مصدر ديبلوماسي غربي: لبنان لا يحتمل أن يكون ساحة لصراعات الآخرين أو جزءا من محاور

اعتبر مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت ان «مرحلة الدور الإقليمي الواسع لحزب الله انتهت، بعد أعوام من النفوذ والتدخل في ساحات مختلفة من المنطقة».

وقال لـ «الأنباء»: «لم يكن هذا التراجع وليد لحظة آنية، بل هو نتاج تحولات إقليمية ودولية فرضت وقائع جديدة، أبرزها إعادة رسم خرائط المصالح والتحالفات في الشرق الأوسط».

وتابع المصدر «رغم أن الحزب لا يزال متماسكا داخل لبنان، فإن موقعه لم يعد كما كان، بعدما واجه محور الممانعة الذي ينتمي إليه خسارة عسكرية واضحة، لا تنكرها حتى قياداته التي تعترف بأن الأمور لم تجر وفق ما كان مأمولا من غزة ولبنان مرورا بسورية».

وأوضح «المرحلة المقبلة تتطلب تفكيرا هادئا ورصينا لمنع انزلاق الوضع الداخلي نحو مسارات أكثر خطورة. فإدارة مرحلة ما بعد التراجع الإقليمي تحتاج إلى إعادة تموضع داخلي، يأخذ في الاعتبار التوازنات القائمة ولا يسمح بتفاقم الانقسام الحاد الذي يعيشه لبنان».

وأضاف المصدر «هذا الانقسام ليس جديدا، بل هو جزء من التركيبة اللبنانية التي لطالما احتوت توجهات متباينة بين تيارات مختلفة، سواء في الرؤية السياسية أو في مقاربة موقع لبنان في الإقليم. لكن الثابت اليوم أن الخروج من دائرة الاصطفافات الأيديولوجية لم يعد خيارا، بل ضرورة مصيرية للحفاظ على الكيان اللبناني نفسه. فتاريخ البلاد الحديث أظهر أن انغماس لبنان في المشاريع الإقليمية الكبرى، سواء من هذا الطرف أو ذاك، لم يأت بالغاية المرجوة».

وأكد المصدر «ان الحل الوحيد لحماية الفرادة اللبنانية وعدم خسارة الميزات التفاضلية للبلد يكمن في بناء دولة المواطنة، فيكون الولاء الأول والأخير للبنان، وليس لأي مشاريع خارجية مهما كانت شعاراتها. لبنان بتعدديته الثقافية والطائفية، لا يحتمل أن يكون ساحة لصراعات الآخرين أو جزءا من محاور تتبدل بتغير المصالح. وحدها دولة المواطنة العادلة التي تحترم الجميع ولا تقصي أحدا، يمكنها أن تضمن استقرارا مستداما في وجه العواصف الإقليمية».