من خطف الدولة وأسرها أضحى عبئاً ثقيلاً

بدأت مؤشرات صمود جبهة المعارضة وقيادتها بالملف الرئاسي تتفاعل في الداخل ما أفقد "حزب الله" ومحور الممانعة صوابهم، فانتقلوا من مرحلة الدعوة الى حوارات الترغيب الى أسلوب الترهيب والتهديد وهو الأسلوب الأحبّ على قلوبهم، على الرغم من عدم نجاعته.
لا يمكن المرور عن تصريح عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق الذي وصف القوى السيادية بـ"جماعة التحدي والمواجهة بمشاريعهم الخاسرة والمغامرات غير المحسوبة وبإفشالهم المبادرات والتوافقات" مضيفا "صاروا عبئاً ثقيلاً على البلد، لأنهم هم سبب كل هذه الأزمات، ولا يريدون الحل".
بالطبع تناسى قاووق ومن معه أنّ من أضحى عبئاً على البلد هو من خطف هذا البلد، وأدخله بسياسة المحاور، أدخله في مسار لا يشبهه ولا يشبه تاريخه وثقافته.
من أضحى عبئاً ثقيلاً على البلد هو من عزل لبنان عن محيطه العربي، وشارك بحروب في بلدان غير بلده وأرسل مقاتلين لتخريب بلدان اخرى ، وخرّب علاقاته مع باقي الدول حتى أصبح معزولاً عن أي خطط مستقبلية سياسية واقتصادية وتجارية وإنمائية وصار من دون صديق له ولا معين.
من أضحى عبئاً ثقيلاً على البلد هو من ضرب الدولة ومؤسساتها وأنشأ مؤسسات رديفة على أنقاضها، أصبحت تهدّد لبنان بالخروج من النظام العالمي.
من أضحى عبئاً على البلد هو من يمتلك سلاحا غير شرعي، يستعمله كفائض قوّة في الداخل لفرض حكمه وسيطرته على اللبنانيين.
من أضحى عبئاً ثقيلاً على البلد هو من اتهمته المحاكم الدولية باغتيال قادة هذا البلد، وهو لا يزال يمارس سياسية التصفيات والقتل والضغط والترهيب والوعيد.
أخير وليس آخرا، من أضحى عبئاً ثقيلاً على البلد هو من يعطّل المؤسسات ويقفل مجلس النواب ويمنع انتخاب رئيس اذا كان لا يواليه وتحت سلطته بالكامل.
نعم، يمكن للقوى السيادية أن تشكّل عبئاً ثقيلاً ولكن ليس على البلد انما عليه وعلى حزبه، فهذه المرة اتفقوا وتعاضدوا وقرّروا مواجهته، وعدم الرضوخ له ولحزبه ولمحوره، إنها عبء ثقيل لأنها لم ترضخ هذه المرة للضغوطات الدولية التي اختبأ خلفها قاووق وحزبه وادّعوا كذبا مواجهتها.
هي عبء ثقيل على محوره لأنها مصرّة على رفض السلاح غير الشرعي، وستبقى كذلك، ومصرّة على إعادة الدولة بمؤسساتها الشرعية كافة وستبقى كذلك ولن تتراجع، هي عبء ثقيل لأنها تمارس سياسة الحوار الصحيحة وليس تلك الفرضية الإلغائية، مصرّة على المساواة ولن تقبل بعد اليوم بحياة شعبها درجة ثانية.
هي مصرّة على الانفتاح على العالم القريب والغريب ولن تتوقف عن فتح هذه الأبواب مهما اقفلتموها، هي مصرّة على ثقافة الحياة وستبقى تواجه سياسة الموت والاغتيالات.
وفي المحصّلة، يجب ان يكون قاووق ومن خلفه قد علموا ان سياسة الترهيب لم تعد تجدي نفعاً، فمن صمد بوجه القتل والسلاح والضغوطات الدولية لن ترهبه تهديدات جديدة من هنا وهناك، ويبقى الحل ان يخفف هذا المحور "ثقله" عن الوطن ويقتنع ان سياسة الفرض والإقصاء لم تعد تنفع.