مجزرة رأس بعلبك والقاع: لن ننسى... عردو لموقعنا: 26 شهيدًا كتائبيًّا دفعوا ثمن انتمائهم ونضالهم

لم يكن تاريخ 28 حزيران من العام 1978عادياً، ولن يكون إلا ملحمة بطولية سطّرها 26 كتائبياً، ينتمون الى الحزب من بلدات رأس بعلبك والقاع وجديدة الفاكهة، في البقاع الشمالي . ساعات من الغدر من ليل 27- 28 عاشتها البلدات الثلاث، التي لم تكن تعلم ان الغدر سيطالها، وبأن بعض شبابها سينضمون الى قافلة شهداء الكتائب، وسيسقطون مع بزوغ ذلك الصباح شهداء بسبب إنتمائهم، وبهدف تهجير المسيحيين من تلك البلدات البقاعية الحدودية، على ايدي عناصر الوحدات الخاصة السورية، التي دخلت تلك البلدات بثياب مدنية، بحثاً عن الكتائبيّين لإقتيادهم تحت حجة التحقيق فقط ، فحصلت مداهمات للمنازل وإعتقال الكتائبييّن في ذلك الليل المشؤوم.

الهدف تهجير المسيحيّين
عضو المكتب السياسي الكتائبي، وإبن بلدة رأس بعلبك الدكتور فادي عردو، يشير في حديث لموقعنا، الى ان الهدف الأول من تلك المجزرة، كان تهجير المسيحيّين من المنطقة، حيث وُضعت حينها خطة ممنهجة لتحقيق ذلك . وقال:" إتخذت المنطقة في تلك الحقبة الطابع السياسي اليساري، لكن أغلبية أهالي المنطقة أصرّوا البقاء ولم يغادروا، على الرغم من ان الخط السياسي اليميني كان ضعيفاً نوعاً ما، في حين بقي ولاء الانتماء للأرض والبلدة قوياً، ولم ينجح مرتكبو تلك المجزرة في إضعاف ذلك الولاء، رغم سقوط 26 كتائبيّاً دفعوا ثمن إنتمائهم ونضالهم، من بينهم 6 شهداء من رأس بعلبك هم: هاني البيطار، فايز مراد، عيد منصور، أدوار العرجا، ريمون مراد وايليا لويس، إضافة الى 20 شهيداً من القاع وجديدة الفاكهة، سقطوا نتيجة الغدر".
وأكد عردو بأن هؤلاء الابطال، سيبقون رمز المقاومة والنضال والشهادة من اجل لبنان، فهم شهداء قضية لا تموت ولن تموت، وسيبقون في ذاكرة وضمائر رفاقهم، وأبناء بلداتهم مهما طال الزمن.
ولفت الى وجود خطة اليوم، لإعادة إستنهاض الكتائب في منطقة البقاع الشمالي وكل لبنان، وبالتالي لإعادة أمجاد الحزب التي تميّز بها.

منعوا الكاهن من الصلاة لراحة أنفس الشهداء
الى ذلك يشير بعض الأهالي في بلدة رأس بعلبك خلال حديث لموقعنا، وبالاستناد الى احد التقارير الذي تلقّته الأجهزة الأمنية في تلك الفترة، بأنّ احد الضباط السوريّين دخل أحياء البلدة، وإقتاد ستة شبّان كتائبيّين، وفي الوقت عينه دخلت مجموعة أخرى بلدة جديدة الفاكهة لتقتاد خمسة شبّان، فيما داهمت قوة مماثلة بلدة القاع واعتقلت 15 شاباً من منازلهم . لافتين الى ان القوات السورية اخلت الشوارع من الحواجز في البلدات المذكورة، قبل يوم واحد من إعتقال الشبان، وسط دهشة الأهالي وتساؤلاتهم عن سبب إزالة تلك الحواجز.
وتابع الأهالي:" في تلك الليلة المشؤومة جال ضابط سوري في رأس بعلبك، بحثاً عن الشبان الكتائبيّين، تحت حجة التحقيق معهم لا اكثر ولا اقل، وهم جُلبوا بثياب النوم وإقتيدوا الى مكان مجهول، وفي اليوم التالي أبلغ السوريون كاهن الرعية ميشال بركات، مكان وجود جثث الشهداء لدفنهم، وهو رأى هول تلك المشاهد البربرية، وقد ضغطوا عليه كي لا يقيم الصلاة لراحة أنفسهم، لكنه فعل وبمَن حضر من المصلّين فقط .

مجزرة اُضيفت الى سجلهم الأسود
ومن منطقة القاع تحدث عدد من الأهالي لموقعنا ايضاً، مستذكرين بأن سيّدة من قرية البزالية - بعلبك شاهدت في ساعات الفجر الأولى من ذلك التاريخ، سيارات عسكرية سورية، تنقل أشخاصاً مدنيّين في محلة وادي الرعيان، وسمعت لاحقاً إطلاق رصاص بغزارة، ثم رأت السيارات تعود خالية من الأشخاص. وإثر هذه المعلومات وُجدت جثث 26 شاباً مكبّليّ الأيدي، واجسادهم ممزقة بالرصاص. فيما حاول ضباط الوحدات الخاصة السورية طمس الحقائق وتضليل التحقيق، ولجأوا الى تهديد الأهالي حينها ومنعوهم من تقديم شكوى قانونية.
هذا ووصف احد أبناء بلدة القاع، الذي عايش تلك الجريمة، بالمجزرة التي لا تنتسى، والتي تضاف الى سجلّهم الأسود الحافل بالقتل. وقال:" لقد إستهدفوا العزّل والمدنيّين الآمنين، وذكّر بالشهيد حنا مطر الذي سقط في تلك الليلة، لانه مؤمن بلبنان وبالمقاومة اللبنانية". وابدى أسفه لان القاتل لم يُحاسَب مع أنه معروف.
وختم :"للأسف تلك المجزرة جاءت ردّاً على مقاومة حزب الكتائب، ودفاع شبابه عن كل لبنان".
صونيا رزق