غانم: الشيعية السياسية تنحرف بلبنان نحو تغيير هويته والى غياهب مظلمة

اعتبر رئيس جهاز الفكر الكتائبي المحامي رفيق غانم  أن إدارة الكيان اللبناني في السابق كانت دائماً من المزيج اللبناني المتنوّع .

ولفت في حديث لـ "الحكي بالسياسة" عبر صوت لبنان الى ان المارونية السياسية بَنَت لبنان على فكرة الحداثة وكانت تعمل على بناء وطن حقيقي، واستطاعت في مرحلة معينة من تحقيق ذلك ولم تؤدِّ الى الحرب.

وشدد على ان الشيعية السياسية كما بدأت مع الإمام موسى الصدر كانت للمطالبة بحقوق طائفة محرومة وحركة مطلبية صحيحة ولكن بعد الإمام الصدر بدأت تأخذ منحى آخر وتنحرف بلبنان نحو تغيير هوية الوطن اللبناني والى غياهب مظلمة وهذه ليست الشيعية او الشيعة.

وقال:"ان الشيعة هم الشيعة وحزب الله هو حزب الله مكوّن من الطائفة ولا يمكن ان نضع كل الطائفة الشيعية تحت خانة واحدة".

ورأى غانم ان المشكلة تكمن في أن حزب الله ينحرف بالبلد عن مسيرة بناء الوطن اللبناني وهو انحراف ثقافي ايديولوجي واجتماعي مؤكدا ان ثمة  ثقافة حزب معيّن يقود لبنان الى المجهول فيما المعارضة التي من ضمنها حزب الكتائب تقف في مواجهة مشروع وليست في مواجهة طائفة.

أضاف:"الطائفة الشيعية طائفة كريمة في لبنان لها ماضيها، حاضرها ومستقبلها".

واعتبر ان للسنيّة السياسية بعض الايجابيات لاسيما مع شعار "وقف العدّ" وأن مرحلة السنية السياسية بدأت مع الرئيس الحريري الذي ارسى مبدأ “لبنان اولًا” ووضع حدًا للهواجس المسيحية وساهم في إعمار لبنان.

وأشار غانم إلى أن الارتقاء من الجماعة إلى الدولة بحاجة لثقافة التحرر لدى الفرد من الرواسب الطائفية والقبلية والمجتمعية الضيقة، لافتًا إلى أن ادارة الحكم في لبنان منذ ايام فخرالدين انطلقت من المزيج اللبناني، من خلال تطبيق نظرية الخير العام، لبناء الحلم اللبناني من منطق الأمير المختلف عن منطق النظام والدولة، وان الأمير بشير وصل إلى الحكم  بإرادة درزية وحكم بمنطق الملك محاولًا تركيز السلطة المركزية ومؤسسًا لبناء الدولة.

وأوضح أن فكرة لبنان الوطن الكبير تكوّنت وامتدّت من خلال النهضة وشعرائها ومفكريها الذين ساهموا في تجسيدها، وفي خلق التراث اللبناني، وأن البطريرك الحويك ساهم في انطلاق لبنان الكبير بدءًا من تحريره من الانتداب والشروع برسم حدوده، مشيرًا إلى أن المسيحية والمارونية السياسية بنت لبنان عل فكرة الحداثة، التي انتجت القومية اللبنانية المنفتحة والمبنية على حرية الفرد، وساهمت في بناء وطن حقيقي.

واعتبر غانم أن الخلل في مفهوم الشراكة الوطنية أدّى إلى نشوب الحرب اللبنانية.