المصدر: Kataeb.org
الاثنين 29 كانون الاول 2025 22:45:39
قال رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب مروان عبد الله، في حديث عبر قناة الميادين، ان لبنان بات يمتلك دولة فعلية منذ نحو عام حتى اليوم، حيث عاد الانتظام الى عمل مؤسسات الدولة إضافة الى ما هو أكثر أهمية وهو ان خطاب القسم والبيان الوزاري حددا بوضوح ان قرار الحرب والسلم هو بيد الدولة اللبنانية.
وأشار الى ان هذا القرار كان في السابق بيد فصيل لبناني يتخذ قراره من دولة اخرى، لكنه عاد اليوم الى الدولة ومؤسساتها الشرعية.
وفي ما يتعلق بالـ"ميكانيزم"، أوضح انه عبارة عن لجنة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والذي تضمن عدة بنود أساسية من أبرزها نزع سلاح حزب الله، وهو مطلب لبناني أيضا قبل ان يكون دوليا.
واعتبر ان ما يُتداول حول شمال وجنوب الليطاني هو تفصيل تقني، لان الاتفاق الذي وقّعته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بالإجماع ينص على نزع السلاح من كامل الأراضي اللبنانية كما حدد بوضوح الجهات المخوّلة حمل السلاح بدءا من الجيش اللبناني وصولا الى شرطة البلدية.
ولفت عبد الله الى ان هناك مسارين متلازمين لا يتعارضان، الأول هو نزع السلاح واستعادة السيادة من قبل الجيش اللبناني، والثاني الالتفاف حول الدولة والوقوف الى جانبها في عملية التفاوض ضمن لجنة الميكانيزم عبر مفاوض مدني وعسكري لوقف الاعتداءات.
وأكد ان أيّا من المسارين لا يلغي الآخر لكن الأولوية تبقى لتمسّك الدولة بزمام الأمور.
وشدد على ان التزام لبنان بأي قرار من دون تنفيذه فعليا يجعله بلا جدوى، مستشهدا باتفاق وقف الأعمال العدائية الذي لم يُنفّذ حتى اليوم لجهة نزع السلاح من جميع المنظّمات الموجودة في لبنان ومن ضمنها حزب الله في ظل إعلانه انه لن يسلم سلاحه، معتبرا ان من واجب اللبنانيين تنظيم بيتهم الداخلي.
وعن توحيد الموقف اللبناني، أشار الى زيارة قام بها وفد من حزب الكتائب اللبنانية الى واشنطن في شهر تشرين الثاني حيث عقد لقاءات مع مسؤولين أميركيين من إدارات مختلفة، وكان رأيهم ان على لبنان التزامات واضحة يجب تنفيذها تشمل نزع السلاح، ملف الأسرى وقف الأعمال العدائية، واحترام السيادة، وهذا كله يحل من خلال التفاوض.
وأضاف ان الأميركيين لا يرغبون في اندلاع حروب في المنطقة وان الرئيس ترامب ينشد السلام، معتبرا ان هناك فرصة ذهبية في المنطقة للتوجه نحو الازدهار الاقتصادي، وفرصة حقيقية للبنان لتحقيق اقتصاد مزدهر واستقرار معيشي وأمني.
وفي سياق الحديث عن وحدة الموقف الداخلي، سأل عبدالله: لماذا عندما دخل الحزب في حرب الإسناد دعما لغزة وحماس وأوصل البلاد الى ما وصلت إليه لم يأخذ رأي الشريك الآخر في الوطن؟
واعتبر انه كان الأجدى إشراك الشريك الوطني في القرار بدل دعوته لاحقا لتحمّل نتائج ما حصل.
كما أشار الى ان هناك أحزابا داخل إسرائيل تطالب حكومتها بعدم شن الحروب، في مقابل آراء اخرى تقول باحتلال لبنان .
وفي ما يخص الاتفاق البحري، رأى عبدالله ان لبنان كان بإمكانه تحقيق مكاسب أكبر إلا ان الظروف السياسية المعروفة آنذاك فرضت التوصل الى اتفاق "بالتي هي أحسن".
وتساءل عما إذا كان الوقت الحالي مناسبا لإعادة فتح هذا الملف، معتبرا انه يجب انتظار ما ستتضمنه اجتماعات الميكانيزم المرتقبة.
وأكد ان الأولوية تبقى لوقف الاعتداءات وإعادة الأسرى والتوصل الى هدنة، وان العودة الى الهدنة تبقى الخيار الأفضل مع ضرورة دعم قدرة الدولة اللبنانية عبر تسليم السلاح.
وردا على سؤال، شدد على انه لا يوجد توجه نحو صراعات داخلية في لبنان أو في المنطقة، لان الجميع يدرك ان أي صراع داخلي ذي طابع أمني ستكون له ارتدادات خطيرة.
وأكد ان لا أحد يريد خللا أمنيا لا في الداخل اللبناني ولا في سوريا ولا حتى مع إسرائيل، وهذا نابع من توجه عام نحو السلم في المنطقة.
وختم عبدالله حديثه بالتأكيد على ان الدول العربية لم تتخلّ عن لبنان، مشيرا الى ان بعض اللبنانيين هم من هاجموا هذه الدول، لافتا الى ان النظام السوري السابق إضافة الى قانون قيصر كانا يعرقلان أي اتفاقات اقتصادية أو سياسية في لبنان، وان الخطوة التي تُبحث اليوم بين لبنان ومصر كان يفترض ان تحصل سابقا لولا تلك العراقيل.
كما أكد ان مصر لم تترك لبنان، لا سيما في ملف الغاز، معتبرا ان الحل اللبناني لا يكون عبر الاتكال على الخارج فقط، بل من خلال الإدارة السليمة للقطاعات وتعزيز الحوكمة وتحسين الجباية، وغيرها من الإصلاحات الداخلية.