بو عبود: الأمل الوحيد هو تغيير المسؤولين اللامسؤولين وتأجيل الانتخابات سيجرّنا إلى مكان صعب جدًا

وصفت عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب جويل بو عبود المشهد الذي نراه في القضاء بأنه موجع، مشيرة إلى أننا نشهد ضربة كبرى لهيبة القضاء، تتمثل بتدخل السياسة في القضاء بأبشع صورها.

ورأت في حديث ضمن برنامج "حوار أونلاين" من "صوت لبنان" أن ما نراه هو تصفية حسابات سياسية، منبّهة من أنه إذا ضُرب القضاء فلن يبقى دولة مؤسسات ودولة قانون.

وأكدت بوعبود أن الأمل الوحيد هو في تغيير المسؤولين "اللامسؤولين" الذين لن يتمكنوا من القيام بأي أمر جيد للبلد، معتبرة أنهم ولو أرادوا فإن الفريق الآخر لن يسمح لهم، وأردفت: "أفرقاء المنظومة بالتسوية التي أبرموها إن لم يتفقوا ويتحصاصوا يُدمّروننا وإذا اتفقوا يُدمّروننا أيضًا".

وردًا على سؤال عن الثورة قالت: "من غير الجائز أن يبقى الناس في الشارع دومًا فلديهم أعمالهم، مشيرة إلى أن السلطة لم تترك شيئا للثوار من التخوين إلى الملاحقات وإطلاق الرصاص وغيرها".

وشددت على أن السلاح غير الشرعي يؤثر على الناس بالترغيب وليس فقط بالترهيب، معتبرة ان الثورة باتت في الذهن، واضافت: "الثوار لم يختفوا وهم كَرِهوا المنظومة لأنّها تُذلّهم يوميًا، إنّما الثورة لا تترجم فقط في الشارع بل في صناديق الاقتراع".

ودعت بوعبود إلى تشكيل حكومة مستقلة تبدأ بإجراءات سريعة لوقف الانهيار وتُجري مفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتنفذ الإصلاحات للبدء بالمشاريع وتحضّر للانتخابات النيابية.

واعتبرت بوعبود أن الحكومة في حال تم تأليفها فلن تكون مستقلة ، لافتة إلى أن هناك تخوّفًا من أن تشبه الحكومات السابقة، لكننا نطالب دائما بحكومة مستقلة.

وأشارت الى أن هناك عرقلة داخلية تقف أمام التشكيل وإن كان هناك شق خارجي.

وعن لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقائد الجيش العماد جوزاف عون رأت أن اللقاء رسالة تؤكد دعم الجيش اللبناني بوصف المؤسسة العسكرية هي المؤسسة الشرعية، كما اعتبرت أن دعم الجيش ينزع ذريعة من يد حزب الله.

وعن الاستحقاق الانتخابي قالت: "إنه معركتنا، مؤكدة اننا لن نسمح بتأجيل الانتخابات والتزوير، من هنا نطالب بإشراف دولي على الانتخابات".

وعن الاستعراضات والاستفزازات التي حصلت الأيام الماضية رأت أنها هدفت إلى إحداث خضة أمنية تأخذ البلد الى مكان لكن وعي الناس يقف دائمًا بالمرصاد أمام مثل هذه المحاولات.

وأكدت ان استفزاز اللبنانيين لم يكن مقبولًا ، مطالبة ما تبقى من الدولة باتخاذ إجراءات دعا إليها بيان المكتب السياسي الكتائبي.

بوعبود التي أسفت للأزمات اللامتناهية من المعيشية إلى المالية والاقتصادية والصحية، لفتت الى أن السلطة لا تهتم باللبنانيين ما أدى إلى إحباط بعضهم وتفكيره بالهجرة، لكنّ البعض الآخر قرّر البقاء لأنه متمسك بالأمل وبإمكانية التغيير من خلال الانتخابات النيابية، مشددة على ضرورة بذل الجهود والتضامن لإحداث التغيير في صناديق الاقتراع.

وشرحت بوعبود أن هناك ثلاث عقبات تواجه البطاقة التمويلية، الأولى: التمويل، الثانية: مَنْ سيُوزّعها ومن هم المستفيدون منها؟ والثالثة: إن تم توزيعها بعدل على الطبقة الفقيرة فماذا سيحل بالطبقة الوسطى؟ وأضافت:  "المشكلة الأهم تتمثل في التمويل فإن كان من الاحتياطي فهذه أموال الناس ولا يجوز المسّ بها".

وعن رسالة رئيس الجمهورية التي ناقشها مجلس النواب قالت: "كمن فسر الماء بالماء".

وجددت مطالبتها باستقالة النواب من البرلمان وقالت: "فليجرؤ أحدهم ويتخذ الخطوة، معتبرة أن أفرقاء السلطة في حال فكروا بالاستقالة فمن باب النكايات لفرط تشكيل الحكومة".

وردًا على سؤأل قالت: "نتأكد يوميًا من صوابية موقف نواب الكتائب بالاستقالة من المجلس النيابي، فقد حاولنا المعارضة من الداخل واعترضنا على ملفات عديدة من النفايات إلى التوتر العالي ورفضنا الضرائب ووجهنا الأسئلة الى الحكومة، لكن لا حياة لمن تنادي وأردفت: "من لديه حس بالمسؤولية لا يبقى في المجلس النيابي خصوصًا بعد انفجار 4 آب.

وسألت مع المشهد الذي نراه في القضاء كيف سنصل إلى التحقيق في انفجار مرفأ بيروت؟

وعن الانتخابات النيابية أشارت إلى أن أفرقاء السلطة سيقومون بكل شيء لتأجيل الانتخابات، لكن الخطر هو في اقتناع اللبنانيين بعدم إمكانية حصول الانتخابات، من هنا لا بد من الضغط لاحترام المواعيد الدستورية وهذا أقل الإيمان.

وأكدت أن تأجيل الانتخابات فيما لو حصل سيجرّنا إلى  مكان صعب جدا.

ورأت أن قانون الانتخابات ليس عقبة، مشيرة إلى اننا إن انتظرنا إقرار قانون انتخابي جديد فالمجلس النيابي سيُقرّ قانونًا أسوأ من القانون الحالي، جازمة أنه حتى في ظل القانون الحالي فإن الناس قادرة على التغيير.

وطالبت باحترام لمواعيد الدستورية، مؤكدة أن المجتمع الدولي معنا، ولافتة الى أن الضغط على الأرض سيكون كبيرًا لأن المعركة الانتخابية أمّ المعارك.

وتابعت: "إن أراد الناس التغيير فهم قادرون عليه بأي قانون انتخابي".

وعن جبهة المعارضة قالت: "هناك وعي كبير في الجبهة وحتى في المجموعات التي لا تنضوي في جبهة معارضة، بان هناك ضرورة لخوض المعركة بلوائح موحدة وتابعت: "نحن نعمل على هذا الأساس لأن الخصم متجذر وشرس ويملك كل الامكانيات ولديه المؤسسات والمال والسلاح وإن لم نكن موحدين لن نكسر الطوق".

وختمت بوعبود داعية الناس الى الأمل وعدم اليأس.