وفيق صفا يستحضر فجأة “القنص” الاستفزازي

كتبت صحيفة النهار تقول: 

على نحو أقرب ما يتماهى مع “القنص” في حقبات الهدن الحربية، انبرى “حزب الله” فجأة قبل أربعة أيام من موعد الجلسة المصيرية للاستحقاق الرئاسي، الخميس المقبل، وأطلق رصاص التشويش على مجمل الأجواء المشدودة إلى هذه المحطة المفترض أن تكون حاسمة. ذلك أن الكلام الذي تعمّد إطلاقه مسؤول “وحدة الارتباط والتنسيق” في “حزب الله” وفيق صفا من موقع اغتيال الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصر الله في حارة حريك في مرور مئة يوم على اغتياله، لم يكن أقل من تعمّد استحضار نبرة التهديد وبث الاستفزاز والتحريض سواء جاء ذلك بدافع من تشدد السلطات في مطار بيروت في منع إيران من المضي في استباحة لبنان، أم بقصد مستتر آخر يهدف إلى توتير استفزازي عشية المحطة الموعودة لإنهاء الأزمة الرئاسية. كما بدا صعباً تجاهل تزامن المناورة الاستفزازية للحزب مع وجود موفد سعودي بارز عمل بقوة في لقاءات ماراتونية شاملة على تمهيد الطريق لانتخاب “توافقي” ولو أن نتائج مسعاه لا تزال محفوفة بالغموض. وأياً تكن أهداف الحزب من توقيت هذا الاستحضار الاستفزازي وعرض العضلات التهويلية مجدداً، لا يمكن عزل مناخات وأجواء كلام صفا عن التظاهرة العارمة لعناصر الحزب على طريق المطار مساء تفتيش طائرة إيرانية، ولا عن كلام صدر بأصوات تابعة للحزب واستحضر عملية “7 ايار 2008” او “انتفاضة 6 شباط 1984” في بيروت الغربية آنذاك.

من دون مقدمات ظهر صفا أمس ليعلن “أن “حزب الله” لم يهزم ولن يهزم، وهو أقوى من الحديد لأنه يستمد قوته من الله”. وتوجّه “للواهمين بأن “حزب الله” أصبح ضعيفا”، مؤكداً “أنه اقوى مما كان، بناء على ما شهد به الأعداء والمقاومة أفقدتهم الأمان في الداخل”. وأكد أنه “لن يكون هناك أي إمكانية لأحد بأن يكسر معنوياتنا، والحزب سيكون حاضراً للتصدي لظواهر التشبيح على الناس”. ثم تطرق إلى الملف الرئاسي ليقول “إننا منفتحون على قائد الجيش العماد جوزف عون ولا فيتو سوى على سمير جعجع لأن مشروعه مشروع فتنة وحرب”.

وأشعل كلام صفا موجة واسعة من الردود الحادة على ألسنة نواب “القوات اللبنانية” وشخصيات أخرى مستقلة تقدمها الرئيس ميشال سليمان الذي اعتبر أن “إشهار الفيتو بوجه مرشح للرئاسة بدعة ديموقراطية جديدة”. وخاطبت النائبة ستريدا جعجع صفا بقولها: “وفيق صفا، استفِق. لقد ولّى زمن رفع الفيتوات من قبلكم في وجه الآخرين، أنظر إلى نفسك وتلمّس يديك وأنت العارف جيداً بما ارتكبته بحق أهلك واللبنانيين. عبارة أخيرة تختصر وضعك: يلّي استحوا ماتوا”. وتساءل النائب ميشال ضاهر “ألا يقود مثل هذا الكلام إلى فتنة، خصوصاً بعد مشهد احتضان النازحين؟ ألا يجب على الحاج وفيق أن يسأل عمّن سيأوي النازحين، من جديد، في حال اندلعت الحرب مجدداً لا سمح الله؟ تعبنا يا حاج من هذه اللغة، وهذا الأسلوب. بدنا بلد”.