مصادر نيابية فاعلة: لا حرب موسعة على لبنان

كشف مصدر نيابي فاعل لـ «الأنباء» نقلا عن معلومات ديبلوماسية عن «أنه لا حرب موسعة على لبنان، بل سيبقى الوضع على حاله في الجنوب ضمن قواعد الاشتباك المتفاهم عليها إضافة إلى بقية المناطق اللبنانية، في انتظار ما ستسفر عنه المباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية بوقف إطلاق النار في غزة والدخول في هدنة وتبادل الأسرى. وهذا ينعكس حكما في شكل إيجابي على الساحة اللبنانية في إطار التسوية الشاملة التي تتضمن التوافق على رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة وتفسير موحد لوثيقة الوفاق الوطني الموقعة في الطائف (العام 1989)، بدلا من التفسيرات المتعددة والمتداولة. ويتم العمل على هذه التسوية ضمن غرف مغلقة وبعيدة من الأضواء في أكثر من عاصمة إقليمية».

إلى ذلك، تترقب الساحة اللبنانية الكباش الحاد في السباق المحموم بين الدفع لإنجاز الاتفاق حول الحرب في غزة، أو الانزلاق نحو مغامرات غير محسوبة يريدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى بكل الوسائل السياسية والميدانية لضرب المفاوضات، ما ينعكس استمرارا لـ «جبهة الإسناد» من لبنان التي أطلقاها «حزب الله» في الثامن من أكتوبر 2023 وتاليا الحرب.

وفي هذا الإطار، قال مصدر مطلع لـ «الأنباء»: «يتحرك وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بمساع جدية، إذ ناقش إنجاح مفاوضات الهدنة مع كل من مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر اللذين أكدا الالتزام بالعمل لإنجاح خطة الرئيس الأميركي. في حين قال بلينكن ان القضايا العالقة يمكن حلها، مشددا على ضرورة تجنب التصعيد في لبنان الذي اصبح يشكل هاجسا».

وفيما قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: «لدينا مهمة واضحة بإبعاد مقاتلي حزب الله عن السياج الحدودي»، يؤكد «الحزب» التمسك بإطار مهمته المحددة بـ «إسناد غزة»، وانه متى توقفت المعارك هناك ستتوقف على الحدود اللبنانية. ويتحدث المسؤولون في الحزب يوميا في المناسبات الدينية الكثيرة هذه الأيام، ويؤكدون عدم وجود نية بالتصعيد، «ولكن لا يمكن البقاء في موقف المتفرج حيال الغارات الإسرائيلية اليومية التي تستهدف المدنيين»، وآخرها مساء أمس الأول في مدينة بنت جبيل، حيث قتل 3 أشقاء (نعى الحزب أحدهم) في غارة دمرت المنزل عليهم، إضافة إلى إصابة آخرين.

ويضيف قادة «الحزب» في خطبهم اليومية، «ان حرب إسرائيل مع لبنان تختلف عن غزة، بحيث لا يمكن تطويق لبنان. وكذلك فإن كثافة النيران التي يمكن ان تتعرض لها إسرائيل تفوق التصور، وان هناك بنك أهداف كبيرا».

كما يرد قادة الحزب «إلى ان ما يحكى عن اجتياح بري»، بالتذكير «ان تجربة حرب العام 2006، وما حملته من فشل (إسرائيلي) كبير لاتزال ماثلة».