الصايغ: موازين القوى في مجلس النواب معروفة ويمكنها أن تأتي بجهاد أزعور رئيسًا للجمهورية، وعلى بري الإلتزام وتأمين النصاب، وأنا مستعد لمواكبة نواب حزب الله للتصويت وانتخاب رئيس

أكدّ النائب الدكتور سليم الصايغ انّه "من دون أي شكّ إن كان في غزة أو في لبنان، كافة جرائم اسرائيل الموصوفة هي جرائم حرب بحسب القانون الدولي الإنساني وقد خرقت قانون الحرب، فالإعتداء على مسجد وسوء معاملة أسير وتعذيب المساجين وإستخدام أدوات قتل بطريقة غير متناسبة تُصنّف على أنّها جرائم حرب إضافة الى الجرائم ضد الإنسانية التي لم تعد تستهدف شخصًا واحدًا إنما لتحقيق هدفها تتسبب بقتل عدد كبير من الأشخاص".

النائب الصايغ وفي حديث ضمن برنامج نهاركم سعيد على شاشة الـLBCI، إعتبر أنّه:"حتّى إن لم يكن هناك نيّة من مجزرة ضد فئة معينة، فإسرائيل تُمارس ثاني أقصى جريمة وهي جريمة ضد الإنسانية وهذا ما تحدّثنا عنه في مجلس النواب عند قصفها لمستشفى المعمداني في غزة".

وقال: "اسرائيل تُمارس جريمةً أخرى وهي "الإبادة" فعندما يكون هناك نية متعمّدة لإبادة مجموعة كاملة من البشر عرقية أو دينية أو غيرها وهذا ما أتخوّف منه في لبنان، بأن تتوسع الحرب بين اسرائيل وحزب الله إلى جرائم إبادة تستهدف فئة كاملة من الناس وتؤدي الى  تهجير قصري ".

وأضاف: "التفجير الذي يستهدف مناطق بطريقة جماعية أصبح يشكّل أقصى وأخطر الجرائم، بالتالي نحن أمام مرحلة خطيرة لأنّه في المقابل فإن رشقات الصواريخ التي يُطلقها حزب الله لا تستهدف فقط قواعد عسكرية إنما مدن أيضًا، لذلك قد نكون أمام جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية من الجهة المقابلة من هنا نستنتج ان الأمور تتفلت شيئا  فشيء من أي ضوابط قانونية او أخلاقية".

ولف الصايغ الى أنه "حتّى الحرب لها ضوابط تحكمها مواثيق ومعاهدات دولية والمحكمة الجنائية الدولية، فحرب الإبادة هي استهداف جماعي مع نية متعمّدة معلنة او مضمونة  في الإقصاء والقتل والتهجير الجماعي وهذا ما يحصل حاليًا بحجة إبعاد المجموعات لحمايتهم".

وشدد على أن "حزب الله فتح الحرب من دون أي شرعية واي حق في القانون آخذًا قرار الحرب بإسم لبنان ضد أقوى دولة عسكرية في الشرق الأوسط بحجة أخلاقية لمساندة غزة وحكم احادي على النوايا".

وقال: "القرار 1701 لم يُطبّق ولم يتم عام ٢٠٠٦ وقف إطلاق النار كم جاء في النص بل تم الاكتفاء ببند وقف الأعمال الحربية بين لبنان واسرائيل وبما أن هذا القرار لم يُستكمل بكافة مندرجاته ولم يُحترم بالكامل اعتبر حزب الله اليوم أنّ في حل منه وله بالتالي الحق في شنّ حرب استباقية على اسرائيل بحجة مواجهة أطماعها في لبنان".

وتوجّه الصايغ لمحور  الممانعة قائلًا: "إن كنت جديًّا في قضية تحرير القدس وأن لإسرائيل نية في الهجوم والسيطرة على لبنان كان لك فرصة تاريخية في 7 تشرين لتحرير فلسطين بدلًا من أن تستدرج اسرائيل لتدمّر بيروت والضاحية وتهجّر شعبها وأنت مدركًا لنواياها".

تابع: "من يتحجج بسوء نيّة اسرائيل وهو مدرك لذلك، تصبح خطيئته أكبر لأنه كان  يعلم  ولم يفعل أي شيء لمواجهتها، فإذا اسرائيل لها أطماع في لبنان اليس كان عليك درءا لهذا الخطر تحصين نفسك ديبلوماسيًا بصداقات لبنان الدولية".

وقال: "الله يسامح" من وضع أهدافا" عسكرية بين المدنيين وتحت منازلهم ففي عين إبل تبيّن وجود أنفاق لحزب الله دون علم الأهالي.

وسأل: "هل من المعقول أن يضع حزب الله هذا الكمّ من الأهداف العسكرية والمخازن الضخمة ومراكز القيادة في الضاحية وفي بيروت بين المدنيين؟"

وقال: "حزب الله يستخدم المدنيين دروعًا بشرية وهو على علم بأن اسرائيل لا تسأل عن شيء حتّى عن الأسرى لدى حماس، فهي تؤمن ببروتوكول معيّن أنه مهما كلّفت ضربتها من ضحايا وأبرياء لا يهمّها إلّا تحقيق هدفها العسكري".

وتابع: "حزب الله يستدرج المجرم ليرتكب جريمته، وإن تهجير مليون ونصف نازح لبناني وضرب الجنوب بطريقة قاسية جدًا اضافة الى ضرب البنى التحتية يتحمّلها حزب الله".

واشار الصايغ الى أنّ "هناك تقارير تؤكد بأن هناك عملية إعادة هندسة شعوب في المنطقة، بدأت في سوريا مع بشار الأسد، فنصف الشعب السوري أصبح خارج سوريا وأغلبيتهم من الطائفة السّنية، فالقصير أصبحت خالية من الشعب السوري ويتواجد فيها حزب الله الذي قام والنظام السوري بإعادة هندسة الأرض وقيام تنظيم مدني جديد وجرفوا الأرض والقرى لعدم عودة الشعب السوري.

ولفت الى أن "النظام السوري يواجه معركة في الحفاظ على نفسه ولا يهمّه قضية الشعب والمصلحة العامة إنما ما يهمّه فهو مصلحة بقائه، وهو مستعد للقيام بأي شيء يطلبه الإسرائيلي والأميركي لضمان وجوده ولكنه ينتظر مدى التجاوب الداخلي وقدرته على تحريك الإدارات والجيش والمخابرات في ظل  وجود الحرس الثوري الإيراني".

واضاف الصايغ: "اذا كان هناك خطّة لهندسة الشعوب بمشاركة النظام السوري فسيستمر،  والا فان الإسرائيلي لم يعد يعتمد على اي تفاهم سياسي لانه قادر على الفرض في كثير من الأمور.  إذا فلن يكون هناك صفقة أو تسوية في نهاية الأمر بين أميركا واسرائيل وايران لتسليم لبنان لحزب الله، لأن الإسرائيلي لا يقبل بالسماح لغيره القيام بتسوية ، ويعتبر أنّه بغنى عنها كونه قادرًا على أخذ ما يريد بقوة الحديد والنار فهو يعتبر انه يستطيع بالقوة أخذ ما عجز عنه هوكستين بالديبلوماسية"

أضاف: "عندما يضرب الإسرائيلي كل المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا لم يعد يسمح للمستشارين الإيرانيين والحرس الثوري الذي يدير حزب الله بشكل مباشر في لبنان أن يؤمن خطوط إمداد الأسلحة من سوريا، بمعنى لماذا عليه التفاهم مع النظام في وقت يستطيع فرض ما يريده بقوة الحرب والسلاح؟ فإسرائيل لا تُفاوض مع النظام السوري أو مع أميركا أو اليونيفيل".

واعتبر الصايغ أن "بيانات الأمم المتحدة منذ عام 2007 تتحدّث عن خروقات من الجانبين ولكننا لم نشعر بها، وكانوا يقولون لنا في الإجتماعات مع الأمم المتحدة أن حزب الله يقوم ببناء بنى تحتية عسكرية في الجنوب وشمال الليطاني ولم يسمح الكشف عليها بحجة مشاعر الأهالي التي حركها حزب الله لعدم السماح لليونيفيل بالدخول الى المنطقة والكشف عليها وبالتالي وبعد أن أصبحت الشكوك كبيرة تبيّن أن الفريقين يخرقان الـ 1701

وقال: "اسرائيل لم تستهدف لبنان منذ 2006 حتى2023 وعندما حاولت الإقتراب من الشريط الشائك تدخلت فصيلة من الجيش اللبناني ووقفت بوجه الجيش الإسرائيلي مما اضطره الى التراجع".

وشدّد الصايغ على أن "القرار الدولي 1701 حمى لبنان، ولا خلاص إلّا بقرارات دولية مشابهة، فالـ1701 وبعد التلاعب بمندرجاته وتطبيقه بحسب مصالحهم لم يعد يكفي إنما نريد تطبيق القرار 1559 والمسؤولية على الفريقين.

واعتبر أن " إتفاق الطائف كان من أهم شروط الوفاق الوطني وهو تجريد الميليشيات المسلّحة من سلاحها"، مشيرًا الى أن الـ

1701 لم يطبّق كما يجب من قبل الفريقين واليونيفيل بالرغم من أهمية وجودها لم تستطع القيام بواجباتها بسبب مسايرتها للسلطات المحلية ومُنعت من قبل حزب الله بممارسة دورها الصحيح".

وقال: طبعا البعض لا يريد ان يقرأ الـ1701 كما هو لذلك يجب توضيحه لانه يغطي كافة المناطق اللبنانية وليس الجنوب فقط. اما عن اليوم التالي فليس هذا همنا الوحيد بل ما يهمنا ايضاً وأساساً  هو "لبنان التالي" دولة واحدة قابضة على كافة المقومات ويلتزم مواطنيها القانون بتساوٍ.

وعن النازحين في كسروان، قال: "نلاحظ بعض الإستفزازات ولكن نطمئن المواطنين الى أن الجيش والقوى الأمنية موجودون على الأرض ويعملون بحرص وتدخل وقائي فعال".

أضاف: "ليكن المواطن "خفير" وليس "بوليس" فنحن كمواطنون وأحزاب علينا المراقبة وإبلاغ القوى الأمنية والأجهزة المعنية للتدخل فورًا وحلّ هذه الإشكالات".

وشدّد على أن "لا نيّة لنا في اعتماد سياسة "النكايات" مع الطرف الآخر الذي خسر أرضه ومنزله وأمواله وكرامته، لذلك علينا إقناع كل الناس أن مرجعيتنا الاولى  في حال القلق من اي امر هي الدولة فقط  كما علينا احترام حرية معتقد النازح بغض النظر عن خياره السياسي إنما لا يمكن للنازح أن يدفعنا ثمن خياره، بمعنى لا يحق له إدخال مقاتلين إلى المناطق الآمنة ومراكز الإيواء".

وعن استهداف النبطية، قال الصايغ: "النبطية بعيدة عن الجبهة، كما الضاحية وهذا يعني أن اسرائيل تعتمد الحرب الشاملة على لبنان وعلى كافة مكامن قوة حزب الله ، وبالنتيجة اسرائيل وسّعت مسرح العمليات، حتى يصيب العمق الإقتصادي والإجتماعي والمالي، إضافة الى العسكري والأمني، ولا توفّر هدفًا ولكن الأثر المباشر وغير المباشر هو اقتلاع شعب كامل من أرضه".

أضاف: "هذه الحروب لن تأتي بأي نتيجة حاسمة، فعلينا دائما  تحكيم لغة العقل وفتح المجال لإيجاد الحل الديبلوماسي".

وأكد الصايغ أن "الكتائب هي رأس حربة في المواقف ضد حزب الله ولكننا نريد أن يكون الصراع بحسب أصول معينة توفرها الديمقراطية وليس القفز  الى حلول عسكرية وأمنية".

واعتبر أن "إنكسار حزب الله في لبنان يعني إنكسار طائفي والإحباطات المتتالية في تاريخنا علمتنا أن لا قيام  للبنان بعد الإحباط، وهذا ما حصل عند الإحباط المسيحي بعد إتفاق الطائف عندما اعتبر البعض أنهم انتصروا، أو عند الإحباط السني بعد اغتيال رفيق الحريري، فالإحباط يؤدي الى تلاشي الوطن بالتالي، هنا تقع مسؤوليتنا كلبنانيين لتظهير قيمنا المشتركة واستشراف المستقبل بقرارات يجب أن تتخذ على  مستوى الدول الصديقة للبنان".

وقال: "القرار ليس بيد الشيخ نعيم قاسم او الرئيس ميقاتي أو الرئيس بري، فلبنان مسلوب الإرادة حكومةً وشعبًا،  والعمل الحقيقي يبدأ بالالتفاف حول  مقررات القمة الروحية المسيحية الإسلامية، وإعادة تعبئة الرأي العام الدولي بالنسبة لرعاية لبنان".

ولفت الى أن "اسرائيل تعمل على تشتيت قوى الطرف الآخر من خلال العمليات الاستطلاعية لتحدد النقطة التي من خلالها تستطيع تحقيق أهدافها". شارحا ،لا قرار سياسي عند حزب الله، إنما بيد ايران المنخرطة كاملًا بالقيادة والمعارك".

وقال: "أسلحة ايران هي "نووي لبنان" بمعنى أن النووي الموجود لدى حزب الله هو السلاح الباليستي ومن أجل استعمال هذا السلاح، يُطلب استخدام  مفتاح ايراني وآخر محلي من قبل حزب الله، وبالتالي المفتاح الإيراني لم يُستخدم، فالضرب بأسلحة أيران يعني دخولها مباشرة في الحرب اذ ان اسرائيل تقول أن استعمال اسلحة معينة يجعل تل ابيب مقابل طهران".

أضاف: "لبنان يتحوّل لخط دفاع مباشر عن طهران، فإيران تعتبر القرى اللبنانية قرى ايرانية، فخرجت المسألة من السيطرة المحلية اللبنانية وفاقد الشيء لا يعطيه، فلا نعيم قاسم ولا ميقاتي ولا بري قادرون على التفاوض وأخذ القرار".

واعتبر الصايغ أن لبنان بحاجة لوصاية دولية، لتطبيق ال 1701 بكامل مندرجاته ويُجبر اسرائيل على التوقف".

وقال: "اليوم، لم يعد ينفع إعلان حزب الله القبول بوقف إطلاق النار ، ونحن لا نراهن على الضمائر بل على الوقائع التي تفرض علينا ترتيب الأوضاع بين أميركا واسرائيل ومع ايران لعدم الإنجرار الى حرب اقليمية،  وربما الى حرب عالمية، لأن ايران مرتبطة بالبريكس وبالحرب الروسية الأوكرانية، اضافة الى مناورات الصين التي تهدد تايوان، والاستنفار الحقيقي بين الكوريتين فنحن أمام توسيع لكافة الجبهات واصطفاف عامودي في العالم ورصّ الصفوف في الغرب من كوريا واليابان إلى واوروبا واميركا واسرائيل".

واشار الى أن "التدخل الأميركي الكبير في الشرق الوسط ونشر منظومات متقدمة، لا يعني أننا على بعد من أي حرب عالمية، لافتًا الى أن نتائج الإنتخابات الأميركية الرئاسية لن تغير شيء،  فالعملية أبعد من تموضع سياسي، تتخطى الحسابات السياسية التقليدية، وقد نكون أمام نظام عالمي جديد، يكرّس الثنائية القطبية بين الصين وأميركا".

وفي حديث عن ما حصل في الأمس في بلدة بكفياـ اشار الصايغ الى أن البلدية قامت بواجبها وأوضحت أن لا لزوم للبلبة والامور تحصل حسب الأصول".

ووجّه نداءً لكل رؤساء البلديات والمخاتير واصحاب الشقق بتحمّل المسؤولية الكاملة في  معرفة هوية النازحين، لكي لا تكون البلدات مراكز آمنة لقيادات عسكرية".

وقال: "الخطر يكمن في تواجد قياديين ومسؤولين عسكريين في حزب الله في المناطق اللبنانية حيث يصبح المواطن درعًا بشريًا من حيث لا يدري.

وعن ما حدث في أفقا، أكد الصايغ أنّه "تم الإتصال برئيس البلدية  وأبلغنا بالتفاصيل وتبيّن أن أغلب النازحين هم من أفقا وقاموا ببناء مبانى من دون رخصة، وشبابنا تتابع مع المرجعيات المحلية، بالإضافة الى المتابعة المركزية من قبلنا مع المرجعيات القضائية والأمنية".

وقال: "الموضوع ليس تعدّيًا على اراضٍ مسيحية ووضع يد عليها كما حصل في السابق في لاسا، فحادثة أفقا أخذت طابعًا عائليًا ولا بعد طائفي أو أمني لها".

أضاف: "بالرغم من خلافنا السياسي، نحن حريصون على السلم والأمن في كافة المناطق في جبيل وكسروان وعلى الحفاظ  على كرامة الشيعة في جبيل ولكن نرفض أن تنتقل جبهة الجنوب الى جرود جبيل".

وردًّا على سؤال، اشار الصايغ الى أن "موقف الكتائب واضح بالنسبة لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو يتماشى مع ارشادات البطريرك الماروني"، مؤكدًّا أن "لا اشكالية مع نداءات القمم الروحية ولكن يجب تطبيق القرار 1701 ونشر الجيش في جنوب الليطاني وكافة المناطق اللبنانية وهذا ليس تفصيلًا وهذا الأهم في بيان هذه القمة".

وقال: علينا مخاطبة المجتمع الدولي ليُخاطب بدوره اسرائيل ويؤكد  لها ان لبنان لا يريد الاّ العيش بسلم أهلي والعودة الى المبادرة العربية للسلام 2002".

أضاف: "ما يجمع اللبنانيين من قيم مشتركة أكبر وأهم بكثير من الخلافات السياسية الظرفية".

وشدّد الصايغ أنّه "علينا انتخاب رئيس للجمهورية فورًا دون انتظار وقف اطلاق النار فموازين القوى في مجلس النواب ليست نفسها على الأرض".

وقال: موازين قوى مجلس النواب معروفة ويمكنها أن تأتي بجهاد أزعور رئيسًا للجمهورية، فعلى الرئيس بري الإلتزام وتأمين النصاب، وأنا مستعد لمواكبة نواب حزب الله للتصويت وانتخاب رئيس".