المصدر: Kataeb.org
الأربعاء 13 آذار 2024 19:16:08
رأت عضو المكتب السياسي الكتائب المحامية جويل بوعبود أن عندما أعلن أمين عام حزب الله فتح جبهة الجنوب لمساندة غزة خُرقت قواعد الإشتباك.
بوعبود وفي حديثٍ لبرنامج "مانشيت المساء" عبر صوت لبنان قالت: "حزب الله لا يزال يتعامل مع الحرب بطريقةٍ غير منطقية ولا يزال يُهدّد فيما الدمار بات كبيراً في القرى الجنوب، وكان النائب نديم الجميّل قد نشر مقطعاً عن حجم الدمار في عيتا الشعب ولكنه قوبل بإهانات من قبل جمهور حزب الله، وعندما يريد "الحزب" أن يقول بأنه يقاتل نيابةً عن كل اللبنانيين عليه أن يُظهر من فوّضه، والبيانات الوزارية سابقاً "مسخرة" ولا تعُطِ الحق لحزب الله بمصادر قرار السلم والحرب".
وفي السياق تابعت: "الشعب اللبناني لم يفوّض حزب الله للقتال عنه أو للحديث باسمه بل يريد الدولة اللبنانية أن تقوم بدورها، وحزب الله لم ينفع غزة بشيء فالإسرائيلي بإجرامه قسّم القطاع ودمّره ويقوم بتدمير لبنان اليوم".
وعن وقف التصعيد والوصول إلى حلّ على الحدود الجنوبية قالت بوعبود: "ندعو اليوم لتطبيق القرار 1701 بكل مندراجته خاصةً مع تطبيق القرارات 1559 و1680، وبالتالي الولايات المتحدة تعمل من منطلق حماية أمن اسرائيل من خلال تطبيق هذا القرار، وما نقوم به هو لتغليب المصلحة اللبنانية من خلال تطبيق كل القرارات التي سبقت الـ 1701، أمّا المشكلة اليوم فهي أن بهذه الفترة "هو يعلم" عكس حرب تموز 2006 عندما قال أمين حزب الله "لو كنت أعلم"، ولكنه بات أسير مواقفه ومنزعج من الأصوات المعارضة له ويقوم بحملة تخوين ضد المعارضين، ويريد رئيساً يعطيه غطاء وشرعية أو لا رئيس".
المواجهة بوجه الدويلة
أشارت بوعبود إلى أن أهم عنصر في مواجهة اليوم هو عدم الرضوخ وهذا هو الأمر الطبيعي، أمّا الأمر غير الطبيعي هو الإستسلام للأمر الواقع ونطالب يومياً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت لإعادة الإنتظام للمؤسسات، ولفتت إلى أن فريق الممانعة عموماً ورئيس مجلس النواب خاصةً يعطّلون الإنتخابات الرئاسية فيما يريد برّي أن يبقى مستأثراً بصلاحيات الرئيس وسط المفاوضات القائمة في المنطقة.
وأضافت: "نقولها جهارةً أننا ضد الحرب لأنه لا يحق لحزب الله خطف قرار السلم والحرب من يد الدولة اللبنانية وهذا الأمر لا يُبرّر الإجرام الإسرائيلي وكل ما نسعى للقيام به هو حماية الشعب اللبناني والمصلحة اللبنانية، وفي لقاءاتنا الخارجية نُعيد تذكير المجتمع الدولي بأهمية مساعدة لبنان والإلتفات له وسط الإهتمام الكبير للحدّ كم الخطر الروسي بعد حرب أوكرانيا".
وأردفت بوعبود: "الكتائب لم تُغيّر نظرتها للبنان ولبنان الذي نعيش فيه اليوم لا يشبهنا ولا يشبه الكيان اللبناني الذي كنا شركاء فيه منذ تأسيسه، والحديث بالنظام لا يُعالج مشكلة سلاح حزب الله وبالتالي الحديث أولاً يجب أن يكون عن معالجة ملف حزب الله وسلاحه، وعندما نتكلم عن الطلاق مع "دويلة" حزب الله لا نتحدث بطريقة طائفية ونبحث مع كل المكونات اللبنانية الذين يرفضون العيش بظلّ السلاح".
وقالت: "أرفض ما قامت به إحدى الراهبات في إحدى المدارس ولا يحقّ لها أن تفرض على أي أحد دعم أي حزب فكيف إن كان حزب الله خاصّةً منطقها التخويني، وبالتالي كان الأجدى بها الصلاة للبنان وللجيش اللبناني".
وعن المواجهة أضاف بوعبود: "نحن ديمقراطيون ونتحدث بمنطق الدولة ولكن إن اتّجهت الأمور نحو المساس بمنازلنا وأرضنا لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا قادرون في أي لحظة أن نتحوّل إلى جنود للدفاع عن أرضنا وبيوتنا".
وأضافت: "من المؤكد أن الهوية اللبنانية اليوم في خطر ولبنان الحرية والإنفتاح والحضارة وباتت سمعتنا في الخارج سيئة بسبب حزب الله، وتغيب اليوم الإستثمارات الخارجية والفُرص بحياةٍ كريمة للشعب اللبناني، ونحن أمام عدّة خيارات منها المغادرة، الرضوخ أو الخروج من لبنان لكننا نختار المواجهة، وسبق وأن حاول الفلسطيني والسوري أن يواجهونا لكننا قلبنا موازين القوى حينها، ولا مانع لدينا لحماية وجودنا الحر في بلدنا اليوم".
ملف رئاسة الجمهورية
في كلامٍ عن استحقاق رئاسة الجمهورية لفتت عضو المكتب السياسي الكتائب المحامية جويل بوعبود إلى أنه ليس بعيداً أن حزب الله لا يريد رئيساً للجمهورية في الوقت الحالي وقالت: "أي كلمة سرّ خارجية يتلقاها فريق الممانعة وليس المعارضة لأن سياستنا لبنانية وسبق أن أفشلنا المبادرة الفرنسية عندما كانت تدعم وصول مرشح حزب الله للرئاسة، ونمد يدنا لأي مبادرة وندعو للتوجه إلى مرشح وسطي لأن المعارضة سبق وأن تنازلت عن مرشحها ورشحّت شخصية وسطية، ولا يجب تصوير الحوار على أنه طاولة مستديرة لأن الحوار قائم بين الأطراف اليوم لكن لم نلمس نية من الفريق الآخر لملاقاتنا إلى نصف الطريق".
وأضافت: "نرفض طرح بري الذي يشترط الحوار مُقابل انتخاب رئيس للجمهورية، فهل هناك أي حوار قبيل انتخاب رئيس مجلس النواب؟ والتعطيل هو من قبل فريق الممانعة".
وتابعت بوعبود: "علاقتنا جيدة مع كل أفرقاء المعارضة وخاصّةً حزب القوات وهذا الأمر نترجمه في إجتماعات المعارضة ورحّبنا بطي الصفحة بعد الإنتخابات النيابية ونرصّ الصفوف اليوم لحماية وطننا لأن لبنان على مفترق طريق مهم جداً، ونتواصل مع التيار الوطني الحر لكن حتى اليوم نرى أن مواقف باسيل "إجر بالبور إجر بالفلاحة" خاصّةً بعد رفض مبدأ وحدة الساحات ودعم "المقاومة" لكن نأمل أن يعود التيار إلى تموضعه الحقيقي كما كان قبل العام 2005".
وعن تذليل العقبات نحو الرئاسة قالت: "فريق الممانعة هو من نسف مبادرة كتلة الإعتدال وبالنسبة لنا رفضنا الحوار المطروح بالشكل الذي يريده نبيه بري لأنه طرف ويقوم بمعركة وصول فرنجية ولا يمكنه أن الحكم واللاعب في الوقت عينه، وبظلّ إرساله لميليشيا للقتال وتعطيل الإنتخابات الرئاسية عليه أن يحسم موقفه".
عن العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت
رأت بوعبود أنه لو مهما طالت الحقيقة فلا بدّ أن تنجلي عندما ما يكون هناك من يُطالب بها، وأشارت إلى أنه في وقفة مع أهالي الضحايا الشهر الفائت قالت لها إحدى زوجات الشهداء "أنها لن تكلّ بالمطالبة بالحقيقة إلى حين تحقيق العدالة".
وبالحديث عن القضاء قالت: "كان للقاضي عويدات صفحة سوداء سابقاً ولم نرَ شيئاً حتى اليوم من القاضي حجار، وكان لافتاً حديث بري عن ضرورة الوصول إلى نتيجة بالتحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت، وإن كان جدياً فليرفع يده عن علي حسن خليل وغازي زعيتر وليذهبوا إلى التحقيق، والإتهام السياسي مُهمّ ولكن الإتهام القضائي هو الأهم لأن الحقيقة تُحرّر فعلاً وتُنهِ الحداد، وحتى لو كان عدد من الطلوبين للتحقيق يستأثرون بالسلطة اليوم لكن سيُحاكمون عاجلاً أم آجلاً".
الوجود السوري من أخطر الملفات
أمّا بالحديث عن ملف السوريين قالت بوعبود: "ملف الوجود السوري في لبنان هو من أخطر الملفات في لبنان خاصّةً التغير الديمغرافي الذي يحدثه هذا الوجود ناهيك عن "الهجرة الإقتصادية" والولادات غير المسجّلة التي تُنذر بالأسوأ وفقاً إلى بعض الإحصاءات التي تشير إلى أنه بحلول عام 2050 سيتخطى عدد السوريين في لبنان عدد المواطنين اللبنانيين وفقاً لوتيرة الولادات الحالية، وأستغرب كيف وزير إعلام لا يطّلع على التصاريح في الإعلام ويمكن العودة إلى موقع حزب الكتائب للإطلاع على أرشيف مواقفنا وتصاريحنا بشأن الملف السوري عوضاً عن اتهامنا، وبالتالي حلفائه هم من كانوا في الحكومة، أمّا على الأرض فحزب الله هجرهم من أرضهم في سوريا عندما دخل لمساندة نظام بشار الأسد".
أمّا على صعيد آخر فقالت :بالنسبة لي يوم 14 آذار هو من أنبل الأيام التي شهدت عليها، وهذا اليوم يعطينا الأمل بتكرار ثورة الأرز لتحرير وطننا من سطوة السلاح وكل الظلام الذي يسيطر عليه وأتمنى أن يعود التيار الوطني الحر إلى روحية 14 آذار ما قبل اتفاق مار مخايل".
وختمت بوعبود بالقول: "منطق التناقضات السياسية في لبنان لا يشبهنا ولكن هناك مواضيع يجب أن تُبحث بين كل الأطراف لتوضيح عدد من الأمور وإرساء ثقافة سياسية جديدة في لبنان مبنية على الوضوح".