المصدر: Kataeb.org
الكاتب: شادي هيلانة
الأحد 8 حزيران 2025 10:38:47
يبدو أن لبنان بات يقف على شفير هاوية أمنية شاملة، إذ لم تعد التحذيرات من اندلاع حرب واسعة مجرّد تخمينات، بل باتت مؤسّسة على معطيات سياسية وعسكرية دقيقة. فإسرائيل رفعت منسوب التوتّر ميدانيًا، ووجّهت عشية عيد الأضحى "رسائل نارية" إلى الداخل اللبناني، حيث خيّم هدير الطائرات فوق الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب، أعقبه تنفيذ غارات تحذيرية سرعان ما تطوّرت إلى ضربات مدمّرة.
العيد، كما يبدو في قاموس تل أبيب، ليس مناسبة دينية بل فرصة عسكرية لإيصال رسائل حاسمة، في وقت يشير فيه الموقف الأميركي إلى تحوّل تدريجي نحو التشدد، ليس في مواجهة حزب الله فحسب، بل تجاه الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة.
في هذا السياق، ينقل مسؤول غربي من أصول لبنانية في حديثه لموقع kataeb.org، أن لبنان أمام سباق مع الزمن: إما تسوية شاملة تضمن الاستقرار، أو انفجار مرتقب قد يُعيد رسم الخريطة. ويُشدّد على أن الرسائل الأميركية الأخيرة لا تحتمل التأويل، إذ ألمح إلى أن واشنطن لن تُعطّل اندفاعة إسرائيل العسكرية في حال لم يُباشر لبنان خطوات ملموسة لتفكيك الترسانة الصاروخية التابعة لحزب الله.
ويُضيف المسؤول أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت ضاحية بيروت، تحمل في طياتها، رسائل عدّة ابرزها، أن لبنان مطالب بتحرّك فوري وحاسم لإزالة السلاح الثقيل من المعادلة، وإلّا فإن الدعم الدولي، بما في ذلك مهام "اليونيفيل" في الجنوب، سيُصبح مشروطًا بإجراءات فعلية لنزع سلاح الحزب.
وذكّر المسؤول بأن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب سبق أن أوصت الدولة اللبنانية بالاقتداء بتجربة الرئيس السوري السابق أحمد الشرع، في محاولة لفصل الدولة عن التنظيمات المسلحة داخل أراضيها.
أما إقليميًا، فيبدو أن الوضع يتجه إلى مزيد من التصعيد. إذ يُرجّح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتهيّأ لضربة استباقية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، ما قد يُطيح بأي تقدم في المفاوضات مع واشنطن ويُعيد إحياء سيناريو الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتنفيذ ضربة مشتركة.
في المحصلة، سلاح الحزب يعود إلى الواجهة من جديد، في ظلّ استمرار الاستهداف الإسرائيلي لمرافقه العسكرية، ورفض تل أبيب القاطع لأي هدنة ميدانية أو سياسية تُتيح للحزب أن يتنفس الصعداء. بالتالي يبدو أن الضغوط، في المرحلة المقبلة، ستتواصل... إن لم تتضاعف.