فضيحة من العيار الثقيل بعنوان "انتخابات المُغتربين" بطولة وإخراج وزارة الخارجية

للمرّة الثانية منذ نشأة الجمهورية اللبنانية، سيتمكّن اللبنانيون غير المقيمين من المشاركة في الإستحقاق الإنتخابي يوم الجمعة الواقع فيه 6 أيار 2022 أو الأحد الواقع فيه 8 أيار 2022، وذلك بحسب مصادفة يوم العطلة الرسمية في الدول الجاري فيها الاقتراع. 


مشقّات عديدة في خدمة المنظومة
وقاحة زملاء السلاح والفساد تعدّت الصفقات المُلوّنة بِريشة الإنماء الهشّ والمُزيّف، فالأفرقاء الذين يتنافسون على تقديم "لا شيء" للمواطن في فترة مصادرتهم لقرار الدولة بقوّة السلاح والهيمنة الخارجية يهابون أصوات المُغتربين الحرّة من سطوة "زعرناتهم"، فتارةً حاولوا حصر أصوات الإغتراب بدائرةٍ واحدة خارج "مكان القيد"، وطوراً شتّتوا الناخبين على أقلامٍ بعيدة ساعاتٍ عن مكان إقامتهم بحجّة الـ"zip code" المُختلف لضمان عدم اقتراعهم بعكس "تيار" سمسراتهم وانحلالهم بقوى أقصى ما تفعله هو تغيير وجه لبنان الحضاري، نقله إلى محور الدّول البائسة سياسةً وشعباً وتدمير اقتصاده الحُرّ. من هنا ارتفعت نسبة الهجرة لدى الشباب اللبناني إلى ما يُقارب الـ50% منذ اندلاع انتفاضة 17 تشرين، أيّ أن المسجّلين الشباب هم من "المُهجّرين الجُدد" الذين يسعون للمساهمة بإسقاط من أبعدهم عن عائلاتهم وحضن أرضهم الأم. وفي السياق عينه سيقترع المُغتربون وفقاً للـ"Voting Number" الخاص بهم الذي يصلهم عبر البريد الإلكتروني.


رزق: الصناديق ستغيب عن أعيُن المراقبة لمدّة أسبوع
أشارت مصلحة الإنتخابات في حزب الكتائب الأسبوع الفائت الى أنه ليس غريباً على هذه المنظومة ان تستعمل كل وسائل العرقلة لكتم اصوات اللبنانيين اينما وجدوا خاصة اذا ما كانت ستصب في غير مصلحتها، وحمّلت الجهات المعنية وعلى رأسها وزراة الخارجية مسؤولية تأمين حسن سير العملية الانتخابية في الخارج والتوقف عن البدع التعطيلية لمنع غير المقيمين الذين هجرتهم المنظومة، فيما دعت المصلحة المجتمع الدولي لمواكبة الانتخابات النيابية المقبلة في الداخل والخارج على حد سواء وعن كثب لمنع هذه السلطة من تنفيذ مآربها حفاظاً على الديمقراطية في لبنان وحق اللبنانيين في اختيار ممثليهم بحرية.
من جهتها أكّدت مسؤولة الإغتراب في المصلحة إسبيرانس رزق أن وزارة الخارجية "المعروف سلفاً لمصلحة أي فريقٍ تعمل"، تُعرقل حسن سير العملية الإنتخابية عن قصد لضمان عدم اقتراع المُغتربين لأنهم لا يتأقرون بالضغوطات أيّاً كان من السلاح إلى الرشوة وغيرها.
رزق وفي حديثٍ لـkataeb.org قالت:" من الشوائب التي تم رصدها في اقتراع المغتربين مثلاً في  الإمارات العربية المُتّحدة هناك قلم واحد لقُرابة ٢٤ ألف ناخب، وفي بلدان أخرى لم تصل صناديق اقتراع إلى عدد من القنصليات حتى الآن".

وعن الشوائب أضافت رزق:" شوائب عديدة تنتظر عملية الإنتخاب منها فرز أصوات المُغتربين، فالأصوات لن يتم فرزها في الخارج بل سيتم "عدّها" فقط وإرسالها لفرزها محلّياً، وبالتالي ستغيب هذه الصناديق عن أعيُن المراقبة لمدّة أسبوع أي أن الغشّ بات متاحاً كما حصل في الإنتخابات الماضية".


رئيس مصلحة الطلاب والشباب: أصوات المغتربين حُرّة من خدمات المنظومة
من جهته، أكّد رئيس مصلحة الطلاب والشباب في حزب الكتائب رالف مراد أن أصوات الناخبين في الخارج لا سيما الشباب منهم هي أصوات حُرّة ومُتحرّرة من خدمات المنظومة وسلطة مالها.
مراد وفي حديثٍ لـkataeb.org قال:" آن الأوان لمحاسبة كل من أوصلنا إلى ما نحن عليه، ومُحاسبة من سيطر على الدّولة بقوّة سلاحه وكل من شارك معه وسلمه سيادة الدّولة على طبقٍ من "فضّة"، لافتاً إلى أن هناك فرصة كبيرة أمامنا اليوم لتغيير الوضع القائم عبر الإقتراع الكثيف إن كان في الإغتراب أو محلّياً".

 

من هنا تجدر الإشارة بأن التغيير آتٍ عاجلاً أم آجلاً، وما تقوم به "مكاتب" المنظومة المُتغلغلة في الحكم من زيادة العراقيل ومحاولة غشّ الناخب اللبناني بأن صوته لن "يُغيّر" ليس إلّا دليلاً قاطعاً على أنّهم خسروا حتّى اللحظة ما قاموا ببنائه على مدّة ثلاثة عقود من "ثقة المَنفعة"، إلى "الحماية الزائفة" وأن رياح التغيير بدأت تعصف بمن "ألّه" نفسه على شعبٍ حُرّ.