المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يوسف فارس
الثلاثاء 16 نيسان 2024 14:28:42
تتزايد المخاوف من انزلاق الوضع في لبنان نحو حرب شاملة وقيام اسرائيل بحفلة جنون تدميرية على غرار ما تقوم به في غزة.
فبعد التحذيرات الاميركية تصاعدت اللهجة الاوروبية من تزايد خطر انزلاق الوضع في الجنوب الى حرب شاملة بعد ارتفاع حدة العمليات العسكرية من الطرفين، مشيرة الى ان استهداف اسرائيل لمركز دبلوماسي ايراني في دمشق عمل خطير يتجاوز الخطوط الحمر وسيتسبب بتصعيد متبادل على مستوى المنطقة. ولعل الابلغ هنا كان قول الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل في لبنان اندريا تينتي ان الوضع في جنوب لبنان بات مقلقا وخطيرا للغاية.
وأضاف: ان تبادل اطلاق النار الذي بدأ قبل اشهر كان ضمن حدود خمسة الى ستة كيلومترات قرب الخط الازرق لكنه توسع الى مناطق في العمق اللبناني وبعض الاستهدافات وصل الى بعلبك والهرمل شمال شرق البلاد الى مسافة تبعد 130 كيلومترا من الخط الازرق. ولا احد يستطيع التنبؤ بأخطار تلك الاستهدافات ومستقبل هذه الجبهة لان اي خطأ في الحساب يمكن ان يشعل نزاعا اوسع.وختم: نعمل مع الاطراف على تهدئة الوضع منذ عدة اشهر والاهم منع انزلاق الجبهة نحو حرب خطرة.
النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ"المركزية" : الواضح ان الحرب على غزة ليست تقليدية انما اكبر من ذلك. مجلس الامن لم يستطع وقفها حتى الان. اسرائيل تسعى الى توسيعها لضرب كل ما يشكل خطرا عليها، في حين أن اميركا المشغولة راهنا بانتخاباتها تمنعها من ذلك. هذا لا يعني الركون الى هذه النظرية، فاسرائيل تعمل جاهدة لجر لبنان الى الحرب الشاملة التي يتجنبها حزب الله الى اليوم، مكتفيا بمساندة غزة وسط غياب كلي للدولة ووجود منظومة متحكمة بالقرار اللبناني على كل المستويات، الامر الذي أدى الى شرذمة الوطن الى غيتوات او مناطق نفوذ متنافرة تبحث كل منها عن امنها ومستقبلها. سلاح حزب الله ساهم بنشوء هذا الواقع المؤلم. السؤال اذا حررنا غزة وما بقي محتلا في الجنوب وبقينا على ما نحنا عليه ماذا نكون فعلنا وما الهدف مما حققنا؟ الدولة الى مزيد من الانهيار والوطن ينزلق اكثر فاكثر نحو التفكك والضياع، في حين أن هناك من يعمل لترسيخ هذه المشهدية بدليل ما شهدناه على الارض من مقتل منسق القوات اللبنانية في جبيل، الى التعدي على مركزي القومي في البقاع والجبل، الى توزيع المناشير ضد السوريين في العديد من المناطق ما يدفع باتجاه قيام الامن الذاتي على حساب الدولة والوطن.
ويتابع : ان المجلس النيابي ولد منقسما ومشلولا ولم يستطع تحقيق انجاز. وكتغييريين نسعى الى استبدال هذا الواقع المؤلم، لكن المنظومة اقوى منا بكثير، الا اننا سنستمر في مسعانا. استعادة الدولة تتطلب مشروعا وطنيا وتضحيات كبيرة بعيدا عن الطائفية والغوغائية السائدة.