رفيق غانم: لبنان ليس ساحةً مفتوحةً ونريد رئيسًا للجمهورية لا يطعن في ظهر اللبنانيين

رأى رئيس جهاز الفكر الكتائبي المحامي رفيق غانم أن لبنان في حالة انتظار وترقب وقلق وخوف من المصير منذ 14 نيسان 1975، ينتظر الحلّ والخلاص، ولا يزال لبنان في قلب الإنتظار والمشكلة المعقّدة، علمًا أن إتفاق الطائف كان حلقة مهمّة في التاريخ اللبناني ولو طبّق لكنا خرجنا من دوامة الإنتظار ولكنّه لم يطبّق حتى اليوم.

كلام غانم جاء ضمن برنامج أحاديث بيروت عبر قناة اليوم حيث أشار الى أنه في العام 1975 كان "العامل الفلسطيني" السبب لما جرى في لبنان ولما يسمّى بالحرب الأهلية، لافتًا الى أن تسميتها بالحرب الأهلية مغلوط لأنها كانت إفتعالًا لحرب ومشاكل بين اللبنانيين بسبب خطأ الفلسطينيين بنظرتهم للبنان والى الواقع اللبناني، مؤكدًا أن الفرق شاسعٌ بين 1975 و2024.

وشدّد غانم على أن اتفاق القاهرة وُقّع في ظروف معينة وصعبة قد تكون بالرغم من ارادة اللبنانيين، لأن اللبنانيين يطمحون الى السلام في لبنان وإبعاد أشباح الحرب عنه، لافتًا الى أنه لم يكن بإمكان السلطة اللبنانية آنذاك تخطّي هذه الظروف والخروج منها دون توقيع اتفاق القاهرة ولم يكن هذا الحل الأفضل وممثلًا لإرادة قسم كبير من اللبنانيين.

وعن الجبهة المفتوحة في الجنوب، سأل غانم: "هل كان من الضروري إدخال لبنان في هذا النفق؟" مؤكدًا تعاطفه وتضامنه واحترامه لما يحصل في غزة وللأهالي والمدنيين وإدانته لإسرائيل التي تفتقد المقاييس الإنسانية والأخلاقية، الخارجة عن النظم القانونية الدولية.

وقال: "لم يكن من الضرورة نقل هذه الحرب الى لبنان التي عرّضت الجنوب للتدمير".

وعمّا يقوله حزب الله بأن هذه الحرب ليست فقط لمساندة غزة بل هناك معلومات بأن اسرائيل كانت تنوي القيام بضربة استباقية على لبنان بعد الإنتهاء من حرب غزة، قال غانم: "كل ذلك هو فرضيات وليست ثوابت، فكل فريق يدخل في صراع معيّن يضطر الى إعطاء مبررات".

وأكدّ "اننا نرفض تعريض لبنان للدمار ولخطر الحرب، ونتعاطف مع أهلنا في الجنوب وما يهمّنا عدم تعريضهم للموت والتهجير"، مشدّدًا على أن "الجنوب في قلب لبنان ولم يكن يومًا مستقلًا عنه".

وأشار الى أننا "نختلف مع حزب الله بما يجري في الجنوب، ولا نريد الدخول في مواجهة معه بل ما يهمّنا التحدّث بواقعية عن نظرتنا مع الشعب اللبناني لما يجري وتخوّفنا من اندلاع حرب شاملة".

وقال: "تدّخل حزب الله في حرب غزة، عرّض البلاد للخطر دون إفادة غزة وبالنسبة لنا لم يكن ضرورة لذلك".

ولفت غانم الى أن "داخل البلد وجهات نظر مختلفة، فلا عداوة بيننا وبين حزب الله انما خصومات ونظرات مختلفة الى ما يجري على الساحة الإقليمية واللبنانية".

وقال: "نحن كلبنانيين لنا دور أن نفكّر سويًا وأن نحترم مشاعر ومواقف بعضنا البعض للوصول الى قواسم مشتركة واعتبارها حلًا للقضية اللبنانية وننطلق منها بكل وضوح الى الخارج ونفرض ارادتنا وموقفنا الموحد".

أضاف: "علينا أن نحكّم العقل والوطنية الصحيحة الموجودة عند كل اللبنانيين لإنقاذ هذا الوطن، فلنبحث جميعًا عن حقيقة الخلاص للبنان وقيامه".

واعتبر غانم أن "قرار السلم والحرب يجب أن يكون محصورًا بيد الدولة اللبنانية فقط"، قائلًا: "لبنان ليس ساحةً مفتوحةً، إنما هناك دولة ودستور وقوانين علينا جميعًا احترامها والإلتزام بها، ولينحصر دور الدفاع عن لبنان فقط بالجيش اللبناني".

أضاف: "مخاطر اسرائيل ليست فقط على الجنوب إنما تمتد على كل لبنان، فشهداء الجنوب هم شهداء لبنان".

وسأل: "لماذا لا نسعى الى تقوية وتعزيز قدرات الجيش اللبناني؟"

وأكدّ غانم أن "المطلوب من حزب الله الّا يعرّض لبنان للمزيد من المخاطر، ولحرب تدميرية كما يحصل في غزة".

وقال: "المهمّ أن يكون لدينا مقاومة سياسية ديبلوماسية قوية أمام الخارج دفاعًا عما يجري في غزة لتجنيبها الدمار والخراب، ولكن هذا لا يعني أن تكون مساعدة غزة على حساب لبنان وسلامة أمنه".

وعن دور المعارضة في مواجهة خيارات الحزب، اعتبر غانم أنّه "علينا التعاطي مع حزب الله كحزب لبناني له ارتباطات خارجية، ولكن لتدافع ايران عن نفسها داخل بلدها".

وسأل: "لماذا علينا دائمًا انتظار الإنتخابات الأميركية والفرنسية والإيرانية وغيرها لتحديد سياسة لبنان ومصيره، فلسنا مضطرين لربط أنفسنا بمصير البلدان الأخرى".

واعتبر غانم أن "اتهامنا بالعمالة والخيانة غير مقبول كليًّا، فنحن منذ التاريخ أولويتنا لبنان ومصلحة شعبه".

ودعا حزب الله "للعودة الى لبنانيته، واحترامه لنظرتنا ولإرادة قسم كبير من اللبنانيين الرافضين للحرب التي جرّنا اليها".

ولفت الى أن "البداية تكون من تطبيق اتفاق الطائف بالكامل والوصول الى الغاء الطائفية السياسية وتطبيق جوهره الذي يعدل بين اللبنانيين في تقاسم السلطة"، معتبرًا أن "النظام في لبنان بحاجة الى نظرة وتفكير جديد، وعلينا تطويره دون الهدم."

وأكدّ غانم أن "تطبيق اللامركزية الإدارية التي طالبنا بها هو جزء مهم من حلّ الأزمة اللبنانية، ونحن لسنا بوارد طرح الفدرالية".

وقال: "المطلوب دولة لبنانية تنظم ادارتها وتسهّل حياة اللبنانيين لتأمين الإستقرار الإداري والإجتماعي".

ولفت الى أن "ما نطلبه اليوم أن يذهب النواب الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية وفقًا لما ينصّ عليه الدستور اللبناني".

وقال: "الدستور لا ينّص على انتخاب رئيس للجمهورية بالحوار، فلسنا مع حوار دستوري داخل المجلس النيابي للتوصل لانتخاب رئيس، إنما مع مناقشات للتوصل الى توافقات معينة".

وأضاف: "نريد رئيسًا للجمهورية لا يطعن في ظهر اللبنانيين، رئيسًا قويًا يمثّل لبنان ويعمل لمصلحة جميع اللبنانيين وقادرًا على استيعاب كل التوجهات وأخذ قرارات تخدم المصلحة اللبنانية".

ولفت غانم الى أنه "هناك توجّه لبناني ايجابي للتوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكدًّا أن "هذا الدور مسؤول عنه النواب اللبنانيون وليس الدول الخارجية".

وختم غانم مؤكدًا: "لا يخلو لبنان من رجال الدولة وهناك شخصيات كثيرة قادرة على لعب الدور القوي كرئيس للجمهورية".