369 سفينة تنتظر في قناة السويس، والخسارة نحو 14 مليون دولار يوميًّا: كتلة صخرية زادت الوضع تعقيداً

تواصل فرق الإنقاذ في قناة السويس جهود التكريك والقطر، اليوم الأحد، لتعويم سفينة حاويات ضخمة تسد الممر المائي المزدحم. لكن مصدرين قالا إن الجهود تعقدت بسبب كتلة صخرية أسفل مقدمة السفينة. 

وقال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأحد، إن الهيئة تبحث في إعطاء السفن المتضررة من عرقلة حركة الملاحة في القناة بعض التخفيضات. 

وأضاف في تصريحات لقناة "العربية": "بنفكر ندي السفن العالقة فقط بعض التخفيضات الأخرى بعد ما نخلص موضوع السفينة العالقة". وتابع إنه يعتقد أن التحقيقات ستظهر أن القناة لم تكن مسؤولة عن جنوح السفينة. 

وأوضح أن القناة تخسر ما بين 13 و14 مليون دولار من الإيرادات اليومية بعد توقف حركة الملاحة بسبب جنوح سفينة الحاويات، مشيرا إلى أن 369 سفينة وناقلة وحاوية على الأقل تنتظر عبور القناة، بينها عشرات الحاويات وسفن البضائع الصب وناقلات الغاز الطبيعي المسال أو غاز البترول المسال. 

كذلك، صرّح ربيع، اليوم الأحد، بأن جهود تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة ايفر غيفن EVER GIVEN مستمرة على مدار الساعة من خلال القيام بأعمال التكريك نهارا، وعمل مناورات الشد بالقاطرات في أوقات تتلائم مع ظروف المد والجزر. 

وأوضح أن نتائج أعمال التكريك بواسطة الكراكة مشهور إحدى كراكات الهيئة بلغت حتى الآن 27 ألف متر مكعب من الرمال، على عمق وصل إلى 18 مترا، مع مراعاة حدوث انهيارات ترابية من أسفل السفينة للمناطق التي يتم تكريكها. 

وتتواصل أعمال التكريك لإزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة لتسهيل عملية تعويم السفينة وذلك جنبا إلى جنب مع القيام بمناورات الشد بواسطة قاطرات الهيئة في توقيتات تتلائم مع المد والجزر واتجاه الرياح.

وأشار رئيس الهيئة إلى أن مناورات الشد تمت أمس بواسطة 12 قاطرة تقوم بالعمل من ثلاثة اتجاهات مختلفة، بحيث تعمل القاطرتان بركة ١ وعزت عادل على شد مقدمة السفينة، فيما تقوم 6 قاطرات بدفع مؤخر السفينة جنوبا، وتقوم أربع قاطرات أخرى بشد مؤخر السفينة جنوبا. 

وأعلن ربيع أنه من المقرر الدفع بالقاطرتين الجديدتين القاطرة "عبد الحميد يوسف" والقاطرة "مصطفى محمود" للمشاركة في مناورات الشد بعد اكتمال بنائهما بترسانة بورسعيد البحرية بقوة شد 70 طنا، وانتهاء تجارب البحر وتجارب التشغيل، بما يحقق الاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم التي تواكب أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة الوحدات البحرية المعاونة. 

والقاطرتان الجديدتان تتماثلان في المواصفات الفنية، بحيث يبلغ طول كل منهما 35.87 مترا، والعرض 12.5 أمتار، بغاطس كلي 5.75 أمتار، وبسرعة 13 عقدة. كذلك، تمتاز برفاصات ذات قدرة وكفاءة عالية مصنوعة من قبل شركة Voith الألمانية، وماكينات من شركة DAIHATSU اليابانية، وفقا للهيئة. 

- 321 سفينة تنتظر -

وقال ايضا ربيع لقناة "إكسترا نيوز" المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بالاستعداد لسيناريو تفريغ بعض حمولة السفينة الجانحة للمساعدة في تعويمها. 

وكانت السفينة إيفر غيفن، التي يبلغ طولها 400 متر، علقت في قطاع جنوبي من القناة قبل أكثر من خمسة أيام، وسط رياح قوية، مما عطل حركة الشحن العالمية في أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاما في العالم. 

وتنتظر 321 سفينة لعبور القناة، وذلك حتى أمس السبت، بينها عشرات الحاويات وسفن المواد السائبة وسفن الغاز الطبيعي المسال أو غاز البترول المسال. 

وقال ربيع للتلفزيون المصري: "هناك مؤشرات إيجابية من امبارح وأول امبارح". 

وأضاف: "الدفة مكنتش بتتحرك، بقت بتتحرك، الرفاص بقى بيشتغل دلوقتي، المقدم مكنش تحتيه ميه بقى تحتيه ميه، احنا امبارح في انحراف 4 أمتر تقريبا في المقدم و4 امتار في المؤخر". 

لكن مصدرين في الهيئة قالا لرويترز إن كتلة صخرية عُثر عليها أسفل مقدمة السفينة، مما يزيد جهود الإنقاذ تعقيدا. 

ويبحث عمال الإنقاذ التابعون للهيئة وفريق من شركة سميت سالفدج الهولندية ما إذا كانت هناك حاجة لإزالة بعض حاويات إيفر غيفن البالغ عددها 18300 حاوية باستخدام رافعة كي يمكن تعويمها. 

وحذر خبراء من أن عملية كهذه ستكون معقدة وطويلة. 

وقال ربيع: "احنا قاسمين اليوم نصفين، 12 ساعة للكراكات و12 ساعة للقاطرات، لأن مش كل الوقت يصلح للقاطرات علشان المد"، مشيرا إلى أن 14 قاطرة تم إرسالها. 

ويمر نحو 15 في المئة من حركة الشحن العالمية في قناة السويس. 

وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبا بعد جنوح السفينة وأثر غلق القناة على سلاسل الإمداد العالمية مهددا بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلا بسبب قيود كوفيد-19. 

وإذا استمر التعطل، فإن شركات الشحن قد تقرر تغيير مسار شحناتها لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح، مما يعني زيادة فترة الرحلات نحو أسبوعين ودفع تكاليف وقود إضافي.