هل من مؤشرات لدنوّ ساعة انتخاب الرئيس؟

هل دنت ساعة الاستحقاق الرئاسي، وبات انتخاب الرئيس قريباً؟ ربطاً بحراك السفير السعودي وليد بخاري الذي جال على مرجعيات سياسية وروحية وتوجه إلى المملكة العربية السعودية للتشاور مع قيادتها، ومن ثم انعقاد لقاء يجمعه مع مستشار الديوان الملكي المسؤول عن الملف اللبناني نزار العلولا، إلى الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وربطاً بحراك السفير المصري علاء موسى الذي بدوره يجهد رئاسياً، يبرز السؤال: "شو عدا ما بدا" من أجل ضخ التفاؤل بإمكان انتخاب رئيس، وإن كان ذلك مطلوباً من جميع المخلصين، لعودة الحياة الطبيعية إلى البلد عبر انتظام مؤسساته الدستورية؟

وفق معلومات موثوق بها لـ"النهار"، لا يزال الاستحقاق يواجه عقبات بفعل الانقسام الداخلي، وهذا ما تبدى أخيرا من خلال كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عليه، أضف إلى ذلك أن كل الأطراف تتمترس خلف مواقفها. فالثنائي يتمسك أكثر من أي وقت بالنائب السابق سليمان فرنجية.

ويقول أحد نواب الممانعة لـــ"النهار": "بعيداً من ادعاء البعض أننا نقوم بالتعطيل، نحن لدينا مرشح، والبعض الآخر لديه مرشحه، لذلك نتمسك برئيس تيار المردة لجملة ظروف واعتبارات، وما الحملات التي نتعرض لها إلا دليل على ذلك، ففرنجية مرشحنا، والأمور قابلة للأخذ والرد عبر الدعوة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنما حتى الساعة ثمة استبعاد لأي أجواء تشي بانتخاب الرئيس".

يقابل ذلك كلام عند نواب المعارضة وسواهم، يصب في هذه الخانة، أي أن هناك صعوبة في هذه الظروف الاستثنائية لانتخاب الرئيس، والحرب لا تزال مستمرة، والأمور تراوح مكانها.

في السياق، تشير مصادر مطلعة إلى أن ما قيل عن عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في وقت قريب، أمر مبالغ فيه، وهذا ما كشفه السفير الفرنسي في لبنان لأحد أصدقائه، بمعنى أن لا عودة حالياً، وإن تكن متوقعة في أي توقيت، إذا سجل خرق في الجدار الرئيسي السميك، ولكن حتى الساعة، ليس هناك أي متغيرات يمكن البناء عليها ليعود لودريان الذي أخذ على عاتقه عدم الرجوع إلى بيروت إلا في حال المعطيات الإيجابية، وهذا ما يتمسك به سفراء الخماسية، إذ قد يلتقون خلال الأيام العشرة المقبلة، وربما أقل من ذلك، في دارة السفير السعودي في اليرزة. إلى ذلك الحين، الأمور مكانها، وما من صيغة أو طروحات تشي بأن انتخاب الرئيس بات قاب قوسين.

وعلمت "النهار" من أحد المرجعيات السياسية الذي كان في مناسبة اجتماعية، استبعاده انتخاب الرئيس في العام الحالي، باعتبار أن الحرب في غزة والجنوب مستمرة، والمفاوضات في القاهرة والدوحة فاشلة، فماذا تغير لينتخب؟ بل إنه يتوقع الأسوأ، لأن الوضع الداخلي مثقل بالانقسامات والخلافات، ومعظمها لم يكن قائما أيام الحرب الأهلية، ما يطرح التساؤلات عن جدية كل ما تم ضخه من أخبار متصلة بعودة لودريان واجتماع الخماسية وانتخاب الرئيس، فكل ذلك مبالغ فيه إلى حين حصول التوافق الدولي والإقليمي، وذلك في حاجة إلى وقت طويل ربما يمتد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وتشير المصادر إلى أن عودة لودريان مرتبطة بالاتصالات على خط واشنطن- باريس- الرياض، وسفراء الخماسية، ولاسيما الدوحة والقاهرة، إضافة إلى عودة السفير بخاري من المملكة العربية السعودية ليصار إلى وضع الترتيبات للقاء الخماسي في دارته. وعلى الرغم من هذه الجهود، لم تسرب أي معطيات تؤشر لتقدم في الملف الرئاسي، الأمر الذي يؤكده معظم رؤساء الكتل في مجالسهم، إضافة إلى أن أحد سفراء الخماسية قال لـ"النهار"، "إننا نجهد ونعمل ونتمنى أن ينتخب الرئيس اليوم قبل الغد كي يواجه لبنان تحديات المرحلة وأي تسوية قد تحصل، فالمنطقة تمر في متغيرات كبيرة، ونحن لا نطلق بالونات في الهواء وليس لدينا تأكيد وحسم أن انتخاب الرئيس أضحى قريبا"ً.