تفاؤل حذر في لبنان حول الهدنة.. "الشيطان يكمن بالتفاصيل"

يحبس اللبنانيون أنفاسهم بانتظار وقف نار الحرب الإسرائيلية التي توسعت في الآونة الأخيرة لتطال مناطق عدة خارج الضاحية الجنوبية لبيروت، ضاربة قلب العاصمة.

ففيما أكدت مصادر محلية أن السلطات اللبنانية أبلغت واشنطن موافقتها على اقتراح وقف النار الذي عرض سابقاً مع بعض التحفظات، حذر مراقبون من التفريط في الأمل والتفاؤل، لاسيما أن “الشيطان يكمن في التفاصيل”.

كما أشارت مصادر لبنانية إلى أن رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي ومساعديه، على اتصال دائم بالمفاوض الأميركي آموس هوكستين من أجل صياغة المسودة النهائية التي ستقدم إلى الجانب الإسرائيلي.

اللمسات الأخيرة
ويصل هوكستين إلى بيروت غداً الثلاثاء لوضع اللمسات الأخيرة على المقترح الذي عرض الأسبوع الماضي، بعد أن أفادت المعلومات بأن نقطة لا تزال عالقة، ألا وهي من سيراقب تنفيذ هذا الاقتراح.

وكانت مصادر دبلوماسية أكدت للعربية/الحدث أن المبعوث الأميركي سينتقل، الثلاثاء، من بيروت إلى تل أبيب، لتسليم الجواب اللبناني على المقترح الأميركي، لافتة إلى أن بري تبلغ جواب الحزب على هذا المقترح.

نقاش طويل؟!
كما اعتبرت أن “نص اتفاق وقف النار جيد لكن صياغته تظهر أن إسرائيل هي المنتصر، وبالتالي قد لا يتم تمريره”. وأوضحت أن “حزب الله يعتبر أن المقترح الأميركي يشكل إطاراً تأسيسياً لأي اتفاق غير أنه يحتاج لنقاش طويل”.

تأتي تلك الزيارة للضيف الأميركي بعدما أكد مسؤول حكومي  لبناني، يوم الجمعة الماضي، أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، عارضة “مقترحاً أميركياً من 13 نقطة”.

كما أشار إلى أن “بري طلب حينها مهلة 3 أيام” لدرس المقترح، موضحاً أن الجانب الإسرائيلي “لم يعلن موقفه منه بعد”.

ويرتكز هذا المقترح الذي لم تكشف كامل تفاصيله على القرار الأممي 1701 الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله في تموز 2006، ونص على بسط الجيش اللبناني سلطته على الجنو ب اللبناني، وسحب السلاح والمسلحين. كما يتضمن هدنة أولية تمتد لمدة 60 يوماً.

يذكر أن إسرائيل كانت كثفت تصعيدها وغاراتها على كافة المناطق اللبنانية، لاسيما الجنوب والبقاع شرقا، والضاحية الجنوبية لبيروت منذ سبتمبر الماضي.

كما أطلقت عملية برية في الجنوب وصفتها بالمحدودة، حيث توغلت قواتها في عدد من البلدات الحدودية، مكثفة قصفها الذي دمر عشرات القرى.

فيما ارتفع عدد القتلى اللبنانيين إلى أكثر من 3800، منذ بدء الصراع العام الماضي، بعد أن فتح حزب الله ما أسماها “جبهة إسناد غزة”.