هل يحشر دريان الحكومة ويستبق ما سيعلنه وزير الداخلية عشية يوم العيد؟

ان تعلن دار الفتوى ان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان سوف يؤدي صلاة وخطبة عيد الفطر السعيد عند الساعة السادسة والربع صباح يوم العيد في مسجد خاتم الانبياء والمرسلين محمد الامين صلى الله عليه وسلم في وسط بيروت، هو خبر اعتاد عليه اللبنانيون عموما والمسلمون خصوصا، ولكن السؤال هل استبقت دار الفتوى اي محاولة لعدم فتح المساجد لاداء صلاة العيد التزاما بالتعبئة العامة ومنع التجمعات؟

يكفي الاشارة الى ما حصل من مناقشات في المجلس الاعلى للدفاع امس حول هذا الموضوع، لتبيان جوانبه وخلفياته ، وفي هذا الاطار كشف مصدر واسع الاطلاع لوكالة "اخبار اليوم" انه في مداولات المجلس "طرحت مشكلة صلاة العيد صبيحة الاول من شهر شوال الهجري وسط اصرار بعض المرجعيات الدينية على اقامة صلاة العيد، وهناك خوف من ان يؤدي ذلك الى مخاطر صحية متصلة بوباء كورونا". 

تطور الاصابات

ويقول المصدر انه "تم تكليف وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي التواصل مع المرجعيات الدينية الاسلامية لكيفية التعامل مع هذه المناسبة على ان يتم اتخاذ القرار المناسب حسب تطورات الايام الفاصلة عن يوم العيد المرجح ان يكون الاحد المقبل، واي قرار مرتبط بتطور عدد الاصابات مع عدم تجاوب البعض مع اجراءات التعبئة ويذهبون بكثافة الى المراكز الدينية، ومع تسجيل اصابات في مختلف المناطق لا سيما في القرى والبلدات النائية فان الخطر ازداد من حصول ما لا يحمد عقباه اذا ترك الامر على غاربه، وتكفي الاشارة الى العمال من التابعية البنغلاديشية الذين سجل اصابتهم جميعهم (25 اصابة) في المبنى الذي يقطنونه في محلة رأس النبع في بيروت، مما اثار الرعب في المنطقة خصوصا انه تم الحجر عليهم وهناك 157 شخص يعيشيون حالة ذعر لانهم يقيمون في ذات المبنى والمبنى المجاور".

الوافدون

والذي عزز المخاوف، حسب المصدر "ما قاله وزير الصحة العامة حمد حسن في المجلس الاعلى للدفاع لجهة  حديثه عن مشكلة نواجهها في موضوع عودة المغتربين مع تسجيل عدد مرتفع من الاصابات، الامر الذي يحتم تعاون الجميع من مجتمع اهلي ومدني وبلديات وجمعيات للمساعدة في تنفيذ التعبئة واحترام الحجر المنزلي بعدما تبين ان الالتزام ليس تاما، وان اصابة 25 من التابعية البنغلاديشية بفيروس كورونا يفرض هذا التعاون بين كل هذه المكونات مع الاجهزة الامنية للمساعدة في عملية الحجر، وهناك اجراءات ستتخذ الاسبوع المقبل لتعزيز عمليات الحجر بعدما تبين تفاوتا كبيرا في الالتزام من عدمه". 

طاقم طبي

ويشير  المصدر الى ان "وزير الداخلية والبلديات طالب بوجود طاقم طبي تحدده الوزارة ليتم الكشف عن المصابين في المبنيين الذين سجل فيهما الـ25 اصابة ومتابعة وضعهم وايضا الكشف على كل سكان المبنيين ومن يشتبه انه سبق واختلط مع المصابين، وايضا تحدث المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان عن اهمية تعاون المحافظين والمجلس البلدية مع القوى الامنية، لان قوى الامن تواجه ضغطا كبيرا نتيجة تشعب المهام التي تطلب منها في حين ان كل العديد مستنفر ومنتشر في الطرقات والمراكز الصحية، وشرح اللواء عثمان الاجراءات التي اتخذتها قوى الامن حول المبنيين حيث ضربت طوقا امنيا لمنع مغادرة او دخول احد، وعلى الاثر تقرر الطلب الى المنظمات الانسانية والدولية المساعدة في متابعة وضع العمال الاجانب الذين يصابون بكورونا كونهم يعتبرون جالية اجنبية وتسطيع الامم المتحدة مساعدة". 

اجراءات غير مسبوقة

ويقول المصدر ان "رئيس الحكومة حسان دياب اعاد التلويح باتخاذ اجراءات غير مسبوقة في حال استمرار حالات التفلت وعدم الالتزام، بينما شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الدور الاساسي للبلديات والمختارين كونها على تماس مباشر مع بيئتها البلدية ويعرفون كل الناس ،  وعلى دراية اكبر بالاصابات وتطورها لصلات القرب والقرابة، وبالتالي دورهم اساسي في عمليات الحجر ومتابعة الحجر. في حين قال قائد الجيش العماد جوزاف عون ان التعاون قائم بين الجيش والسلطات المحلية في المدن والبلدات والقرى، والجيش يلبي كل نداء يصله للمساعدة في عزل الاماكن التي يسجل فيها اصابات".

ويؤكد المصدر "انه تم تكليف وزير الداخلية متابعة اجراءات عطلة عيد الفطر ومنع انفلات الامور بشكل يؤدي الى مخاطر صحية حقيقية".

واستنادا الى كل هذه المعطيات، يخشى ان يتذرّع بعض ائمة المساجد باقامة مفتي الجمهورية صلاة وخطبة العيد في وسط بيروت، لكي يكسروا كل الاجراءات الوقائية، علما ان اعلان دار الفتوى لحظ التأكيد ان الصلاة ستقام وفق اجراءات طبية اعلن عنها في بيانات سابقة، والتي لم يلتزم بها البعض في مناطق مختلفة".