يخشى على لبنان من الفراغ!

أقسم بأن هذا ما قاله عون حرفياّ لمحطة تلفزيون أجنبية... وليس "نكتة سمجة" يتم التداول بها أو "تركيبة سياسية" من ابتكار كاريكاتوري ساخر!

عون حليف حزب الله الذي أوقع لبنان في الفراغ الرئاسي بعد انتهاء ولاية إميل لحود وعطل دورة الحياة الاقتصادية في وسط بيروت لأشهر طويلة بالاعتصامات، والذي أقفل مع حلفائه مجلس النواب لأشهر طويلة بعدما استقال الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة "يخشى على لبنان من الفراغ"!

عون الذي قال يوماً: "إما جبران وزيراً وإلا عمرا ما تتشكل حكومة"، والذي عطل تشكيل أكثر من حكومة لأشهر طويلة لفرض صهره الراسب في الانتخابات وزيراّ ولفرض شروطه التحاصصية على الآخرين "يخشى على لبنان من الفراغ"!

عون الذي عطل مع حزب الله وحلفائه الانتخابات الرئاسية عام 2014 بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان لسنتين "يخشى على لبنان من الفراغ"!

عون الذي تسببت صفقة التسوية التي جاءت به رئيساً بإفراغ جيوب اللبنانيين، وبإفراغ خزينة الدولة بسبب الصفقات والسمسرات والعمولات والتلزيمات المشبوهة والتوظيفات السياسية والانتخابية، "يخشى على لبنان من الفراغ"!

عون الذي في عهده أفرغت بيروت ومنازلها وعماراتها وأبنيتها ومؤسساتها من أهلها وسكانها ومالكيها وشاغليها ومؤسساتها وشركاتها وزبائنها بفعل انفجار المرفأ "يخشى على لبنان من الفراغ"!

عون الذي قال متروبوليت بيروت الياس عوده في عهده: "وهل الفراغ أسوأ مما نعيشه اليوم"، "يخشى على لبنان من الفراغ"!

عون هذا "يخشى على لبنان من الفراغ"! فهل من يصدّق؟

إن صدّق اللبنانيون فهذا يعني أنهم يستحقون كل ما يحلّ بهم من ويلات!

وإن لم يصدّقوا فما عليهم سوى التحرك الجدي والهادف والواحد لاقتلاع هذه السلطة بكل رموزها من رأس القمة الى أسفل الهرم!

يكفي اللبنانيين استخفافاً بعقولهم وذكائهم!