لهذا السبب كان حل الأزمة اليمنية أولوية سعودية – أميركية!

على وقع تكثيف الحوثيين عملياتهم بحرا واستهدافهم سفنا تجارية بما يهدد الملاحة والحركة التجارية في البحر الاحمر، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، وصول حاملة الطائرات (أيزنهاور) إلى الخليج العربي، في إطار تعزيز انتشار القوات في المنطقة. وأوضحت امس أن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات أيزنهاور (IKECSG) أكملت عبور مضيق هرمز، لدخول مياه الخليج العربي. وأضافت: أثناء وجودها في الخليج العربي، تقوم IKECSG بدوريات، لضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية الرئيسية مع دعم متطلبات القيادة المركزية الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة". ولفتت إلى أن حاملة الطائرات كانت برفقة "طراد الصواريخ الموجهة CG 58) USS Philippine Sea)، ومدمرات الصواريخ الموجهة (USS Gravely (DDG 107 وUSS Stethem DDG63 والفرقاطة الفرنسية لانغدوك (D 653)".

غير ان رسالة واشنطن هذه، التي تريد منها ردع الحوثي، لم تلق آذانا صاغية لدى الجماعة بل على العكس. فقد قالت القيادة المركزية، إن صاروخين بالستيين أطلقا، فجر الإثنين، من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، باتجاه المنطقة التي كانت تتواجد فيها المدمرة الأميركية "يو إس إس مايسن" والسفينة التجارية "سنترال بارك". وأكدت القيادة المركزية، في بيان، أن الصاروخين سقطا في خليج عدن على مسافة تبعد قرابة عشرة أميال بحرية من السفينتين.

في موازاة تحركاتها ضد السفن، بدا لافتا ان الحوثيين لم يلتزموا باتفاق الهدنة الذي تم التوصل اليه بين حماس والاسرائيليين الجمعة الماضي، فواصلوا اطلاق الصواريخ نحو اهداف في الاراضي المحتلة. الجمعة الماضي، تعرّضت مدينة إيلات، لضربة جديدة استُخدمت فيها طائرات مسيّرة يُعتقد أن مصدرها الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة صنعاء، التي كانت قد أعلنت مسبقاً أنها غير معنية بالهدنة، ولن توقف ضرباتها إلا بعد أن يوقف العدو الإسرائيلي حربه على قطاع غزة نهائياً. ووفقاً لوكالة "رويترز"، أُطلقت صفارات الإنذار في ميناء إيلات على البحر الأحمر، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن طائرة من دون طيار تسلّلت إلى إيلات.

كل هذه المعطيات، تدل وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، على ان الاولوية التي كانت معطاة اميركيا وايضا سعوديا، لايجاد تسوية للصراع اليمني، كانت في مكانها، نظرا الى حجم التهديد الذي يشكله الحوثيون للامن الاقليمي. وعليه، وبينما سيفعل الاميركيون ما يجب فعله عسكريا للجم الجماعة في الوقت الراهن وحماية امن حليفتهم اسرائيل، فإنهم في الوقت ذاته، سيضعون التخلّص من "همّ" الجماعة وما تفعله في المنطقة، على رأس قائمة اهتماماتهم في المرحلة المقبلة، بعد اسكات المدافع في الاراضي المحتلة، وسيبذلون جهودا مضاعفة مع شركائهم الاقليميين واولهم السعودية، لايجاد تسوية سريعة للازمة اليمنية، تلحظ، ولو مهما كان الثمن، ردع الحوثي وتقليص حجم الخطر الذي يشكّله اليوم للملاحة ولاسرائيل، تختم المصادر.