السعودية... محور الوساطة بين ترامب وبوتين

تبذل السعودية جهوداً دبلوماسية مكثفة من أجل دعم الاستقرار العالمي، بما في ذلك استضافة قمة «استثنائية» مرتقبة للرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين خلال الفترة المقبلة، بمشاركة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، إذ استقبلت المملكة خلال الساعات الـ48 الماضية وفوداً عدة من البلدين لتنسيق المواقف من أجل «إعادة ضبط» العلاقات الثنائية.

والتقى ولي العهد السعودي في الرياض، مساء أمس، وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، عشية الاجتماعات التحضيرية اليوم، لترتيب ملفات قمة ترامب - بوتين، بعدما اتفقا على بدء محادثات سلام حول أوكرانيا.
وفي لقاء منفصل، بحث وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان وروبيو المستجدات الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة في شأنها، وذلك ضمن جولة للوزير الأميركي في المنطقة بدأت من تل أبيب قبل زيارة المملكة، وستقوده للإمارات.

وذكرت وكالة «واس» السعودية أن الوزيرين استعرضا كذلك «العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين الصديقين».

وفي واشنطن، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، أن وفداً رفيع المستوى يضم «روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيلتقون وفداً روسيا في الرياض (اليوم) الثلاثاء»، لمتابعة المحادثة الهاتفية بين ترامب وبوتين.

وأعلن ترامب، مساء الأحد، أن اجتماعه مع بوتين قد يتم «قريباً جداً»، وأن الرئيس الروسي يريد أن «يتوقف» القتال في أوكرانيا، مضيفاً «لم يتم تحديد موعد، لكنه قد يكون قريباً جداً».

وفي السياق، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي، إن محادثات الرياض الروسية - الأميركية، «تهدف إلى رأب الصدع في العلاقات الثنائية وإعادة بنائها في كل المجالات»، وستشمل أيضاً «مفاوضات محتملة حول أوكرانيا» والتحضير لقمة أميركية - روسية.ورداً على سؤال ما إذا كان ستتم مناقشة قضايا الشرق الأوسط قال بيسكوف: «إذا تم التطرق إلى هذا الموضوع بطريقة أو بأخرى، سيكون ممثلونا على استعداد لمناقشة هذا الموضوع أيضاً».

وأوضح أن وزير الخارجية سيرغي لافروف والمستشار الدبلوماسي لبوتين، يوري أوشاكوف توجها إلى الرياض للمشاركة في الاجتماع مع الجانب الأميركي. وسيكون هذا أول لقاء وجهاً لوجه بين روبيو ولافروف، اللذين تحدثا هاتفياً قبل أيام، في مسعى لإظهار الرغبة في «إعادة ضبط» العلاقات الثنائية، التي تضررت بسبب الحرب في أوكرانيا منذ نحو ثلاث سنوات.

وقال لافروف، إن اجتماعات الرياض ستبحث عن حلول وسط للحرب بأوكرانيا.

وقبيل محادثات الرياض، أعلن الكرملين، أمس، أنه تم إطلاق أميركي احتُجز لفترة وجيزة في مطار موسكو، بعد اتهامه بالسفر إلى روسيا ومعه حلوى صمغية من الحشيشة، ورداً على سؤال حول التقارير المتعلقة بإطلاق الأميركي كالوب واين بايرز بعد توقيفه الجمعة الماضي، قال بيسكوف «بما أنه ستتم مناقشة استعادة العلاقات (اليوم) الثلاثاء، يمكن رؤية هذه الأحداث في هذا السياق».

وفي كييف، أعلن الناطق باسم الرئيس الأوكراني سيرغي نيكيفوروف، أن«زيلينسكي سيزور السعودية مع زوجته في إطار زيارة رسمية مخطط لها منذ فترة طويلة».

وأعلن زيلينسكي عن الرحلة الأسبوع الماضي من دون تحديد موعد، مضيفاً أنه «لا يعتزم لقاء مسؤولين روس أو أميركيين».

كما سيزور زيلينسكي تركيا اليوم الثلاثاء، تلبية لدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان.

ومع جهود السعودية الدبلوماسية في ترتيب قمة ترامب - بوتين، تصدر منصة «إكس»، أمس، وسمي الأمير «محمد بن سلمان صانع السلام» و«الحل في الرياض».