هل إدراج إسم وفيق صفا في تهريب الأسلحة.. منطقيّ!؟

شدّد وزير الأشغال فايز رسامني خلال زيارته مرفأ بيروت أمس قائلاً: أننا سنعمل في مرفأ بيروت بنفس القوّة التي عملنا فيها في المطار واجتمعت اليوم مع الأجهزة الأمنيّة في المرفأ والأمن هنا ممسوك بيد من حديد، مضيفًا:  لن يُسمح لأحد بأن يُشكك في قدرة تشغيل المرفأ ولن نَسمح بالكلام الذي صدر، و"إذا في شي اعطونا أي دليل"، وذلك في رد غير مباشر عما حُكي عن استعادة حزب الله سيطرته على المرفأ.

لكن لا بد من التوقف هنا، عما أثارته محطة إعلامية، وهو أمر خطير جدًّا، وإذا كان ذلك صحيحًا، فإنّهُ يحرّض اسرائيل على توجيه ضربات إلى المرفأ، وذلك في حال ثبُت وصول سلاح إلى الحزب، فهذا المشهد يعيد إلى ذاكرة اللبنانيين يوم إنفجار المرفأ الذي دمّر العاصمة عام 2020، إلا أن الأمر المريب بكل ما يحصل، بحسب مراقب سياسي بارز، هو إدراج إسم مسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا في التقرير، أي الشخصية الأبرز داخل الحزب اليوم بعد النقص الحاصل نتيجة الاغتيالات التي طالت قيادات كبيرة عسكرية وأمنية في طليعتهم القياديان إبراهيم عقل وفؤاد شكر.

 واللافت أن صفا وفق المراقب ذاته، هو صلة الوصل بين الأجهزة الأمنية والحزب إلى جانب القيادي خليل حرب، ويشير عبر kataeb.org، إلى أن صفا يقود اليوم الجناح العسكري للحزب، لذلك فإن إدراج إسمه في مسألة تقرير نقل السلاح عبر المرفأ بحكم المنطق فيه شيء من الواقع، بالتالي هو قادر على بناء شبكة من المتعاونين بين عمال مرفأ بيروت وموظفي الأمن، الذين يستطيعون تجاوز الرقابة بسهولة تامة، لا سيما لجهة تهريب الأسلحة والمال التي تصل إلى الحزب من دون أي تدقيق.

بالتالي، تأتي كل تلك المخاطر، في وقت أن لا رغبة للحزب حتى الآن في تسليم سلاحه، فيما الخوف من مغامرة متسرعة أو متهورة قد تجر البلد إمّا إلى حرب في الجنوب أو إلى حرب في بيروت، طالما أن لبنان الرسمي غير مستعد لمواجهة الحزب، وهو أمر أكده رئيس الجمهورية جوزاف عون حتى عندما كان قائدًا للجيش، وغير قادر على سحب إسرائيل من الجنوب قبل تطبيق القرار ١٥٥٩، وغير قادر على أي تطبيع معها من دون غطاء من محور الممانعة.