مفتاح القصر الجمهوري في صيغة لا رئيس استفزاز

يلفّ الغموض والضبابية الملف الرئاسي، فمنهم من يؤكد ان الحل بات قريبا، وان من الآن وحتى 15 حزيران المقبل، سيكون للبنان رئيس جمهورية، في حين يرى البعض الآخر  ان كل الحراك الدبلوماسي الذي يقوم به كل من السفير السعودي وليد بخاري او السفيرة الاميركية دوروثي شيا او حتى السفيرة الفرنسية آن غريو لم يؤدِّ الى حسم الاستحقاق. حتى الموفد القطري الوزير محمد بن عبد العزيز الخليفي أرجأ زيارته التي كانت مرتقبة الى لبنان لأنه لم يلمس اي جديد في الملف الرئاسي. كما ان مواقف السفراء الأجانب كلها تصبّ في إطار واحد: "لا نتدخّل في الأسماء، وهذا الاستحقاق لبناني بحت، والقرار يعود للكتل النيابية للتوافق على الرئيس القادر على جمع اللبنانيين تحت سقف الاستجابة لدفتر الشروط، الذي وضعه المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على النهوض من أزماته". 

أما داخلياً، فكشف النائب غسان سكاف الذي يجول على الكتل النيابية مستطلعا رأيها، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "أننا قدمنا لائحة من 11 اسما. واليوم، لدينا ثلاثة أسماء نالت عددا كبيرا من الأصوات في مجلس النواب. 

من جهته، اكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط  خلال زيارته أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان "في هذه المرحلة الدقيقة، لا بد من التشاور الدائم وأهميته مع الرئيس بري في محاولة لفتح آفاق الإستحقاق الرئاسي. ولكن كيف تبدو أجواء "الاشتراكي"؟ 

مصدر نيابي مطلع في الحزب "التقدمي الاشتراكي" يؤكد لـ"المركزية" ان "لا تقدّم في الملف الرئاسي حتّى الساعة، لا ثلاثة اسماء ولا عشرة ولا حتّى الـ14 اسما التي طرحها البطريرك، ولا اسم مرشح الثنائي الشيعي، لا شيء".  

وأكد ان "لا أحد ينتظر الخارج بل الأنظار تتجه الى الداخل، معتبراً ان ما من فريق في المجلس النيابي يملك الـ 86 صوتاً، ولا حتى الـ 65، داعيا "الجميع الى عدم المراهنة على تغيير فلان او علتان رأيه. إذ لا تغيير في المواقف على ما يبدو". 

كيف السبيل الى الحلّ إذاً ؟ يقول المصدر: " المتمترس الوحيد خلف موقفه هو الثنائي الشيعي. عندما يبدأ بالتفاوض حول اسم غير رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عندها "بيمشي الحال". 

وعن زيارة جنبلاط الى بري، يؤكد المصدر ان "هناك مشاورات دائمة بينهما، وصداقة قديمة تجمعها. لكنها ليست زيارة تتعلق بحسم الموضوع الرئاسي ابدا". 

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت التسوية الكبرى في المنطقة ستوصل فرنجية الى الرئاسة، يجيب: "اي تسوية كبرى؟ ما زالت تسوية صغرى". 

لم يصل دور لبنان بعد؟ يجيب: "الأمر لا يتعلّق بدور لبنان. دور لبنان عند اللبنانيين، ان يتفاهموا بين بعضهم البعض. واللبنانيون قسم منهم مصرّ على مرشح وحيد ويرفض التفاوض وقسم يقترح ثلاثة او اربعة اسماء. في هذه الحالة علينا ان نرى ونضع كل ذلك في سلة واحدة ونفتش. "بركي منسحب بالقرعة". 

"الحزب الاشتراكي" سعى وأطلق مبادرة لم تبصر النور، لجهة تقريب وجهات النظر. هنا يختم المصدر: "قلنا اننا لم نصل الى نتيجة، لكننا ما زلنا نسعى. نحن الوحيدون المنفتحون في كل الاتجاهات ولكن المفتاح يكمن في اعتماد صيغة "لا رئيس استفزازي لأحد".