السياسي:

أصبحت قضية المطار من أولى الأولويات في المقبل من الأيام نظراً لإتخاذ مطار الشهيد رفيق الحريري رهينة وورقة إبتزاز لصالح طرف سياسي في لبنان.

قبل بدء الحرب الموسعة في ايلول 2024 خاضت الكتائب معركة إعلامية  وسياسية كبيرة لإنشاء مطار ثانٍ وحتى ثالث نظراً لخطورة ما يجري على مستوى بيروت، وتأثيراته الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية على لبنان واللبنانيين بالإضافة الى تأثيره على صورة لبنان في الخارج، وتمّ إيقافها نتيجة الحرب.

لم يعد ما يجري بجوار المطار وما كان يجري في داخله قضية عابرة، او قضية تتعلّق بتأخير طائرة لأسباب أمنية او حتى لأسباب سياسية، او اهتمام بلبنانيين علقوا بمطارات كما يحاولون الإيحاء، إنما أصبح ورقة إبتزاز وضغط على الدولة اللبنانية من استعادة هيمنة سياسية بدأت بالتراجع بعد أخطاء وخطايا قام بها الفريق نفسه الذي يعمل اليوم على إقفال متنفس اللبنانيين الأول والأخير.

واذا كان منع طائرة إيرانية، وهي بالمناسبة لشركة عليها عقوبات دولية وغير مسموح لها بالعمل بأغلبية دول العالم، حجة لما جرى مساء الخميس، فإن ما سبقه يؤكّد أن قضية طريق المطار أبعد من قصة طائرة من هنا او هناك، فأصبح الإعتراض على تصريحات أميركية ليست بجديدة، يؤدي الى قطع طريق المطار، او الإعتراض على مقال صحافي يؤدي الى قطع هذا الشريان حتى الاحتفال بنصر مزعوم يؤدي الى قطع هذا الطريق.

واذا هناك من تسمية حقيقية لهذا الطريق فيجب تسميته طريق الهيمنة والإبتزاز والإخضاع للناس والعباد في لبنان، وهنا وجب التذكير ان العدو إرتدع عن تعطيل المطار في خضمّ الحرب نتيجة الإتفاقات الدولية، لكنّ اللبنانيين يصرّون على القيام بما لم يقم به العدو.

وانطلاقاً مما تقدّم، أصبحت قضية إنشاء مطار ثانٍ ومطار ثالث ضرورة وطنية واستراتيجية واقتصادية وحيوية وإنسانية، نعم إنسانية، فلا شأن للموظف والطالب والعامل والسائح بزعل "حزب الله" وجمهوره حتى يتحمّل الخسائر نتيجة عدم قدرته على الوصول الى المطار، وعدم الشروع بهذا الأمر وفوراً وبتوقيت محدد وسريع، وهناك إمكانية لذلك، يعتبر بمثابة خيانة وطنية.

في المحصّلة وبدءاً من هذه اللحظة وحفاظاً على العهد والحكومة والتعايش بين اللبنانيين، يجب أن يتوقف العمل بكل الملفات والعمل بملف واحد وهو ملف المطارات وإلّا سنعود للعيش تحت الإبتزاز وسيكون الأمر مسار تدمير لعهد جديد بدأ بطريقة فعالة وناجحة الا ان استمراره بهذا السياق سيقضي على هذا العهد وعلى اللبنانيين.