المصدر: jerusalem post
الأربعاء 16 تشرين الأول 2024 20:03:17
على مدى العقود الأخيرة، استثمرت المؤسسة الدفاعية في إسرائيل مليارات الدولارات في التحضير لهجوم محتمل على إيران، مع تطوير ذخائر متخصصة على طول الطريق. تم الكشف عن بعض هذه القدرات فقط بعد بيعها للقوات الجوية الأجنبية. إليكم ما يمكن الإفصاح عنه وسط هذه التحضيرات.
في الشهر الماضي، نفذت إسرائيل ضربة أخرى في اليمن، حيث استخدمت مقاتلات “F-15” انطلقت من قاعدة على بعد 1800 كيلومتر، مما يظهر مهاراتها الشهيرة في الابتكار. هذه الطائرات، التي صممت في الأصل للقتال الجوي، تم تعديلها في إسرائيل لتنفيذ مهام هجومية. كما قامت القوات الجوية الإسرائيلية بتجهيزها لحمل ذخائر حديثة من إنتاج كل من الشركات الأمريكية والإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن الهجوم على إيران يمثل تحدياً أكثر تعقيداً، رغم تشابه المسافة.
تتمركز المنشآت النووية الإيرانية وقواعد الصواريخ الباليستية في أعماق الأرض، على عكس الأهداف الأقل حماية مثل محطات النفط. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إيران نظام دفاع جوي متطور، تم تطويره محلياً في المقام الأول. وفقاً لادعاءاتهم، التي لم يتم اختبارها بعد، فإن هذا النظام يعادل قدرات الأنظمة الروسية مثل “S-300”، القادرة على اعتراض الصواريخ التي تطلقها إسرائيل. ومع ذلك، فإن الهجوم المنسوب لإسرائيل على أصفهان بعد هجوم إيران في أبريل لم يتم اعتراضه بواسطة هذه الدفاعات المتقدمة. كما تحتفظ إيران بأسطول قديم، يتضمن طائرات “ميغ-29” الروسية و”F-14” الأمريكية من حقبة الشاه، التي لا تزال تعمل رغم العقوبات الدولية.
في ضوء هذه التحديات، أمضت القوات الدفاعية الإسرائيلية 20 عاماً في الاستعداد لضربة محتملة على إيران، مستثمرة مليارات الدولارات والشيكلات. يشمل هذا الاستثمار تطوير ذخائر متخصصة، رفضت الولايات المتحدة بيع بعضها لإسرائيل، بالإضافة إلى ابتكارات غير متاحة للولايات المتحدة.
الضربات من مسافة 1800 كيلومتر
عادةً ما تنفذ القوات الأمريكية والروسية ضربات في نطاق حوالي 2000 كيلومتر باستخدام صواريخ كروز والقاذفات. ومع ذلك، خصصت إسرائيل أجزاء كبيرة من مساعداتها الأمريكية لشراء مقاتلات قادرة على الطيران لمدة ساعتين في كل اتجاه، بدءًا من السرب المتقدم “F-15I” وصولاً إلى أربعة أسراب من طائرات “F-16I صوفا”.
طورت شركة “لوكهيد مارتن” خزانات وقود مدمجة خصيصًا لهذه الطائرات، مما يعزز مداها دون التأثير بشكل كبير على الديناميكا الهوائية أو البصمة الرادارية.
تشير تقارير أجنبية إلى أن إسرائيل طورت خزانات وقود قابلة للفصل لطائرات “F-35”، مما يمكّنها من الوصول إلى إيران مع الحفاظ على قدراتها الخفية. بدون هذه الخزانات، يكون مداها غير كافٍ، كما أن الخزانات القياسية تحت الأجنحة تؤثر بشكل كبير على خفائها.
صواريخ الهجوم بعيدة المدى
في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كشفت الصناعات الدفاعية الإسرائيلية عن صاروخين للهجوم بعيد المدى يُطلقان من المقاتلات. في حين تظل تفاصيل مثل مداها الدقيق غير واضحة، من المعروف أن مدى هذه الصواريخ يبلغ مئات الكيلومترات، مما يتيح شن ضربات من خارج نطاق الدفاعات الإيرانية. تسير هذه الصواريخ بسرعات فوق صوتية، مما يقلل من أوقات إنذار العدو ويصعب عمليات الاعتراض، مما يزيد من فرصها في إصابة الهدف.
صاروخ رامبيج
تم تطوير صاروخ “رامبيج” بالتعاون بين الصناعات الجوية الإسرائيلية وشركة “إلبيت سيستمز”، وهو مستند إلى صاروخ “إكسترا” الخاص بشركة “إلبيت”. تم تصميمه في البداية للإطلاق من الأرض، لكن “رامبيج” تم تكييفه ليُطلق من الطائرات، مما يمنحه مدى وسرعة أكبر عند إطلاقه من الطائرات. يتميز بأنظمة ملاحة متعددة، مما يوفر دقة استهداف عالية بفضل التكرار.
يبلغ طوله 4.7 متر، وقطره 30.6 سم، ووزنه 570 كغم، ويحمل رأسًا حربيًا يزن 150 كغم، مما يجعله فعالًا ضد بطاريات الصواريخ، ومراكز القيادة، والأهداف الحيوية الأخرى. يمكن إطلاقه من طائرات إسرائيل “F-15” و”F-16” و”F-35”. يعتمد على تكنولوجيا الصواريخ الحالية، مما يجعله ذو تكلفة منخفضة نسبيًا، حيث يُقدّر سعر الوحدة ببضع مئات الآلاف من الدولارات.
صاروخ روكس
تم الكشف عن صاروخ “روكس” من قبل شركة رافائيل في عام 2019، حيث يجمع بين قدرات الطيران فوق الصوتية والملاحة عبر الأقمار الصناعية والملاحة بالقصور الذاتي، بالإضافة إلى الاستهداف البصري. يعتمد على صاروخ “أنشور” التابع لرافائيل، والذي يحاكي صاروخ “شهاب” الإيراني من حيث السرعة والمناورة لأغراض الاختبار.
يمكن إطلاق “روكس” من الطائرات الصغيرة مثل “F-16” وربما “F-35”. وتشير التقييمات الأجنبية إلى أن مداه يبلغ 300 كيلومتر ويمكنه حمل رأس حربي وزنه 500 كغم، مما يجعله قادرًا على استهداف الهياكل المحصنة أو الموجودة تحت الأرض.
تطورات إضافية
تشير مصادر أجنبية إلى أن إسرائيل تمتلك نظام صواريخ أرض-أرض، مجهز برؤوس حربية تقليدية ونووية، يعرف باسم صواريخ “يريحو”. على الرغم من مئات الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران نحو إسرائيل، يبدو أن احتمال استخدام إسرائيل لهذه الصواريخ في ضربة ما منخفض. تم تطوير هذه الصواريخ في البداية بواسطة شركة “داسو” الفرنسية، وتم ترقيتها لاحقًا بواسطة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI).
تحتفظ إسرائيل بسياسة الغموض بشأن قدراتها في هذا المجال، وغالبًا ما تعلن عن “اختبارات دفع صاروخي” أثناء الإطلاقات من قاعدة “بلماحيم”. ومع ذلك، فإن الكشف عن قاذف الأقمار الصناعية “شافيت” في عام 1988 أكد قدرات إسرائيل الباليستية بعيدة المدى، حيث يمكن تكييف أي قاذف أقمار صناعية للاستخدام العسكري. لذلك، من المتوقع أن تبقى هذه الصواريخ خارج الحسابات في الوقت الحالي.
بالإضافة إلى ذلك، طورت شركة “إلبيت” قنابل خارقة للتحصينات، تسمى “500MPR”، قادرة على اختراق ما يصل إلى 4 أمتار من الخرسانة. تم اختبار هذه القنابل على طائرات “F-15I”، ولها مدى أقصر يصل إلى بضع عشرات الكيلومترات حسب طريقة الإطلاق.
صاروخ بوباي توربو
سلاح إسرائيلي آخر معروف فقط من خلال التقارير الأجنبية هو صاروخ كروز “بوباي توربو”، الذي طورته شركة “رافائيل” بمدى يصل إلى 1500 كيلومتر. تم تصميمه للإطلاق من غواصات البحرية الإسرائيلية، وهو قادر على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية. يتيح هذا المدى لغواصات إسرائيل ضرب إيران من البحر الأحمر أو بحر العرب دون الحاجة لدخول الخليج الفارسي.
إن تصدير هذه الذخائر المتقدمة إلى العملاء الأجانب الموثوق بهم يسمح للشركات الإسرائيلية بإعادة الاستثمار في تطوير الصواريخ والقنابل، مما يقلل من التكاليف على وزارة الدفاع الإسرائيلية. من المحتمل أن تكون هناك ذخائر لم يتم الكشف عنها مخزنة في مستودعات القوات الجوية الإسرائيلية، تنتظر اللحظة المناسبة.