مروان عبدالله: سياسة حزب الله الترهيبية انتهت ولا عودة إلى الوراء لأننا نرى أن سلاحه لم يأتِ إلا بالويلات

بعد حديث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن أن حزب الله لن يُسلم السلاح قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من اسرائيل، وتحميل المسؤولية للولايات المتحدة، اعتبر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب مروان عبد الله أن "المشكلة اليوم أنّنا، على مقلبي الضفة، إن كان من هو مع حزب الله أو ضده، لم نستطع حتى الآن استيعاب الوضع الجديد في البلد، فلم يفهم حزب الله أن المرحلة التي كان يحتكر القرار فيها قد انتهت، ولا عودة إلى الوراء، والفريق الآخر لا يزال متخوفًا من استرجاع حزب الله لسيطرته على الدولة، بالتالي الذي يجب معرفته عند الطرفين أن قوة حزب الله العسكرية والمالية، وسياسة الترهيب انتهت إلى ما لا نهاية، لذلك علينا تذكير الجميع أن هذه المواقف العالية النبرة لم تعد تنفع، لأن لبنان أصبح في مرحلة جديدة".

وفيما خص موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأن السلاح لم يُسلّم، سأل عبدالله ضمن برنامج viral على موقع "السياسة": بأي أدوات سيستطيعون فرض عدم تسليم السلاح؟ فحكومة ميقاتي مجتمعة، والرئيس بري، وباسم حزب الله، وافقوا على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي في بنوده واضح ما هو مطلوب من الحزب، وهم من انتخبوا رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي أكد في خطابه حصرية السلاح للدولة فقط، كما أعطوا الثقة لحكومة نواف سلام، الذي شدد في البيان الوزاري على الانتهاء من ثلاثية "جيش، شعب، ومقاومة"، فالشعارات والخطابات الصحافية لم يعد يمكننا أخذها بجدية".

وقال: "أما عن واشنطن، فهناك مسار أميركي واضح، ومطلب دولي لبناء مستقبل لبنان، شرط إيجاد إرادة في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي. وكل هذه الخطابات الرنانة تؤخر الحل المحتّم، وما يحصل ليس من مصلحة أحد، لا حزب الله أو غيره".

وردًا على خطاب مسؤولي حزب الله، بدءًا من نعيم قاسم ووفيق صفا، أشار عبد الله إلى أن "عند كل مرة يهدد فيها حزب الله ويرفع خطابًا هجوميًا، نتأكد أن لا قدرة له على فعل أي شيء، فبعد أن كان في ذروة قوّته، إلى جانب دعم قوي من نظامي إيران وسوريا، ومع كل أمواله وأسلحته، استطاعت إسرائيل أن تهزمه، من خلال اغتيال كبار قياداته وتدمير أسلحته وبنيته التحتية"، سائلًا: "إذا في ذلك الوقت، سلاحه لم يفده، فما الفائدة منه اليوم؟".

وقال: "بناءً على ذلك، يتبيّن أن حزب الله يريد البقاء على سلاحه لاستخدامه في الداخل، وهذا كان هدفه الأساسي لتحسين موقفه السياسي في لبنان، ونحن نؤكد اليوم كما في السابق أننا مع رئيس الجمهورية، وكافة مؤسسات الدولة، والشعب اللبناني نرفض العودة إلى الوراء لأننا نرى أن هذا السلاح لم يأتِ إلا بالويلات، ليس فقط في الخارج، إنما أيضًا في الداخل".

واعتبر أن المطلوب منّا اليوم، بعد أن أدركنا أن الدولة فشلت في السابق نتيجة دفع أثمان مغامرات حزب الله دون أن يتحمّل المسؤولية، أن نتعاون لبناء الدولة الناجحة من خلال استعادة عمل مؤسساتها وتحسين اقتصادها، فنحن اليوم مستعدون للتعاون معهم، في حال وُجدت إرادة جدية منهم في بناء مشروع لبناني مشترك".

وردًا على سؤال، لفت عبدالله أن "حزب الله لم يلتزم بوقف إطلاق النار، لأنّ حتى الآن لم يُسلّم السلاح كاملًا، والخوف اليوم من أن تتحوّل  مجموعات كانت قد خرجت عن الإدارة السياسية لحزب الله وفقد السيطرة عليها، إلى مجموعات إجرامية، بالتالي، الإسراع في تطبيق هذا الاتفاق كاملًا هو لمصلحة لبنان أكثر مما هو لمصلحة إسرائيل".

وقال: "أنا كرئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب، أستطيع أن أؤكد أننا نقوم بالتوجّه إلى السفارات الأساسية في لبنان، المعنية بموضوع وقف الاعتداءات الإسرائيلية، من السفارة الأميركية والفرنسية، بالإضافة إلى ديبلوماسيين أجنبيين، للقول إنه من المرفوض حتمًا استمرار إسرائيل في عدوانها على لبنان، كذلك نؤكد لهم أن الدولة اللبنانية اليوم تقوم بكافة واجباتها، فيما خص هذا الموضوع، ولكن لا نستطيع أن ننسى أن حزب الله غير ملتزم بعد بالاتفاق، لذلك، عليه أولًا الالتزام الكامل بما وقّع عليه، لنستطيع الضغط على المجتمع الدولي لحسم موضوع الاعتداءات الإسرائيلية".

واعتبر عبد الله أنّه، بدلًا من الطلب من الخارج تسليح جيشنا، علينا البدء جديًا بالعمل لبناء دولة قوية، وتكثيف الجهود للوصول إلى اقتصاد قوي يوحي بالثقة للداخل وللخارج، لنجمع قوانا ونصبح نحن من يقرر شراء الأسلحة للجيش اللبناني، مشيرًا إلى أن معيار قوّة الجيش أن يستطيع حماية وضبط حدوده، ومنع الخروقات، وضبط أي مجموعات مسلّحة للإخلال بالأمن، كما أن معيار قوّة الدولة ليس فقط بكمية سلاحها، إنما بموقعها الجيوبوليتيكي، والعلاقات السياسية، والاتفاقيات الموجودة.

وقال: "مخطئٌ وواهمٌ من يفكّر أننا سنستطيع إعادة لبنان الذي نريد بفترة قصيرة، مستذكرًا مقولة المؤسس بيار الجميّل: "قوّة لبنان بضعفه"، بمعنى أنه، لأنه لا يشكّل خطرًا على أحد، لا أحد يرغب بالتعرّض له".

وتعليقًا على استدعاء السفير الإيراني من قبل وزارة الخارجية، أكد عبد الله أن من واجب الوزارة القيام بذلك، خاصة عندما قام سفير إيران بإعطاء موقف داخلي عن مسار سياسي لبناني يتعارض مع موقف رئيس الجمهورية اللبنانية، بالتالي، من واجب الخارجية استدعاؤه وإرسال رسالة لدولته".

وردًا على التدخل الأميركي، قال: " نذكر العالم أننا نحن من طلبنا من أميركا مساعدتنا في موضوع إسرائيل، ونحن من طلبنا منهم المساعدة في ترسيم الحدود البحرية، ونحن من طلبنا منهم التدخل عندما كانت إسرائيل تقوم بتدمير حزب الله وبنيته التحتية، كما أننا طلبنا منهم أن يكونوا "وسطاء" في اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، بالتالي نحن من طلبنا من أميركا التدخل، وهذه واقعة، ولكن كلام السفير الإيراني يأتي منافقًا لكلام رئيس الجمهورية، وهذا هو الفرق؛ نحن لم نطلب شيئًا من إيران."