المصدر: جريدة الأنباء الكويتية
الكاتب: زينة طبارة
الثلاثاء 24 تشرين الأول 2023 23:22:31
رأى العميد الركن المتقاعد د.خليل الحلو ان اندلاع الحرب في جنوب لبنان من عدمه، ليس مجرد قرار بسيط تتخذه حارة حريك او تل أبيب عن سابق تصور وتصميم، وذلك لاعتبار انه غالبا ما تندلع الحروب اما نتيجة ظروف وتطورات لم تكن متوقعة، وإما نتيجة أخطاء في الحسابات والتقديرات الميدانية، مشيرا على سبيل المثال الى ان حرب يوليو 2006، لم يكن أي من طرفي الصراع فيها يرغب باندلاعها، انما وقعت في نهاية المطاف نتيجة خطأ في حسابات حزب الله، وهو ما أكد عليه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بمقولته الشهيرة «لو كنت أدري»، ما يعني من وجهة نظر الحلو ان اندلاع الحرب في الجنوب من عدمه بانتظار ما سيتأتى من تطورات ميدانية بالدرجة الأولى وسياسية بالدرجة الثانية.
وعليه لفت الحلو في تصريح لـ «الأنباء» الى انه من الواضح وفقا للمعطيات الميدانية، انه لا حزب الله لديه القابلية لخوض حرب مباشرة ضد إسرائيل، ولا الأخيرة على استعداد لتوسيع رقعة الحرب، ناهيك عن ان الولايات المتحدة ترفض في ظل الحرب الروسية - الأوكرانية التي تستنزفها ماليا وتسليحا ان تتورط بحرب ثانية في منطقة الشرق الأوسط، وتمارس بالتالي من اجل استبعادها، اقصى الضغوطات لمنع انزلاق المنطقة الى حرب قد تتحول في لحظة غير محسوبة النتائج الى حرب إقليمية مفتوحة.
واستدراكا لما تقدم، لفت الحلو الى ان السؤال الطبيعي في ظل المشهدية والعطيات الراهنة، هو ليس ما اذا كان حزب الله يريد حربا ام لا، انما هو ما اذا كانت إسرائيل تريد القضاء على حزب الله ام إبقاءه «مسمار جحا» على حدودها، لا سيما أنها تتمتع اليوم بأربعة مقومات أساسية لخوض حرب لا رحمة فيها ولا تردد، وهي:
1 - الدعم الغربي لها غير المسبوق ودون أي تحفظ باستثناء الطلب منها تخفيف الخسائر المدنية.
2 - تأهب 360 ألف جندي مقاتل استعدادا لخوض الحرب وإنهاء حماس بدخول مؤقت الى قطاع غزة.
3 - صمت المعارضة في الداخل الإسرائيلي ووقوفها الى جانب نتنياهو الى حين الانتهاء من الأزمة.
4 - تحريك الولايات المتحدة ثلث قوتها البحرية ورسوها مقابل فلسطين ولبنان وسورية.
وردا على سؤال، ختم الحلو معربا عن أسفه لكون الغائب الأكبر عن المشهدية الراهنة وعن تحديد الخيارات لاسيما خيار الحرب في الجنوب من عدمه، هي الدولة اللبنانية، بحيث وضعت نفسها في «خبر كان» مكتفية بلعب دور المنظمات والجمعيات الخيرية.