الرئيس الأوكراني‭:‬ العالم نجا من كارثة بعد انقطاع الكهرباء عن محطة زابوريجيا النوويّة

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العالم كان على شفا كارثة إشعاعية عندما انقطعت الكهرباء عن أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا لساعات. وحث الهيئات الدولية على التحرك بشكل أسرع لإجبار القوات الروسية على إخلاء الموقع.

وقال زيلينسكي إن القصف الروسي يوم الخميس أشعل حرائق في حفر مخصصة للرماد داخل محطة كهرباء قريبة تعمل بالفحم مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن محطة زابوريجيا. لكن مسؤولا #روسيا حمَّل أوكرانيا مسؤولية ذلك.

وأضاف زيلينسكي أن مولدات احتياطية تعمل بالديزل وفرت إمدادات الطاقة الضرورية لأنظمة التبريد والسلامة في المحطة، مشيدا بالفنيين الأوكرانيين الذين يديرون المحطة تحت أنظار الجيش الروسي.

وقال في خطاب بالفيديو مساء أمس الخميس "لولا رد فعل موظفي محطتنا بعد انقطاع الكهرباء، لكُنَّا الآن مضطرين بالفعل لمواجهة عواقب حادث (تسرب) إشعاعي".

وأضاف "روسيا وضعت أوكرانيا وجميع الأوروبيين على بعد خطوة واحدة من كارثة إشعاعية... في كل دقيقة تبقى فيها القوات الروسية في محطة الطاقة النووية هناك خطر حدوث كارثة إشعاع عالمية".

وعبر سكان في العاصمة كييف، على بعد نحو 556 كيلومترا إلى الشمال الغربي من المحطة، عن قلقهم إزاء هذا الوضع.

وقال رجل الأعمال فولوديمير (35 عاما)، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل "بالطبع الجميع خائفون والعالم بأسره خائف. أود أن يصبح الوضع سلميا مرة أخرى... أريد التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء وتشغيل مرافق إضافية".

وقالت شركةإنرجو أتوم إن الكهرباء اللازمة لتلبية احتياجات المحطة يتم توفيرها الآن من خلال خط من منظومة الكهرباء الأوكرانية وإن العمل جار لاستعادة اتصال الشبكة بالمفاعلين العاملين بالمحطة.

وحمَّل فلاديمير روجوف، المسؤول المعين من روسيا في بلدة إنيرهودار المحتلة بالقرب من المحطة، الجيش الأوكراني مسؤولية الحادث، قائلا إن الجيش الأوكراني تسبب في حريق في غابة بالقرب من المحطة. وأضاف أن الكهرباء انقطعت عن بلدات في المنطقة لعدة ساعات.

 

نقطة ساخنة

قالت شركة إنرجو أتوم إن هذا كان أول انقطاع كامل للكهرباء في المحطة التي صارت نقطة ساخنة في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر.

وغزت روسيا أوكرانيا في شباط وتسيطر على المحطة منذ آذار، غير أن فنيين أوكرانيين ما زالوا يعملون فيها. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف الموقع مما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية.

وتسعى الأمم المتحدة لزيارة المحطة ودعت إلى نزع سلاح المنطقة. وقال رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الخميس إن مسؤولي الوكالة "قريبون جدا جدا" من السماح لهم بزيارة زابوريجيا.

وحذر خبراء نوويون من مخاطر وقوع ضرر بأحواض الوقود النووي المستنفد بالمحطة أو مفاعلاتها. وقد يؤدي انقطاع الكهرباء اللازمة لتبريد الأحواض إلى حدوث كارثة.

وقال بول براكن خبير الأمن القومي والأستاذ في كلية يال للإدارة إن القلق ناجم عن أن تثقب قذائف المدفعية أو الصواريخ جدران المفاعل وتنشر الإشعاع على نطاق واسع مثلما وقع في حادثة مفاعل تشرنوبيل عام 1986.

وأضاف براكين أن حدوث عطل في محطة زابوريجيا يمكن أن "يقتل مئات أو آلاف الأشخاص ويلحق أضرارا بيئية بمناطق أوسع كثيرا تصل إلى أوروبا".

 

قتال

أصاب الجمود الحملة البرية الروسية في الأشهر الأخيرة بعد صد هجوم قواتها على العاصمة كييف في الأسابيع الأولى من الغزو، لكن القتال مستمر على طول خطوط المواجهة إلى الجنوب والشرق.

وتسيطر القوات الروسية على أراض بطول سواحل أوكرانيا على البحر الأسود وبحر آزوف، بينما تحول الصراع إلى حرب استنزاف في منطقة دونباس الشرقية، التي تضم إقليمي دونيتسك ولوجانسك.

وسُمع دوي انفجارات في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة في مدينة ميكولايف الجنوبية، وهي ساحة معركة رئيسية حيث تحاول القوات الروسية التوغل غربا على طول الساحل لعزل أوكرانيا عن البحر الأسود.

وقال حاكم المنطقة فيتالي كيم إن سبب الانفجارات غير واضح، مضيفا أن قريتين قريبتين تعرضتا للقصف. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر بشرية.

وقال الجيش الأوكراني إن قواته صدت هجمات روسية على بلدتي باخموت وسوليدار في منطقة دونيتسك الشرقية وقصفت مستودعات ذخيرة وأفراد العدو في منطقة خيرسون الجنوبية.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مسؤولين انفصاليين موالين لموسكو في لوجانسك قولهم إن القوات الأوكرانية أطلقت نحو عشرة صواريخ من منصة راجمات صواريخ من طراز (هيمارس) مقدمة من الولايات المتحدة، وذلك على بلدة ستاخانوف بمنطقة دونباس الشرقية.

ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير الواردة من أي من الجانبين من ساحة المعركة.

ودعت كييف مرارا إلى تزويدها بالمزيد من المعدات العسكرية الغربية المتطورة التي تقول إنها بحاجة إليها لصد الهجمات الروسية.

وقال البيت الأبيض إن زيلينسكي تحدث هاتفيا أمس الخميس مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كرر دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في مواجهة روسيا. وأعلن بايدن يوم الأربعاء، الذي وافق يوم استقلال أوكرانيا، عن مساعدات أمنية جديدة لكييف بقيمة ثلاثة مليارات دولار على الرغم من أن وصولها إلى البلاد قد يستغرق شهورا أو حتى سنوات.

ويقول الكرملين إن هدفه هو "تطهير (أوكرانيا) من النازيين" ونزع سلاحها والقضاء على التهديدات الأمنية لروسيا. وتقول أوكرانيا والغرب إن هذه ذريعة لا أساس لها لشن غزو.