مواجهات "الحزب" وإسرائيل تتصاعد.. والقلق يحطّ في حيفا

مع تصاعد المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وفي ظل انتظار ردّ الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر، أشارت صحيفة "هآرتس"، إلى أن السيناريو الذي يقضّ مضاجع الكثيرين من سكان حيفا هو هجوم يستهدف معامل البتروكيميائيات، وعلى رأسها معامل التكرير التي ما زالت تحتوي كثافة عالية من المواد الخطرة. وتقول رفيت شتوسل، من سكان حيفا ومنسّقة "تنظيف خليج حيفا"، إنه "من الواضح أنني أخشى بشكل خاص من حادثة مواد خطرة، نحن نجلس على حاوية مواد متفجرة ونخشى جدًا ممّا سيحصل هنا"، وتضيف "هناك عشرات المعامل التي تعمل في مجال مواد خطرة، وهناك أيضاً حقول غاز. كلها موجودة في تلك المنطقة".
ووفق الصحيفة، ليست المعامل البتروكيميائية فقط هي ما يقلق السكان، فنوعا شاك، تخشى ضرب مبانٍ مأهولة بالكثير من "السكان"، وتقول: "يكفي أن يُغلق لسبب ما طريق وصول وحيد إلى الحي لنصبح في مشكلة صعبة في حال ستكون هناك حاجة لإنقاذ مُصابين، على سبيل المثال". وتردف "في المدينة هناك أيضًا منشآت عسكرية لا بأس بها موجودة بالقرب من مبانٍ سكنية.. حتى مستشفى رامبام موجودة بالقرب من قاعدة سلاح البحر. منشآت كهذه هي هدف مفضّل لهجوم من لبنان وهذا يُشكل خطرًا على سكان ومنشآت مدنية حسّاسة".

الوقائع الميدانية
وكان الأربعاء يوماً مشحوناً بالتوترات العسكريّة والتصعيد، إذ حافظت الاشتباكات على وتيرتها التصاعديّة، ورداً على الاغتيالات في ميفدون وجويا، واصل حزب الله عملياته ضد المواقع الإسرائيلية، معلناً أنّه "شنّ هجومًا جويًّا بسرب من المسيرّات الانقضاضيّة على ‏مرابض مدفعيّة العدو في الزاعورة، استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها ‏بشكل مباشر واوقع فيهم إصابات مؤكدة". وفي بيانٍ آخر، قال إن "مجاهدوه" استهدفوا عند الساعة 7:05 من مساء اليوم الأربعاء، موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة الخريبة على أطراف بلدة راشيا الفخار جنوبي لبنان. ودوّت صافرات الإنذار للتحذير في هجومٍ صاروخيّ في مواقع في الجليل الأعلى من صفد، وقاديتا، والريحانية.

وصدر بيان عن الجيش الإسرائيلّي أن "طائرات حربيّة تابعة لسلاح الجوّ شنّت هجمات على منشآت تابعة لتنظيم حزب الله في مناطق حلتا وقرية كيلا في جنوب لبنان". وأضاف أن طائرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ استهدفت منصة إطلاق تابعة للتنظيم في منطقة كونين في جنوب لبنان، إلى جانب قصف مدفعي لإزالة التهديد في منطقة بليدا". وأضاف أنه "في سياق الإنذارات الّتي تمّ تفعيلها في الجليل الأعلى وهضبة الجولان، تمّ رصد عدّة أهداف جوية مشبوهة عبرت من لبنان. تم إطلاق عدد من الصواريخ الاعتراضية باتجاه الأهداف، وتم رصد سقوطها في مناطق مفتوحة شمال هضبة الجولان، دون تسجيل إصابات".

إلى هذا أعلن حزب الله أن مقاتليه هاجموا "موقع السماقة في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة"، وذلك "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة". كما وأن مقاتليه قصفوا "مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعدة ‏صليات من صواريخ الكاتيوشا"، وذلك "ردًا على ‌‏الاعتداءات والاغتيالات التي نفذها العدو الإسرائيلي في بلدتي ميفدون وجويا". فيما أعلن أن مقاتليه استهدفوا "تموضعًا لجنود العدو ‏في جبل نذر بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة".

هذا فيما قالت سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيليّة، في بيانٍ، إن "سبعة فرق إطفاء تقوم بالعمل على إخماد أربع حرائق قرب صفد اندلعت في مناطق مفتوحة بالقرب من عين زيتيم وقاديتا، نتيجة سقوط قذائف". كما وقالت الشرطة الإسرائيليّة، أنّها "تعمل حاليًا بالتعاون مع خبراء المتفجرات على معالجة مواقع سقوط صواريخ في منطقة الشمال، ويبحثون عن بقايا وشظايا أخرى من أجل إزالة الخطر". وأضافت أنه "في هذه المرحلة لا يوجد إصابات أو أضرار بالممتلكات"، وأكدّت "اندلاع حرائق يتم العمل على إخمادها". وطالبت شرطة إسرائيل المواطنين "بالالتزام بالمكوث في المناطق المحمية والملاجئ، وعدم التوجه إلى مكان سقوط الصواريخ، وعدم الاقتراب أو لمس أي بقايا أو شظايا قد تحتوي على مواد متفجرة".