المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الاثنين 11 كانون الاول 2023 16:22:42
في 21 كانون الثاني المقبل يُعقد في باريس مؤتمر تحت عنوان "يوم المعتقلين في السجون السورية" تشارك فيه نحو 90 منظمة من سوريا ولبنان وفلسطين تعنى بموضوع المعتقلين، للبحث في القضية وتشكيل ورقة ضغط على النظام السوري للكشف عن الحقائق.
يشارك في المؤتمر رئيس حركة التغيير ومحامي جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ايلي محفوض وأمين سر الجمعية الياس طانيوس، بالاضافة الى رئيس الجمعية علي ابو دهن الذي قضى ثلاثة عشر عاما خلف القضبان في سوريا، بعدما اعتقلته عام 1987 قوات الجيش السوري في لبنان، بتهمة التعامل مع إسرائيل وما زال جسده يحمل آثار التعذيب في سجني تدمر وصيدنايا. وخرج علي من السجن بعفو سنة 2000. وما يزال حتى اليوم أكثر من 600 معتقل لبناني يقبعون في السجون السورية منذ الحرب الأهلية، لا يعرف اهلهم عنهم أي معلومة.
ويؤكد أبو دهن لـ"المركزية" ان "يوم المعتقلين يشكل فعالية لطرح قضية جميع المعتقلين السياسيين من كل الجنسيات في السجون السورية. قام بهذا الجهد الجماعي عضو اتحاد التنسيقيات السوريين في العالم معتز شقلب بمساعدة اكثر من ٨٠ جمعية سورية ولبنانية وفلسطينية وبمساعدة كل من احمد حلميش وعلي الحاج. وسيكون شعار هذا اليوم لوغو يحمل الارزة اللبنانية تتوسط العلمين السوري والفلسطيني. وسيتضمن معرضاً للصور وشهادات حية للمعتقلين من سوريا ولبنان وفلسطين ومداخلات للمنظمات لاطلاع الرأي العام إلى أين وصلت بهذا الملف، بالاضافة الى مشاركة أكثر من 90 معتقلا محررا، منهم من تمّ اعتقالهم لأشهر وغيرهم لسنوات طويلة تجاوزت العشرين عاماً".
ويضيف: "من 10 كانون الثاني حتى 21 منه سنقوم كل يوم بنشاط معين، في بلد مختلف، في ستوكهولم وباريس وفيينا والمانيا (ستكون لنا 5 او 6 محطات) وتركيا، حيث سنعقد لقاءات ونتحدث عن قضية المعتقلين تحضيرا ليوم 21".
عن الكلمة التي سيلقيها يقول ابو دهن: "هي كلمة مختصرة ومفيدة، ستنقسم الى ثلاثة أقسام، الأول عن التعذيب في السجون السورية بشكل عام لأن النظام السوري لم يستثنِ أحدا، ولم يفرّق بين جنسية واخرى في التعذيب، كلنا تحت الكبل والظلم والتعذيب نفسه. والقسم الثاني سيتمحور حول ما أنجزناه في لبنان وتمكنا من أرشفته، وسأتحدث عن تقصير الدولة اللبنانية بحقنا كمعتقلين وعدم إعطائنا حقوقنا، والامر نفسه ينطبق على السوريين والفلسطينيين، حتى المنظمات العالمية للمعتقلين لم تنصفنا لا نحن كلبنانيين ولا غيرنا. في الشق الثالث، سنتحدث عن كيفية العمل ومساندة لبنان في الشكوى التي تقدّم بها لتحويلها الى المحكمة الدولية والامانة العامة ومجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة، إلى جانب الشكوى التي تقدمت في باريس وأصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف ومنع سفر بحق الأسد في قضية هجمات كيميائية. سنعمل على تحويل القرار الذي صدر في لبنان واستُؤنف من قبل محفوض والقوات اللبنانية الى شكوى دولية، وهذا أقل ما يكون من حقنا لإنصاف أنفسنا أولاً نحن المعذبين، ومن ثم كي نتمكن من تحرير المعتقلين المخفيين قسرا الذين ما زالوا في السجون السورية. كما سيتحدث محفوض في كلمته عن الشكاوى الثلاث التي تقدّم بها ضد الرئيس السوري بشار الاسد وسوريا".
ويتابع ابو دهن: "سيحضر المؤتمر أنور البني وهو من قدّم دعوى في المانيا وربحها بحق ضابطَين سوريَين وحُكِم عليهما بالسجن 25 عاماً. سنعمل معهم، ولذلك سيكون هذا المؤتمر مختلفاً واقوى مما سبقه، وسنذكر بقرار الهيئة العامة للامم المتحدة الذي قضى بإنشاء مؤسسة مستقلة تحت رعايّة الأمم المتحدة، تُعنى بالمفقودين والمخفيين قسريًا في سوريا منذ عام 2011، والتي عملنا عليها لفترة من الزمن وعقدنا 4 مؤتمرات صحافية مهمة جدا مع القوات اللبنانية والاحرار ومحفوض والنائب السابق فارس سعيد، وسنطالب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بعدم تحديد تاريخ او جنسية في السجون السورية، لأن القرار الذي صدر يحدد من العام 2011 وما فوق، فلا يشمل بذلك باقي المعتقلين، لذلك عملت جمعية المعتقلين مع القوات اللبنانية على الموضوع وجمعنا 46 نائباً وقعوا معنا على الوثيقة، و51 جمعية لبنانية فلسطينية سورية وقعنا الوثيقة وأرسلناها الى الأمين العام، وقبلوا فيها بعدم ذكر الجنسية ولا التاريخ بما يتيح المجال بأن يشمل القرار كل من اعتقلوا قبل. كما سنحاول مع المحامين السوريين والفلسطينيين تقديم شكوى ضد النظام السوري وضد الاعتقال والتعذيب الذي قام به بحقنا وما زال حتى اليوم".
ويختم أبو دهن: "في سجون الأسد نجد المعارض السياسي الذي في حال تعذر اعتقاله، يلقون القبض على جميع افراد اسرته. كما يوجد الدكتور والمهندس والمعلم والمهني والعامل من كلا الجنسين. في السجون السورية هناك المحارق البشرية والقتل والدفن الجماعي بالجرافات، كما هناك الدفن الحي في غرف الملح، هناك الاغتصاب والولادات بالمئات في سجونه. وبالتالي نذهب الى المؤتمر لنشهد ونؤكد باننا لن ننسى ما فعل بنا، ولنقول بصوت واحد "نريد جميع معتقلينا أحرارا بيننا" .نذهب مجتمعين موحدين معتقلين محررين لنقول بأننا مستمرون بأرشفة ما استطعنا كي تبقى الذاكرة حية فينا، ونستنهض الهمم لإطلاق المعتقلين السياسيين من السجون السورية ونقدم شكوى بحق النظام الذي استباح حريتنا وقتل وخطف وسجن وحرق ودمر بلادنا ونحصل على حقوقنا المادية والمعنوية كما نصت عليه شرعة الامم المتحدة".