المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الأربعاء 30 أيلول 2020 14:22:57
في مؤتمره الصحافي الذي خصّصه للبنان فقط، اتّهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القادة اللبنانيين "بخيانة" تعهداتهم وإلتزاماتهم وامهلهم 4 إلى 6 اسابيع إضافية لتشكيل "حكومة مهمة" في إطار المبادرة الفرنسية التي اطلقها اثناء زيارتَيه المتتاليتين للبنان عقب انفجار مرفأ بيروت.
ومع انه لم يُخفِ "خيبته" من الزعماء اللبنانيين وخجله منهم بعدما "دفع" من رصيده الشعبي والسياسي لمعالجة الازمة اللبنانية، الا انه لم يسحب مبادرته عن الطاولة واضعاً الكرة في ملعب المسؤولين اللبنانيين بان ينتهزوا الفرصة الاخيرة للتأليف حكومة "مَهمّة"، كما وصفها وإلا فسيُعيد النظر بمعايير المعادلة.
ويبدو ان هذا التغيير بالمعادلة بدأه الرئيس ماكرون من داخل خلية لبنان التي شكّلها عقب انفجار مرفأ بيروت وتضمّ شخصيات فرنسية ومن اصول لبنانية كانوا في وقت سابق على تماس مباشر بالملف اللبناني ويعرفون تفاصيله.
وبحسب اوساط فرنسية تحدّثت لـ"المركزية" "فان الرئيس ماكرون الذي بدأ بورشة "التغيير" داخل فريق عمله الخاص بملف لبنان عقب "الخيانة الجماعية" التي ارتكبها المسؤولون اللبنانيون بحق مبادرته الانقاذية، يعتزم ايفاد مبعوث خاص الى بيروت لمتابعة الاتصالات عن كثب من اجل انجاح المبادرة التي اعطاها مهلة ستة اسابيع اضافية كحدّ اقصى من اجل تشكيل حكومة تتولى تنفيذ خريطة الطريق الانقاذية التي تضمنتها الورقة الفرنسية الاصلاحية".
واوضحت الاوساط "ان الرئيس الفرنسي الذي تعهّد امام الشعب اللبناني بانه لن يتخلى عنه، سينصرف بالتوازي مع التغييرات التي بدأها داخل فريق عمله اللبناني، الى اجراء اتصالات دولية واقليمية لعقد مؤتمر المجموعة الدولية الخاصة بلبنان والذي وعد بأن يكون نهاية تشرين الاول المقبل واخر للدول المانحة لاستعجال المساعدات التي يحتاجها لبنان، لاسيما مع دخول الاحتياطي الالزامي لمصرف لبنان دائرة الخطر وبدء الرفع التدريجي للدعم على السلع الاساسية مثل المحروقات والطحين وتخطّي سعر صرف الدولار عتبة التسعة الاف ليرة.
وفي حين يعكس الاصرار الفرنسي حرص الاليزيه على عدم ترك لبنان وحيداً وذلك انطلاقاً من الروابط التاريخية التي تجمع باريس وبيروت، يبقى السؤال الاساسي الذي يلازم المبادرة الفرنسية، لاسيما الشقّ المتعلّق بمؤتمرات الدعم للبنان التي سيدعو اليها بدءاً من نهاية الشهر المقبل: هل ستحضر دول الخليج عامةً والسعودية خاصة المؤتمرات قبل ان تشكّل الحكومة، لاسيما وان الدول المانحة اشترطت تشكيل حكومة غير سياسية مستقلّة لا تتمثل فيها الاحزاب التقليدية التي حكمت لبنان لعقود واوصلته الى ما هو عليه اليوم من فقر وبطالة وتدهور في علاقاته السياسية مع اشقائه العرب والمجتمع الغربي؟