رمزي بو خالد يدعو الدولة إلى تبيان حقيقة انفجار المرفأ: نستنكر المحسوبية في التوظيف والتهرب الجمركي

استضافت خيمة المكرسين والمكرسات في لبنان ندوة بعنوان "معا من أجل العدالة" متابعة لتداعيات تفجير المرفأ، ومواكبة للتحقيقات الجارية، تحدث فيها الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور عماد شمعون من مجموعة "متحدون من أجل العدالة"، الناشط السياسي والاجتماعي رمزي بو خالد، عضو مجلس نقابة المحامين عماد مارتينوس وعضو المجلس الدستوري سابقا البروفسور انطوان مسرة.

قدمت الندوة الإعلامية باتريسيا سماحة، وتخللها شهادة حياة للمحامي بيار الجميل شقيق الشهيد يعقوب بولس الجميل الذي قضى في انفجار المرفأ، إلى جانب مشاركة لمنتدى الفنان الجنوبي من خلال لوحات من وحي المناسبة.

بعد النشيد الوطني، تحدثت عريفة الحفل سماحة، فشددت على "ضرورة تحقيق العدالة لمتضرري وأهالي ضحايا فاجعة المرفأ"، وسألت عن "موضوع تحييد بعض الاشخاص عن مجريات التحقيق".

وقالت: "لا كبار أمام هول الجريمة الوحشية، ولا يوجد ما هو أعظم من مصاب أهالي الضحايا". وطالبت بضرورة "الاسراع بالتحقيق وانزال القصاص العادل بالرؤوس الكبيرة قبل الصغيرة".

ورفضت "تدخل الساسة بالقضاء ومقولة أن لبنان فيه قضاة ولا يوجد فيه قضاء"، مشيرة إلى أن على "القاضي أن يعلم أن أحكامه تصدر باسم الشعب اللبناني، وليس القاضي بناطق باسم الزعيم السياسي الذي عينه". 

من جهته رحب الخوري اغابيوس كفوري بالحضور، مشيرا إلى أن "خيمة المكرسين جمعت الكهنة والرهبان والراهبات، مواطنين ومواطنات، عقب حصول جريمة مرفأ بيروت، بين ركام البيوت وحطام الناس، بغضب وألم، رفضا للحالة التي وصل إليها لبنان".

وقال: "أردنا أن نحمل شعلة المطالبة بالعدالة لضحايا الجريمة، أحياء وراقدين، بالتعويض عن الممتلكات التي تهدمت، والمطالبة بكشف حقيقة ما حدث، مهما كانت صعبة، فالحقيقة هي السبيل الوحيد لمداواة الجرح العميق وبناء السلام، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين مهما علا شأنهم، لأنه لا كبير ولا صغير أمام القانون، السكة الوحيدة لبناء دولة ووطن حاضن لجميع أبنائه وبناته".

أما بو خالد، فاستنكر "أعمال المحسوبية في التوظيف والتهرب الجمركي وتلزيم الاشغال بالتراضي في مرفأ بيروت"، مشيرا إلى "خطورة تهريب الممنوعات والمواد الخطرة بعد أن أفضى الإهمال وغياب الرقابة والتدقيق الفعال إلى حدوث كارثة العصر".

ودعا "الدولة إلى تبيان الحقيقة للبنانيين حقيقة من خزن تلك المواد، من نقل نيترات الامونيوم، من كان يعرف بوجود المواد ولماذا صمت عنها، ولمن تعود ملكية هذه المواد".

ثم تحدث شمعون، فثمن "المبادرة الوطنية لخيمة المكرسين"، مشيرا إلى "أهمية الملاحقة القضائية لكشف المجرم المسؤول عن تفجير مرفأ بيروت. وتحدث عن تنظيم ملتقى متحدون من إجل العدالة للبنان وشعبه، المؤتمر الأول لدعم قضية ضحايا تفجير المرفأ للمطالبة بتحصيل حقوقهم، مشيدا "بفكرة التوجه إلى رفع الشكوى للمحكمة الجنائية الدولية".

من جهته، شدد مارتينوس على الدور الريادي الذي تقوم به نقابة المحامين، مشيرا إلى أهمية "خلية الأزمة ومكتب الدفاع الذي يرأسه النقيب ملحم خلف، ودوره في استقبال شكاوى المتضررين وأهالي الشهداء".

وأوضح أن "النقابة تقدمت بأكثر من 1200 شكوى من أهالي الشهداء والمتضررين تم تسجيلها أمام المحقق العدلي، وتعمل النقابة على متابعة التحقيقات يوميا ودون انقطاع.

وركز في مداخلته على "إظهار المسؤوليات"، مطالبا بأن "يكون التحقيق من فوق لا من تحت، من الآمر لا من المأمور، من الرئيس لا من المرؤوس".

أما البروفسور مسرة، فتحدث عن "مفهوم الدولة بحيث لا يمكن أن تتحقق العدالة خارج هذا المفهوم"، ودعا "المواطنين الى رفض التعابير التي أوصلتنا إلى هذه الحال التعيسة متل معليش وبسيطة"، مشددا على "ضرورة أن لا تمر الامور هذه المرة بسلاسة لان الموضوع بات غاية في الخطورة".

وأخيرا كانت شهادة حياة للمحامي الجميل شقيق الشهيد يعقوب، تحدث فيها عن ثلاث مراحل في حياته، ما قبل الانفجار، ويوم الانفجار وما بعده. وتناول "لحظة مقتل شقيقه في منزله امام زوجته واولاده وهو الانسان الطموح والمواطن الصالح وعن رسالة تركها قبل ان يموت". ووعد "روح أخيه والضحايا الباقين بأن لا يكل حتى تبيان الحقيقة كاملة".