المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الثلاثاء 21 تموز 2020 13:44:39
لا يوفّر رئيس الحكومة حسّان دياب مناسبة الا ويتحدّث فيها بصفة الغائب عن "راجح" سياسي يعمل في الغرف السوداء لمنع حكومته من تحقيق الإنجازات وإقفال الأبواب العربية والدولية بوجهها لحرمانها من المساعدات لمواجهة التحديات كما تُطلق على نفسها "حكومة مواجهة التحديات".
ففي جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، اشار الرئيس دياب الى "ان هناك جهات محلية وخارجية عملت وتعمل على محاصرة اللبنانيين وإدخال لبنان في صراعات المنطقة". لكن... هل يُدرك سيد السراي أن "راجح" الذي يدّعي بأنه يتآمر على اللبنانيين قد يكون "من اهل البيت"؟
في السياق، برز لقاء رئيس الحكومة أمس مع المنشد علي بركات في السراي الحكومي، لينقل الاخير عنه "بأنه دخل في مواجهة مباشرة مع السفيرة الاميركية ما اضطرها للتراجع والتخفيف من حدّة تهديداتها، مؤكداً أنه ماضٍ في التوجّه شرقاً، خصوصاً للعراق بموضوع النفط،و لافتاً الى "انه سيحتفظ بورقة التعاون مع ايران كخرطوشة اخيرة لانقاذ لبنان في حال سدت المنافذ في وجهه".
ومع أن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نفى ما ورد على صفحة المُنشد بركات، الا ان توقيت اللقاء بينهما وأبعاده يحتمل التوقّف عندهما.
ومن لا يعرف المُنشد بركات، فهو ينتمي الى حزب الله كما قال في أحد تصاريحه للإعلام، وقدّم في مناسبات عدة أناشيد مؤيدة للحزب، داعياً إياّه إلى حسم معاركه التي يخوضها ضد الأعداء في سوريا على حدّ تعبيره. وسجّل عددا كبيرا من المرثيات لقتلى حزب الله ومعاركه التي خاضها في لبنان وخارجه.
غير أن "اللافت" في مسيرته الغنائية، ان الأمن العام اوقفه في صيف العام 2014 على خلفية مذكرة صادرة في حقه من قبل مدعي عام التمييز، الذي أمر باستدعائه بسبب إطلاقه أناشيد تثير الجدل والعنصرية وتعكّر علاقة لبنان بالدول العربية، لاسيما أنشودة بعنوان "إرهابك يا سعودية".آنذاك ترددت معلومات عن ان حزب الله بشخص مسؤول وحدة الإرتباط وفيق صفا مارس ضغوطا معينة من أجل إطلاق سراحه سريعاً.
إنطلاقاً من ذلك، سألت اوساط سياسية معارضة عبر "المركزية" "كيف يخوض الرئيس دياب معارك دونكيشوتية مع "راجح" موجود في ذهنه فقط متّهماً إيّاه بتعكير علاقة لبنان بأشقائه العرب وهو يستقبل منشد حزب الله الذي أصدر اغنية ضد السعودية وتم إستدعاؤه على اساس بثّ الفتنة وتعكير العلاقات الخارجية المنصوص عنها دستوريا"؟ اضافت "كيف يطلب مساعدة العرب وهو حتى الان لم يُقدم على خطوة واحدة في اتّجاه تحسين العلاقات معهم، لاسيما الخليجيين؟ كيف يستقبل ضيفا كهذا في وقت تمرّ علاقات لبنان بأشقائه العرب في أسوأ مراحلها؟ الم يكن الاجدى به عدم استقباله اقله في الوقت الراهن"؟
وفي حين يحفل سجل الحكومة بالإخفاقات بدءاً من التعامل مع صندوق النقد الدولي وإقفال باب المساعدات العربية والدولية في وجه لبنان، ذكّرت الاوساط بتصريح وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش منذ اكثر من شهر، عندما قال "ان لبنان يدفع ثمن تدهور العلاقات مع دول الخليج العربية وهو يكافح لاجتياز أزمة اقتصادية عميقة. وما يشهده لبنان من انهيار اقتصادي مقلق للغاية، لكن الإمارات لن تفكر في تقديم الدعم المالي إلا بالتنسيق مع الدول الأخرى".