المصدر: المدن
الثلاثاء 11 تشرين الثاني 2025 15:53:22
ارتبط اسم مرفأ بيروت بالمخاطر الكيميائية والإشعاعية بعد كارثة تفجيره بأطنان من مادة الأمونيوم التي تسبّبت بجرحٍ لن يندمل، لا على مستوى الخسائر البشرية والمادية ولا على مستوى التراجع الاقتصادي الذي أصاب حركة المرفأ. وفي محاولة لاستباق حالات الطوارئ ولعدم تكرار كارثة 4 آب 2020، شهد مرفأ بيروت تنفيذ السيناريو الأول من مناورة "أرز ARZ 2025" الذي تمحور حول "محاكاة الرد والمجابهة في حالات الطوارىء التي تنضوي على المواد الكيميائية والإشعاعية في البيئة المرفئية".
وجاء السيناريو في إطار مشروع أطلقته الهيئة الوطنية لتنفيذ التزامات لبنان تجاه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية CBRN، وبتنظيم مشترك مع الاتحاد الأوروبي ومركز الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة UNICRI.
وفي تصريح لـ"المدن"، أكّد المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني أنّ هذه المناورة "هي محطة تنفيذية متقدمة، إذ تجسّد عملياً نتائج العمل التقني والمؤسساتي الذي رُسّخ خلال السنوات الماضية، وتعكس التحول نحو بيئة مرفئية قادرة على إدارة المخاطر الكيميائية والإشعاعية بكفاءة واحتراف. وقد انعكست هذه المنهجية على أداء المرفأ، من خلال ارتفاع تصنيفه في تقارير السلامة العالمية، واستعادة ثقة الشركات الملاحية الدولية، وزيادة حركة الشحن والاستثمار، ما عزّز موقعه كمركز محوري للتجارة والنقل البحري في شرق المتوسط".
وأضاف أنّه "منذ انفجار الرابع من آب، بدأ العمل على إعادة بناء الثقة بمرفأ بيروت وتطوير معايير الأمن والسلامة فيه، في إطار مشروع متكامل يهدف إلى تعزيز الجهوزية لمجابهة الحوادث الكوارث في البيئة المرفئية. وأثمرت هذه الجهود عن استحواذ المرفأ على شهادات مطابقة للمعايير الدولية المعتمدة في أبرز المرافئ العالمية، ما جعل منه نموذجاً يحتذى به في تطبيق أنظمة الوقاية والاستجابة للطوارئ".
وتجدر الإشارة إلى أنّه شارك في المناورة وحدات من الجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، الجمارك، إدارة واستثمار مرفأ بيروت، الدفاع المدني، الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية، فوج إطفاء بيروت، الصليب الأحمر اللبناني، ومستشفيات الجامعة الأميركية في بيروت، أوتيل ديو دو فرانس، والكرنتينا الحكومي، بحضور رئيس مجلس الإدارة مدير عام مرفأ بيروت وخبراء من الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية متخصصة ومدعوين من جهات محلية ودولية. على أنّ المناورة تمتد حتى يوم الخميس المقبل.