لقاء هوكشتاين بالمعارضة: إعترافٌ أميركي وإعادة إحياء القرار 1559؟

كان لافتاً أمس، لقاء الموفد الأميركي وكبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، وفداً من المعارضة اللبنانية في مجلس النواب في بيروت. هذا اللقاء الذي لم يحصل سابقاً يشير إلى دلالاتٍ عديدة، خصوصًا في ظلّ الحرب المندلعة في غزة وجنوب لبنان، والتي لم تكن المعارضة طرفاً فيها لا ميدانياً ولا حتى على صعيد المفاوضات أسوةً بالدولة المُغيّبة بفعل هيمنة السلاح على قرار السلم والحرب. ومع انعدام فُرص فرض رئيس موالٍ لفريق 8 آذار بقوة الترغيب والترهيب بفضل رصانة الموقف المُعارض، ارتقى الفريق السيادي إلى الواجهة مُجدداً ولكن هذه المرّة من بوابة الإعتراف الأميركي بصلابة هذا البلوك النيابي.

استغلّ ممثلو المعارضة هذه الفرصة لإيصال وجهة نظرهم بشكلٍ مباشر، وأشار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بعد لقاء وفد نواب المعارضة في مجلس النواب إلى أن الوفد تحدّث عن هواجس اللبنانيين، لافتًا إلى أن الهاجس الأكبر والأولوية لدينا قبل أحداث غزة وبعدها وبعد بعد أحداث غزة هي لبنان وسيادة الدولة اللبنانية.
وقال رئيس تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان لهوكشتاين: "علينا أن نتعاون لتطبيق الـ1701 ودعم الجيش اللبناني في حفظ الأمن على الحدود"، مشددًا على أن أولويات الموفد الأميركي عدم توسيع القتال والقيام بما يلزم.
ومن جهته، صرّح النائب ميشال معوّض عقب اللقاء: "كان من المهم أن يلتقي هوكشتاين بممثلين عن قوى المعارضة، فزياراته ولقاءاته السابقة كانت ذات "وجهة نظر واحدة" ولا تمثّل أغلبية اللبنانيين والقوى السياسية في المجلس النيابي"

مصدر مُعارض: لقاء هوكشتاين والمعارضة يعيد إحياء الـ 1559
وفي قراءة للّقاء اللافت، رأى مصدر مُعارض في حديثٍ عبر kataeb.org  أن لقاء وفد من المعارضة مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أعاد إحياء العمل على تطبيق القرارات الدولية كافة التي تسمح للبنان أن يُقيم دولة مستقلة قادرة على بسط سيادتها على كامل حدود الجمهورية، مشيراً إلى أن الحديث عن تطبيق القرار 1701 بين هوكشتاين والمعارضة في أي عملية لربط النزاع على الحدود الجنوبية تتخلّله حتماً متابعة مُتجدّدة للدفع نحو تطبيق القرارين 1559 و1680 اللذين يعملان تدريجياً على تجريد الميليشيات من سلاحها وتوحيد البندقية تحت إمرة المؤسسة العسكرية والمساهمة في تعيين الحدود اللبنانية السورية.
وفي سياقٍ مُتّصل قال المصدر: "المعارضة متّحدة خلف تطبيق القرارات الدولية، واستطاعت من خلال هذا اللقاء أن تتحدث بشكلٍ رسمي بغية الدفع نحو فصل عملية ربط النزاع والحرب في غزة وجنوب لبنان عن الإستحقاق الرئاسي في لبنان، لحماية رئاسة الجمهورية من أي تبعات أو تدخلات قد تنتج عن أي تسوية مُمكن عقدها في هذا السياق، وبالتالي على رئيس مجلس النواب الدعوة لجلساتٍ مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية فوراً من دون انتظار كلمات سرّ خارجية أو تسويات مُحتملة".

إذاً، بظلّ الحركة الأميركية والدولية التي تبحث في شؤون إغلاق الجبهة في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، مرورًا بإرساء استقرارٍ يُعيد المستوطنين إلى شمالي إسرائيل، كان لابدّ من لقاء المعارضة بالموفد الأميركي هوكشتاين للتأكيد على ضرورة تأمين سيادة لبنان على أراضيه، بعيدًا عن مصالح الوكلاء التي تربط تراب لبنان بعواصم إقليمية، هدفها النفوذ ولا شيء آخر، فهل يكون هذا اللقاء بادرة خير لتجنيب لبنان ما يحيكه محور الممانعة؟