المصدر: الجمهورية
الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 07:27:33
فيما قالت نائبة الرئيس الاميركي كامالا هاريس «إنّ الحل الديبلوماسي على الحدود بين إسرائيل ولبنان هو السبيل الوحيد لاستعادة الهدوء الدائم»، وأعلنت الخارجية الأميركية، «أبلغنا إسرائيل بضرورة إبقاء الطرقات المؤدية إلى مطار بيروت مفتوحة». وأوضحت، أنّ العمليات البرية الإسرائيلية في لبنان محدودة حتى الآن وفقاً لتقييمها، مشيرةً إلى أنّ «ما نسعى إليه هو التطبيق التام لقرار مجلس الأمن 1701 في جنوب لبنان».
وأبلغت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، أن فرص الحل الديبلوماسي منعدمة حالياً، وخصوصاً انّ اتجاهات الموقف الاميركي غير واضحة حتى الآن».
وعرضت المصادر عينها خلاصة عن محادثات مع مسؤولين اميركيين في واشنطن، تفيد بدعم اميركي كامل للعملية الإسرائيلية في جنوب لبنان، على اعتبار انّ لإسرائيل الحق في تعقّب من يؤذيها». ولكن في الوقت ذاته لا يقلّلون «من الصعوبات التي تعتري العملية البرية الاسرائيلية في جنوب لبنان. ويرون انّ هذا الأمر لا ينبغي ان يطول كثيراً لأنّ استمرار التصعيد قد تترتّب عليه مخاطر وتعقيدات في طريق الحل الديبلوماسي».
وبحسب المصادر، فإنّ هؤلاء المسؤولين يوحون بعدم معرفة المدى الذي ستستمر فيه هذه العملية ويكتفون بالقول: إسرائيل ابلغت واشنطن بأنّ العملية محدودة».
ولفتت المصادر إلى «انّ المسؤولين الاميركيين، وخصوصاً من هم في وزارة الخارجية الاميركية، يتجنبون التعليق على التحذيرات الاميركية لإسرائيل وخصوصاً من البنتاغون من أنّ التصعيد لن يكون في مصلحتها ومن شأنه أن يعرّض أمنها للخطر، لكنهم يرجّحون ان تنطلق الولايات المتحدة في وقت قريب في خطة تحرّك مكثف لاحتواء التصعيد (ربما على أساس المبادرة الدولية الاخيرة). والتوصل الى وقف لاطلاق النار، يفسح المجال للحل الديبلوماسي الذي تعتبر واشنطن أنّه يشكّل مصلحة لكل الاطراف، ويؤدي الى اعادة السكان على جانبي الحدود.
باريس: المبادرة مستمرة
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو «انّ الاقتراح الفرنسي- الأميركي لوقف إطلاق النار في لبنان لا يزال مطروحًا وسنواصل العمل عليه». وقال من اسرائيل امس «انّ بلاده ترى انّ القوة وحدها لا تكفي لضمان امن اسرائيل، لقد حان وقت الديبلوماسية». ورأى أنّ «العنف في لبنان يهدّد بإغراقه في فوضى دائمة»، محمّلاً «حزب الله» مسؤولية اتساع الحرب في لبنان».
تحذير أممي
وأعرب مصدر ديبلوماسي أممي عن قلق بالغ حيال التصعيد الخطير في لبنان، وخشيته من أن يؤدي ذلك إلى فوضى عارمة في المنطقة.
وقال لـ«الجمهورية»: «اننا قلقون من الاجتياح الاسرائيلي البري للبنان، وسبق للأمين العام انطونيو غوتيريش أن حذّر من هذا الأمر، وخصوصاً أنّ المدنيين هم الاكثر تضّرراً من هذا التصعيد. ونحن نرى الاستهداف المباشر للمدنيين والعدد الكبير ممن فقدوا حياتهم، او أصيبوا، وهو غير مقبول، كما نرى عائلات كثيرة تركت مناطقها وبيوتها، والتقارير تفيد عن أنّ عددهم زاد عن مليون شخص. مع الأسف خلق هذا التصعيد وضعاً إنسانياً مأساوياً في لبنان».
واشار إلى انّ «هذا الواقع يهدّد سلامة قوات حفظ السلام (اليونيفيل)، وثمّة تقارير تفيد بمخاطر جدّية على هذه القوات، وهو الأمر الذي يوجب على كل الاطراف عدم التعرّض لقوات حفظ السلام، التي تقوم بمهامها وفقاً لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701، وفي هذا الوضع المقلق، نكرّر دعوتنا الى كل الاطراف الالتزام بتنفيذ هذا القرار، وخفض التصعيد، والشروع عاجلاً في البحث في خطة ديبلوماسية توقفه وتؤمّن الهدوء والاستقرار على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل».