إنَّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، إذ هالها انفجار عكار الذي أودى بالعشرات قتلى وجرحى، تنظر بعين الحزن والقلق إلى ما آلت إليه الأمور في الوطن الأم، تدرُّجاً من انفجار المرفأ، مروراً بطوابير الذل والقهر والعوز، والتي دُفِعَ اللبنانيون إليها نتيجة سوء إدارة الدولة الفاشلة التي يحكمها أحقر الفاسدين في التاريخ الحديث، إنها المنظومة المتحالفة مع الاحتلال، والمستسلمة للسلاح الغريب، والتي آنَ أوان رحيلها طوعاً، أو بالقوة.

إنَّ الجامعة تهيب باللبنانيين، مقيمين ومغتربين، أن ينتفضوا لاسترجاع لبنان من محتليه وسالبيه، وتطالب باستقالة جماعيّة للسلطتين: التشريعية والتنفيذية، لأنهما سلطتان شكليتان تغطيان الاحتلال الذي يغطي فسادهما، وتدعو مجلس الأمن والأمم المتحدة لإعلان لبنان رسميّاً "دولةً فاشلة"، وتدعو دول العالم الحر للتدخل لإنقاذ اللبنانيين من سلطةٍ انتهكت، وتستمر في انتهاك حقوق اللبنانيين الإنسانية: حقهم بالمأكل والمشرب والصحة والتربية والأمان والسلام والعيش الكريم في وطنٍ حُرٍّ ذي سيادة، وتطالب بجعل لبنان تحت الفصل السابع، وتدعو لعدم إجراء انتخابات نيابية إلا بإشراف دولي مباشر يمنع الفاسدين من استغلال العوز لشراء الضمائر، والمحتلين من استعمال السلاح لترهيب الناخبين، فإنّ انتخاباتٍ تديرها السلطة الحالية هي انتخاباتٌ شكليّةٌ شبيهةٌ بانتخابات الديكتاتوريين والأنظمة التوتاليتارية في العالم.

إنّ الجامعة على الوعد، تستمر في دعمها الإنساني لأهلنا، وفي نضالها إلى جانب حلفائها من دعاة التغيير في لبنان والخارج، وفي ضغوطها على دول القرار، ومع منظمات اللوبي اللبناني في العالم، وداخل أروقة الأمم المتحدة ومنظماتها.

عزاؤنا بالشهداء الذين سقطوا ضحيّة مؤسسات الدولة المنهارة على كافة الصعد، وتمنياتنا للجرحى بالشفاء العاجل، وإذا كان لأهلنا في عكار من كلامٍ نقول: لا تسمحوا للسياسيين أن يغيّروا اتجاه بوصلة نضالكم، هي المنظومة الحاكمة والمتحكمة وحدها المسؤولة، وقد آنَ أوان رحيلها.