مخاوف على الاستقرار...اسرائيل تفرض وقائع جديدة من خلال توسيع دائرة اعتداءاتها

على الخط الأمني، فخلافاً لكل التقديرات التي رجحت انخفاض وتيرة التصعيد خلال شهر رمضان، فإنّ هذا التصعيد ارتفع الى مستويات أعلى، سواءً في قطاع غزة حيث فشلت كل المحاولات والوساطات لبلوغ هدنة، بالتزامن مع تلويح اسرائيلي بتوسيع دائرة حرب الإبادة واجتياح رفح، أو على جبهة لبنان التي استعصت بدورها على محاولات تبريدها، فإنّها بدأت في الفترة الأخيرة تشهد تدرجاً متسارعاً في العمليات الحربية، نحو فتحها على مواجهات أقسى وأوسع.

وفيما أكّد مصدر رفيع لـ»الجمهورية» انّ الوضع خطير للغاية، وهذا التدرّج في العمليات الحربية وتوسيع دائرة استهدافاتها العدوانية يؤشّر الى أنّ اسرائيل تمهّد الأجواء لحرب واسعة، والموفدون الاجانب ينقلون كلاماً واضحاً بأنّ التهديدات التي يطلقها قادة العدو جدّية».

وفي السياق نفسه، يؤكّد خبراء عسكريون انّ التهديدات الاسرائيلية بحرب واسعة على لبنان تندرج في اطار التهويل، الاّ انّ هؤلاء يقرأون في تعمّد توسيع اسرائيل لدائرة اعتداءاتها على كل منطقة الجنوب وصولاً الى صيدا وكذلك على منطقة الشوف وصولاً الى منطقة البقاع وبعلبك، بأنّها تحاول ان تفرض من خلاله وقائع جديدة، تمكّنها من شنّ اعتداءات يومية استناداً على الطيران الحربي، دون ان تنزلق الى حرب برية تعترف انّها ستكلّفها. الّا انّ هذا الامر قد يتطوّر وينحدر في اي لحظة».

واشنطن لا تريد الحرب

الى ذلك، وفيما اكّدت مختلف المراجع الدولية على انّ على لبنان الانخراط في حل سياسي لإعادة الامن والاستقرار الى المنطقة الجنوبية، قالت مصادر ديبلوماسية رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «انّ جبهة جنوب لبنان مرتبطة بما سيؤول اليه الوضع في غزة. ومن هنا تنتظر المبادرات المرتبطة بالجنوب ريثما تنجلي صورة الهدنة في غزة. ويبدو انّها مستعصية، واسرائيل تهدّد بتصعيد حرب الإبادة وتهدّد بشمول الإبادة مدينة رفح».

واشارت المصادر الى انّها لا ترى حلاً في المدى المنظور، حيث انّ الحل السياسي الذي يُطرح على لبنان، لا يمكن للبنان ان يقبل به، كونه لا ينطبق على تطبيق كامل وشامل للقرار 1701، ولقد قدّم لبنان اجوبة عن هذه الطروحات، سواءً ما يتعلق بالورقة الفرنسية التي قدّمها وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، او مشروع الحل الذي قدّمه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.

ورداً على سؤال حول التهديدات الاسرائيلية بالحرب على لبنان قالت المصادر: «أي عملية عسكرية اسرائيلية على لبنان تتطلّب تغطية من الاميركيين، والاميركيون لا يريدون الحرب، وهذا ما اكّدوه لنا».