المصدر: الانباء الالكترونية
الخميس 7 آذار 2024 07:27:09
يتواصل السباق بين التسوية أو الذهاب الى الحرب الشاملة عند الحدود الجنوبية، لا سيما وأن مهمة الموفد الأميركي آموس هوكستين لم تسفر عن أي نتائج عملية، ويبدو أنها موقّتة على إيقاع الحرب الكبرى في قطاع غزة.
من الواضح أن مهمة الموفد الأميركي تواجه عقبتين لم يتمكن حتى الساعة من تجاوزهما، وفق ما لفتت الى ذلك مصادر مواكبة لحراك هوكستين عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية وهما:
الأولى تكمن بإصرار رئيس حكومة اسرائيل ووزارة الحرب على استكمال الحسم العسكري في غزة وجنوب لبنان، وهذا الجناح الإسرائيلي يفضل خيار الحرب وعدم العودة الى ما قبل السابع من تشرين الاول الماضي.
الثانية وهي عدم موافقة حزب الله على التوصل لوقف إطلاق النار بمعزل عن غزة، لإدراكه بأن الهدنة التي يتم التفاوض حولها ما زالت متعثرة في ظل التعنت الاسرائيلي. وان حزب الله الذي شارك بالحرب لمساندة حماس انطلاقاً من وحدة الساحات لا يمكن أن يوافق على وقف لإطلاق النار بمعزل عن غزة.
وتضيف المصادر: "من هنا يمكن فهم الأسباب التي قد تؤدي الى تعثر مهمة هوكستين، الذي يرغب بالتوصل لفصل المسار في جنوب لبنان عما هو عليه الحال في غزة بما يشكل ذلك من جرعة دعم كبيرة للرئيس جو بادين في السباق الى البيت الابيض بمواجهة خصمه الرئيس السابق دونالد ترامب".
وأشار الخبير الاستراتيجي سامي نادر في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن "الأمور ما زالت تراوح مكانها وأن هوكستين يحاول أن يكمل في جنوب لبنان اتفاق الهدنة المرتقب مع حماس، لكن هذا الاتفاق على ما يبدو دونه تعقيدات جوهرية، ما يعني أن هدنة رمضان ما زالت عالقة بين واشنطن وتل ابيب لكن التوصل الى الهدنة قد يمنح لبنان فرصة كبيرة بالتوصل لوقف إطلاق النار ويجعل حزب الله غير محرج مع حماس وتكون الهدنة أصبحت نافذة دون "تربيح جميلة" من أحد. وهذا يمكّنه من الذهاب الى اتفاق لترسيم الحدود البرية، لكن الأمور ما زالت تراوح مكانها وهوكستين يعمل على فصل الساحات والمسارات من دون الاعلان عن ذلك وإعطاء الامر بعداً يمكن من خلاله التوصل الى حل نهائي كما فعل في ترسيم الحدود البحرية تمهيداً للتوصل الى اتفاق نهائي يضمن السلام والامن للجميع".
ورأى أن اللعبة ما زالت بأيدي الكبار وأن موافقة حزب الله على وقف إطلاق النار قرار إيراني وليس بيد حزب الله، فأي تسوية لإقفال الجبهة في الجنوب هي بيد ايران".
وعن الخلاف بين بايدن ونتنياهو، رأى نادر انه "كان قائماً قبل السابع من تشرين الأول بسبب المواجهة بشأن المحكمة العليا وأسلوب نتنياهو الاستعلائي. فالعلاقة بينهما ليست على ما يرام واللوبي اليهودي الداعم لبايدن هو غير ما يسمى القاعدة الناخبة الداعمة للجمهوريين".
اذاً، لبنان عالق بين فكي كماشة، فإما أن يستمر رهينة وحدة الساحات والاستمرار في الحرب الى ما شاء الله، وإما التوصل لوقف إطلاق النار وترسيم الحدود البرية والتفرغ الى إنهاء الملفات الساخنة وأهمها انتخاب رئيس الجمهورية وإعادة تنظيم المؤسسات.