حنكش: الطبقة السياسية عقيمة وأفرقاؤها فاشلون ويدمّرون أنفسهم والبلد والشعب معهم

استهل رئيس إقليم المتن الكتائبي النائب المستقيل الياس حنكش حواره عبر صوت لبنان ضمن برنامج حوار اونلاين بالدعوة لدقيقة دقيقة صمت وتضامن وصلاة مع اهالي انفجار المرفأ، مؤكدًا أن الـ200 شهيد ليسوا مجرد رقم  وكذلك الجرحى الذين سقطوا بالآلاف، مشيرًا إلى أننا عشية الأعياد لا يمكن إلا أن نفكر بالعائلات التي هُجّرت من بيوتها.

ووصف حنكش أفرقاء الطبقة السياسية بأنهم فاشلون وليسوا على قدر المسؤولية، وقال: "قرفت" من الكلام، فهذا ما يعرفون القيام به، هذه الطبقة عقيمة وليس لديها القدرة على الانتاج وأفرقاؤها يدمّرون أنفسهم بأنفسهم لكنهم يُدمّرون معهم البلد وطموحات الشعب اللبناني".

وإذ أكد أن الثورة مستمرة وبأشكال عديدة، لفت إلى أن هناك استحقاقًا قادمًا سيثبت التغيير، مشددًا على ألا تغيير الا بالانتخابات النيابية.

وعن البحث في قانون الانتخابات قال حنكش: "أخجل من أن يجتمع مجلس نيابي ليناقش قانونا انتخابيا في وقت وقع فيه تفجير بحجم قنبلة نووية، هم يجتمعون للمزايدة والفلكلور، سائلا: "كيف يمكنهم ان يتابعوا الحياة وكأن شيئًا لم يحصل"، مضيفًا: "الدنيا كلها يجب ان تتوقف وهكذا تصرفنا واستقلنا من مجلس النواب".

وجدد التأكيد أن الاستقالة مسألة أخلاقية، سائلا: "هل يمكن الاستمرار وكأن شيئا لم يكن"؟ وتابع: "لا أريد لقب سعادة النائب بل أريد بلدًا لأولادنا".

وكرر أننا أي نواب الكتائب استقلنا من المجلس النيابي، لأننا لا نستطيع ان ننتج بوجود هكذا تركيبة التي تجتمع عند الأمور المصيرية من التسوية الرئاسية إلى الموازنات والنصاب وغيرها.

وإذ ذكّر بنهج المحاصصة الذي تستمر المنظومة في اعتماده سأل: "ماذا بقي للتناتش؟"

وجزم بأن نهج حزب الكتائب لم يتغيّر فهي تتأقلم مع كل المراحل، وتابع: "نحن فخورون بماضينا والأخطاء نتعلّم منها، نتابع بكتائبيتنا والناس تحاسبنا".

ولفت حنكش إلى أن المنظومة موجودة منذ 30 سنة في الحكم وقد حرقت الشعب بأكمله وطيّرت امواله وآماله، فماذا ننتظر اكثر مما حصل"؟

وتطرق الى التغيير في الرأي العام والذي لا بد من أن يظهر في الانتخابات النيابية وقال: "49% من الناس الذين لم ينتخبوا من المؤكد انهم لن ينتخبوا السلطة التي أوصلتنا الى هنا، وقد اظهرت إحصائية الدولية للمعلومات أن 52% ممن صوّتوا للأحزاب في المرة الماضية سيغيرون موقفهم".

واكد ان النواب المستقيلين والمجموعات على الأرض والتي تتفاعل مع الثورة تعمل على تنظيم جبهة ستُنجز قريبًا لنقدّم خيارًا آخر للشباب اللبناني.

وذكر بأننا مررنا بتجارب كثيرة وكبيرة ولكن علينا ألا ننتظر أحدًا بل أن نُقرّر مصيرنا كلبنانيين بأنفسنا.

واكد ان الشعب لن يتراجع عن المكان الذي وصل إليه فهو جارِف، ربما همد لوقت قليل، لكن الثورة أقلعت والتغيير يحتاج وقتًا لأننا نتعاطى مع منظومة لن تسقط بالضربة القاضية لكنها تهتزّ مع كل ضربة.

ووجه التحية لطلاب اليسوعية على التجربة الديمقراطية رغم التشويه والتشويش والغطرسة والتعدي الذي حصل الأربعاء، مشيرًا إلى ان نتيجة الانتخابات الطالبية مشرّفة للجميع وأردف: "نحن من خلالها نرى التغيير الكبير".

وأسف حنكش لأننا بتنا نعيش بغريزة حيوانية نأكل وننام، وأضاف: "الأسعار ارتفعت بشكل هستيري والرواتب على حالها فكيف ستعيش الناس؟ والمؤسف أن البعض ما زال يصرخ ليقف الى جانب هذه الدولة وتلك، موجهًا السؤال لهذا الفريق: "لماذا تقحموننا في صراعات لا علاقة لنا بها"؟

وشدد على أن اللبناني يحتاج إلى خيار بديل، وقال: "ستتكوّن الجبهة التي ستقدّم الخيار الآخر بمن حضر لتضمّ أكبر عدد من الشخصيات والمجموعات التغييرية والنواب المستقلين لخلق توازن مع أهل السلطة الذين لم يتبقَّ أمامهم إلا تقديم الخدمات".

واعرب عن أسفه لخيبة الأمل لدى كل المغتربين، متضرعًا إلى الرب أن يحمي كل الدول التي احتضنت اللبنانيين ليعيشوا بكرامتهم.

وإذ لفت الى أن البعض يريد مناصرة ايران ضد أميركا وأن يُدخل لبنان في الكباش بين الخليج واليمن، سأل: "هل من تدمير أكبر لهذا الشعب الذي يتلقى الضربات من كل الجهات"؟

وأكد ألا ثقة بالسلطة من المجتمع الدولي والدليل أن المساعدات بعد انفجار مرفأ بيروت لم تمر بالدولة بل بالجمعيات، فلا ثقة بالسلطة وما من اعتراف بها.

وأشار الى ان هناك عزيمة وصلابة لدى الشعب اللبناني والتي لن يقوى عليها شيء وهي التي تجعلنا نستمر.

وعن خارطة الطريق للخروج من الأزمة قال حنكش: "تبدأ بحكومة مستقلين لوقف الانهيار لتتمكن الدول من الوثوق بالحكومة ومساعدة لبنان، فالدول لن تمنح ليرة واحدة للبنان قبل حكومة المستقلين، بعدها يجب الذهاب الى الانتخابات النيابية النزيهة وعند تجديد السلطة وفرز تمثيل صحيح سينتج عنه رئاسة مجلس نواب جديدة وانتخاب رئيس للجمهورية وهكذا نعيد انتاج السلطة، وبعد إنتاج السلطة، نذهب إلى طاولة حوار لحل موضوع السلاح خارج الدولة، فلا يمكن غضّ النظر عن السلاح المتفلّت والدويلة داخل الدولة، وبعدها نذهب إلى طاولة حوار ومصالحة ومصارحة لإعادة صياغة للنظام اللبناني الذي مات، ونذهب للامركزية وقد قدّم النائب سامي الجميّل قانون اللامركزية في العام "2015.

وذكّر أن حزب الكتائب انتفض على الواقع منذ حكومة تمّام سلام واستقال وزراؤه منها وكذلك واجه الضرائب والنفايات والتوتر العالي والموازنات الوهمية، مشيرًا إلى أن الكتائب قام بثورة قبل الثورة.

وتابع: "مسار الثورة سار معنا قبل الثورة، برغم محاولات العزل والاضطهاد التي مورست علينا، وكنا موجودين منذ اندلاع الثورة من اليوم الأول فقد كنت في جل الديب مع المجموعات رغم حالات الرفض وبقينا في الصفوف الخلفية ونزلنا بالعلم اللبناني وتابعنا المسار وصارت الثقة تتراكم مع مجموعات الثورة لحين قبولها بالكتائب الذي ثار على كل التركيبة الموجودة واستقال من مجلس النواب.

وأوضح أن الفرق بين الكتائب والمجموعات التي تنتفض بحرص على بناء وطن جديد أن الكتائب خسرت المقاعد النيابية، ولكن كانت الاستقالة القرار الأسهل امام هول الجريمة للضغط من خارج المؤسسات المعطلة لبناء وطن جديد بكل الوسائل الديمقراطية.

وعن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، قال: "التفكك الذي نراه والاهتراء وخصوصًا التعطيل في تأليف الحكومة يفتح المجال للحديث عن توسيع الصلاحيات وكل جهاز من اجهزة الدولة ملزم بالتعاطي مع أمر واقع".

وشكر حنكش كل دركي وكل عسكري على الحاجز وعلى الحدود وكل عنصر أمن دولة وأمن عام ومخابرات، داعيًا إلى استيعاب الثقل الملقى على كاهلهم رغم انهم لا يستطيعون ربُما ان يعيلوا أبناءهم.

وتابع يقول: "نحن اليوم تحت حماية الأجهزة أو ما تبقى من شكل دولة يتمثل بهذه الأجهزة ورغم الملاحظات على كل جهاز إنما من حيث المبدأ أحيي كل عنصر يحكّم ضميرة ليعرف كم أن مهمته سامية لأنه سيساهم ببناء بلد لأولاده.

وختم حنكش: "ما من حل للأزمة إلا بتشكيل حكومة مستقلين وللأسف ما زالوا يضيّعون الوقت فيما نحن نئنّ من الوجع والجوع، فإما أنهم لا يشعرون أو يشعرون لكنهم مجرمون".