حملة ضد مجموعات "حزب الله" في سوريا

مع وضع الإدارة السورية الجديدة ملف استعادة السيطرة الأمنية، في مقدمة سلّم أولوياتها، عقب سقوط نظام بشار الأسد، ذكرت أوساط مطلعة بدمشق أن تحضيرات مكثفة تجرى حالياً لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في منطقة اللجاة الاستراتيجية الواقعة في ريف درعا الشرقي، لملاحقة مجموعات متهمة بالتعاون مع «حزب الله» اللبناني، إضافة إلى مجموعات تتورط في عمليات خطف وتهريب.

ويُتوقع أن تشارك في العملية العسكرية عدة فصائل محلية من المنطقة، إلى جانب قوات من «اللواء الثامن»، التابع لغرفة عمليات الجنوب بقيادة أحمد العودة، بعد أن أفادت منصات بالتوصل إلى اتفاق بينه وبين الإدارة الجديدة بشأن قبوله حل فصيله وتسليم سلاحه واندماجه في الجيش الجديد.

كما ستشارك إدارة العمليات العسكرية في الإشراف على تنفيذ الحملة التي تشير المعلومات إلى أنها ستكون مركزة في المناطق التي تسيطر عليها هذه المجموعات، والتي تُعدّ من أبرز بؤر الأنشطة غير القانونية في المنطقة المتاخمة للحدود الأردنية.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة "رويترز" أن دمشق تشهد جولات مفاوضات مكثفة، لبحث وضع قوات سورية الديموقراطية (قسد)، في ظل حشد الإدارة الجديدة لقواتها بمحاذاة مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية وضغطها باتجاه توحيد جميع الفصائل المسلحة تحت سلطة جيش جديد.

ونقلت الوكالة عن مصادر، بينها 5 أشخاص شاركوا بشكل مباشر في مناقشات مكثفة خلال الأسابيع الماضية، أن «مفاوضين دبلوماسيين وعسكريين من الولايات المتحدة وتركيا وسورية، بجانب (قسد)، يبدون أكبر قدر من المرونة والصبر» في المفاوضات الرامية لوضع حلّ لعُقدة السلاح الكردي.

وأوضحت 6 مصادر للوكالة، أن تلك المفاوضات «قد تمهد الطريق لإتمام اتفاق خلال الأشهر المقبلة، يتضمن مغادرة بعض المقاتلين الأكراد من شمال شرق سورية، ويضع آخرين تحت قيادة وزارة الدفاع الجديدة».

وفي الوقت نفسه، «تُعقد مفاوضات أيضا - كل على حدة - بين هيئة تحرير الشام (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) وكل من واشنطن و(قسد) وأنقرة»، التي ترى في «السلاح الكردي» تهديدا لأمنها القومي.

وفي وقت تشهد المناطق الكردية السورية تحركات حساسة لتوحيد صفوف مكوناتها للمشاركة بجهود صياغة الوضع المستجد بدمشق، عُثر على جثة القيادي في المجلس الوطني الكردي، إسماعيل فتاح، مقتولاً في ظروف غامضة ببلدة القحطانية قرب مدينة القامشلي، شمال محافظة الحسكة بشرق سورية، فيما اتهمت مصادر من ذويه قوى الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) باختطافه مع سيارته قبل تعذيبه وقتله. وعلى صعيد المعارك بين «قسد» والفصائل السورية المدعومة من قبل الجيش التركي، قتل 12 عنصرا من الفصائل، في محيط سد تشرين، إضافة إلى 8 من القوات الكردية خلال أقل من 24 ساعة.

وأوضح المرصد السوري أن محور سد تشرين وجسر قره قوزاق شهد قصفا مدفعيا تركيا، إضافة إلى هجمات استهدفت عناصر «قسد» بطائرات مسيّرة. وجاء ذلك بالتزامن مع استئناف القنصلية التركية العامة في حلب، أنشطتها الدبلوماسية عقب تعليقها عام 2012 على وقع الحرب الأهلية.

إلى ذلك، برزت دعوة أطلقها أحمد بدرية، ممثل قائد الإدارة السورية أحمد الشرع، ليهود سورية من أجل العودة إلى بلادهم الجديدة وبنائها، بعد أن نشرت صفحة يهود الشام على «فيسبوك»، رسالة شكر للقائد الشرع ولممثله على دعمها لعودة اليهود لديارهم والتفاف الحكومة الجديدة حول مكونات الشعب السوري بكل طوائفه ومذاهبه. ودعت الصفحة يهود دمشق وحلب إلى العودة وزيارة كنيس جوبر بالعاصمة، وإلى «إعادة بناء ما قاموا بتخريبه وللبيوت التي سُلبت وللقصور التي أخليت وبيعت قسرا، بعد أن فتحت دمشق ذراعيها لكم».