المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يوسف فارس
الأربعاء 18 أيلول 2024 15:08:56
تنطوي المرحلة المقبلة على اهمية استثنائية لجهة اختبار وترقب نتائج الجهود المتقدمة التي بذلها الموفد الاميركي الى المنطقة اموس هوكشتاين لخفض التصعيد وثني رئيس الحكومة الاسرائلية بنيامين نتنياهو دون ترجمة تهديداته للبنان والقيام بعملية عسكرية لتغيير الواقع القائم على الحدود الجنوبية وجعل المنطقة منزوعة السلاح .الامر الذي يشكل احدى اكثر محاولات الادارة الاميركية جدية في الضغط على اسرائيل لمنعها من تنفيذ قرار صادر ناجزا وجاهزا لتحويل وجهة التصعيد الحربي مع لبنان .
وتكتسب هذه المحاولة اهمية مزدوجة، اذ تسابق من جهة المهلة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية التي ستجري مطلع تشرين الثاني المقبل . كما تسابق من جهة مقابلة امكانية توظيف الحكومة الاسرائيلية لهذه المهلة في تنفيذ مغامرة كبيرة في لبنان . وتبعا لذلك تعاملت الدول كما يبدو بقدر اكبر من الخطورة مع التهديدات الاسرائيلية هذه المرة بالتحول الى الجبهة الشمالية، اذ تفيد المعلومات ان سفراء الخماسية الذين اجتمعوا اخيرا كان شغلهم الشاغل ليس البحث ومراجعة المسار المسدود لأزمة الفراغ الرئاسي بقدر ما ركزوا على تأثيرات الوضع المتفجر في الجنوب واحتمالات اتساع الحرب نحو الداخل اللبناني اذا ما بقيت جبهة الجنوب مشتعلة واقدام نتياهو على ترجمة تهديداته.
النائب الياس جرادي يقول لـ "المركزية" ان لا تغيير في الستاتيكو السياسي القائم في لبنان الا بتبدل الاحوال في الميدان او ان يستجد شيء ما على المشهدين يحدث ما يشبه الانقلاب في الموازين . لكن واميركا تحابي اسرائيل في كل مواقفها من الصعب ترقب جديد في الواقع الراهن. ما يجري من حراك خارجي او على مستوى اللجنة الخماسية وسفرائها في لبنان ليس الا محاولات جس نبض واستشراف لمواقف الفرقاء من الازمة وحلها في اليوم التالي لانتهاء الحرب .لا جدوى من كل هذه المبادرات قبل وقف النار في غزة ليصار الى فصل جبهة الجنوب عنها .
اما زيارة هوكشتاين لتل ابيب فهي ليست لارساء تهدئة في غزة .اميركا قادرة على ذلك لو ارادت .لكن همها اخضاع العالم والحؤول دون توسع دائرة القتال والذهاب نحو الحرب الشاملة التي قد تسبب بتفلت الامور من يدها وانسحابها سلبا على انتخاباتها الرئاسية . وهوفي حال زار بيروت سيكون للتأكيد على طرحه السابق المرتكز الى الترغيب بامكانية تثبيت الحدود والانسحاب من اجزاء محتلة والتهديد بترجمة اسرائيل اقوالها بضرب لبنان .