إشارات إيجابية تقلل خطر توسع الحرب الإسرائيلية على لبنان

عادت الإجراءات المقترحة حول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية إلى واجهة الاهتمام بعد الإشارات الإيجابية التي برزت باحتمال التوصل إلى اتفاق حول الحرب في غزة، وتاليا انعكاس ذلك على الوضع في لبنان.

وكشف مسؤولون عن ان «حزب الله» أبلغ جهات ديبلوماسية غربية جاءت لاستطلاع الموقف خلال الساعات الماضية، انه يلتزم وقفا لإطلاق النار في الجنوب فور الاتفاق في غزة وتوقف الحرب هناك.

وقال مصدر مطلع لـ«الأنباء»: «أبدى حزب الله مرونة لافتة في التعاطي مع أي مقترح بشأن الحدود»، مشيرا إلى ان وقف المعارك على الحدود سيفتح الباب على مصراعيه أمام مساعي الاستحقاق الرئاسي والذي يمكن ان ينجز خلال فترة قصيرة.

وأضاف المصدر: «بذل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان إيف لودريان جهودا كبيرة في إنجاز صيغة للاتفاق تشكل أرضية للحل، فيما لو حصل أي تطور في المواقف سواء لجهة نتائج الانتخابات الفرنسية او انشغال الإدارة الأميركية في الانتخابات الرئاسية». وأشار إلى «رسائل أبلغت إلى المسؤولين اللبنانيين تتضمن إشارات جدية حول المسار التفاوضي، وتراجع خيار التصعيد العسكري الإسرائيلي تماشيا مع وتيرة المفاوضات المتصاعدة حول غزة».

ولفتت المصادر إلى ان الديبلوماسية الفرنسية والأميركية على تنسيق كامل وتفاهم حول الخطوط العريضة للصيغة المقترحة للحل. وقال مصدر مطلع لـ«الأنباء» ان حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «رضخت للموافقة على خطة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد قبول حركة حماس بها».

وأضاف المصدر: «بدورها اضطرت حركه حماس إلى القبول بالخطة التي سبق ورفضتها مرارا، وتخلت عن الشرط الرئيسي الذي كانت تتمسك به وهو الوقف النهائي للحرب قبل أي اتفاق وذلك مع قرب انتقال الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب، بتنفيذ عمليات انتقائية، مما يبقي حالة الحرب ويضعف قدرة حماس على المناورة ويضعها في مواجهة المدنيين».

وفي المقابل، استبعد مصدر سياسي معارض لـ «الأنباء»، مبادرة إسرائيل إلى توسيع الحرب على لبنان، لسبب رئيسي يتعدى الاتفاق مع حركة «حماس» من عدمه، ويرتبط بزيارة نتنياهو إلى واشنطن وخطابه المرتقب أمام الكونغرس. «وبالتالي فإن الحرب الموسعة المحتملة ستتأجل إلى أغسطس، علما ان عودة التلامذة الإسرائيليين إلى مدارسهم لبدء السنة الدراسية مقررة في سبتمبر». وشدد المصدر السياسي المعارض على عدم توسع الحرب، «مع استمرار إسرائيل في استهداف قيادات من حزب الله».

وجدد توقعه بوصول رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية إلى القصر الجمهوري في بعبدا، «نتيجة تسوية إيرانية - أميركية، تقدم فيها طهران كل الدعم لتمكين الرئيس الأميركي جو بايدن الفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل لولاية جديدة»، الا انه تحدث عن ترحيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني إلى سنة 2025.

وفي سياق متصل بالشأن الداخلي، انتقل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي منذ أيام إلى المقر الصيفي في الديمان قضاء بشري، وبدأ استقبال الزوار هناك، واستهل «صيفيته» بجولة على الأماكن الدينية القريبة من المقر التاريخي المطل على «الوادي المقدس» في قنوبين.

وعلمت «الأنباء» ان البطريرك الراعي يعمل على إعادة المشهدية الجامعة للبطريركية المارونية للمكونات اللبنانية كلها، كما كان دور البطريركية منذ إعلان دولة لبنان الكبير في 1920.

وفي هذا السياق، تلقى الراعي نصيحة من نائب سابق انتقل منذ بداية الألفية إلى صفوف المعارضة، ومفادها الدعوة إلى لقاء جامع في الأول من سبتمبر المقبل، في الذكرى الـ 124 لإعلان دولة لبنان الكبير من على درج قصر الصنوبر في بيروت عام 1920.

وبين الديمان وبيروت، تستمر الاتصالات السياسية لضخ مزيد من الإيجابيات في إحداث خرق في الملف الرئاسي المتعثر، من دون الإفراط في التفاؤل. وبات واضحا ان حسم الأمور والبت بإيقاع وتيرتها، مرتبطان بتوقيت غزة.

وفي النشاط السياسي، استقبل السفير السعودي وليد البخاري في مقر إقامته باليرزة أمس، الرئيس اللبناني السابق العماد ميشال سليمان.

وفي أي حال، يستمر اللبنانيون في وتيرة حياتهم اليومية، مقللين من الترقب والحذر وتهيب احتمال توسيع إسرائيل الحرب مع «حزب الله».

ميدانيا، وعلى الرغم من تراجع التصعيد بعد رد «حزب الله» على اغتيال أحد قادته، فإن التصعيد على الحدود استمر وان بحدة أقل، اذ استهدف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية الثقيلة مناطق بعيدة عن الحدود في منطقة النبطية، مستخدما القذائف الفوسفورية، إضافة إلى استهدافه القرى الحدودية والتسبب بإشعال الكثير من الحرائق في الحقول الزراعية.

من جانبه، أعلن «حزب الله» استهداف المواقع الإسرائيلية في تلال كفرشوبا المحتلة، وقصف مستعمرة «شلومي» وقيادة اللواء 769 في كريات شمونة، اضافة إلى مواقع عسكرية عدة.