ميقاتي يواصل اتصالاته لمنع الحرب: مَن ينجح حيث فشلت واشنطن؟

أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الاثنين من دار الفتوى "اننا نتابع الاتصالات مع جميع المعنيين محليا ودوليا لإبعاد الحرب عن لبنان على الرغم من كل ما أصيب به وطننا حتى الآن ، لا سيما لجهة عدد الشهداء الذين نوجه التحية لارواحهم، وباذن الله فان الامور لن تتطور أكثر من ذلك".

في السياق، استقبل امس في السراي، وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كوبوس، في حضور سفيرة قبرص ماريا حجي تيودوسيو وسفيرة لبنان في قبرص كلود حجل، وذلك على وقع معلومات صحافية نقلها الاعلام الاسرائيلي عن مصادر إسرائيلية تفيد بأن وزيرة المواصلات ميري ريغيف أرسلت وفداً الاثنين إلى قبرص لإقامة ميناء إسرائيلي يحاكي سيناريوهات أمنية بكلفة تُقدّر بمئات ملايين الشواكل، وطلبت تنفيذ ذلك على الفور. وحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، و"خلافاً لتقارير سابقة، فإن الهدف المركزي لإقامة هذا الميناء ليس نقل مساعدات إلى قطاع غزة، بل لمواجهة وضع يتعطّل فيه العمل في ميناء حيفا في حال وقوع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وإن إقامة الميناء الإسرائيلي في قبرص، هو استعداد إسرائيلي لنشوب حرب شاملة في الشمال، وهذا الميناء هو ضرورة ملحّة لمنع وضع يتوقف فيه وصول البضائع وإمدادات أخرى إلى إسرائيل خلال الحرب".

وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن الاتصالات التي قال ميقاتي انه يجريها لتفادي الحرب، و"أمله" في الا تتمدد، باتا اليوم "شكليين" فقط. فبعد ان غادر المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين المنطقة منذ ايام، على اثر فشل المساعي للتوصل الى "هدنة رمضان" في غزة، عادت فرص الحرب الاسرائيلية على لبنان لترتفع من جديد، ويتحدث عنها يوميا المسؤولون الاسرائيليون في وقت بات الجيش العبري ينفذ في وتيرة شبه يومية مناورات تحاكي هجوما على لبنان.

وهنا، المساعي "الجديّة" والفعليّة الوحيدة، التي كانت قادرة على ابعاد سيناريو الحرب الشاملة، كان يضطلع بها الاميركيون. وحتى الساعة، لم ينجحوا في اتصالاتهم ولم يتمكنوا من اقناع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالعدول عن فكرة التحرك عسكريا على الجبهة الشمالية. فإذا كانت تل ابيب لا تنصت الى حليفتها التاريخية الاكبر اي واشنطن، الى مَن ستستمع؟ واي دول يمكن ان تنجح في لجم اسرائيل؟

لهذه الاسباب كلّها، تعتبر المصادر ان محادثات ميقاتي "شكلية"، وتؤكد ان "مصير لبنان" متروك اليوم لـ"مزاج" نتنياهو اولا، وللحوارات الاميركية – الايرانية والاميركية – الاسرائيلية، التي تحصل في الغرف المغلقة.