المصدر: نداء الوطن
الأحد 2 آذار 2025 06:36:07
غداً سيكون لبنان الرسمي في قلب المملكة العربية السعودية، الوجهة الخارجية الأولى لرئيس الجمهورية جوزاف عون، منذ وصوله إلى سدّة الرئاسة، وذلك في زيارة غير رسمية تأتي تلبية لدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
غداً سيستكمل عون الجهود التي بدأها منذ انتخابه لرأب الصدع الذي أصاب، العلاقات اللبنانية – الخليجية عموماً، واللبنانية - السعودية خصوصاً، خلال العهود السابقة وما تخلّلها من هيمنة إيرانية على قرارات الدولة لصالح "الدويلة".
من الرياض، سيتوجّه عون، إلى القاهرة للمشاركة يوم الثلثاء، في القمة العربية الطارئة المخصّصة لمناقشة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، وذلك على رأس وفد يضمّ وزير الخارجية يوسف رجّي وسفير لبنان في مصر علي الحلبي.
عودة لبنان التدريجية إلى الحضن العربي والخليجي، تترافق مع الجهود الحكومية المكثفة لبسط سلطة الشرعية على مختلف المرافق الأساسية في لبنان.
وفي هذا الإطار تندرج جولة وزراء الداخلية أحمد الحجار، والأشغال فايز رسامني والمال ياسين جابر، ظهر أمس السبت، في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث عاينوا الإجراءات الأمنية واللوجستية المتخذة، واستعرضوا الحاجات والمتطلبات الإداريّة والتقنية لتسهيل حركة القادمين إليه والمغادرين منه، كذلك تعزيز الإجراءات الأمنية والتجهيزات الفنية في حرم المطار وتفعيل عمل أجهزة الكشف على حقائب الركاب والبضائع.
وقد علمت "نداء الوطن" أنّ لبنان الذي يحاول ضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية، طلب منذ فترة من دول أوروبية وغربية معدّات متطوّرة لحماية المطار والمرافئ والمعابر البرية، وأفيد بأنّ هناك تجاوباً في هذا الشأن، لكن تأخير وصول المعدّات يعود إلى آليات متّبعة في الدول الغربية لتقديم المساعدات.
من جهة ثانية، أكدت مصادر متابعة لـ "نداء الوطن" أنّ الحكومة والمسؤولين، استنفروا منذ أمس الأوّل، بعد توقيف مسافر قادم من تركيا ويحمل حقيبة أموال لـ "حزب الله"، وذلك من أجل العمل على معالجة الثغرات.
وهذا ما يفسّر أيضاً الجولة الوزارية في المطار، فهناك، بحسب المصادر، قرار سياسي واضح من الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام ومن الحكومة، بضبط المطار وحمايته، ولا تساهل في هذا الموضوع، وهو ما تُرجِم بتشديد الإجراءات في المطار.
إصرار العهد على الإمساك بزمام الأمور الأمنية والسياسية، والذي أكّد عليه الرئيس عون في مقابلته الأخيرة حين قال إنّ "قرار الحرب والسلم يعود للدولة وحدها"، يبدو أنّه لم يلقَ بعد آذاناً صاغية لدى "حزب الله"، ولا سيما عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين الذي قال أمس "إذا استمرّ العدو باحتلال بعض المناطق في جنوب لبنان سنزلزل الأرض تحت أقدامه"، متناسياً أنّه أصبح هناك "دولة" مسؤولة عن حماية الأرض والحدود وتسعى جاهدة لتحريرها من الاحتلال.