ريكاردو كرم: لماذا وفي سبيل ماذا رحل بيار الجميّل وهو في قمة عطائه؟

كتب الإعلامي ريكاردو كرم على حسابه على فايسبوك: "أتذكر بيار أمين الجميّل في أول ظهور تلفزيوني له. كان ذلك في ٢١ نوفمبر من العام ١٩٩٧ عشية عيد الاستقلال اللبناني. كنت قد دعيت ثمانية من أحفاد أبطال الاستقلال اللبناني، من بينهم بيار، إلى برنامجي الأسبوعي حينها "مرايا".

عندما التقينا ولأول مرة، أعجبت بطاقته، حيويته، خفّة ظلّه وشجاعته. أذكر اللبنانية الأولى السابقة جويس الجميّل، والدته، وجوزيف أبو خليل، الكاتب البارز، كم كانا داعمين ومتحمّسين، أثناء التحضيرات. تمّ التصوير. وهنا، لا بد لي من الاعتراف أنّ بيار كان النجم بين المشاركين. أذكر الرئيس الياس الهراوي، الذي كان على قطيعة مع الرئيس أمين الجميّل، كيف بادر واتصل بي ليلتها ليبدي إعجابه ببيار وليثني على حضوره الملفت. لاحقاً، بدأ بيار إعادة تنظيم حزب الكتائب اللبناني وارتقى بين أقطاب السياسة المحلية حتى أضحى اللولب. بعد ذلك، افترقت مساراتنا ونادراً ما التقينا.

في ٢١ نوفمبر من العام ٢٠٠٦، قتل بيار ببرودة ووحشية في وضح النهار. اليوم ، لبنان يتذكرّه في زمن يعصف فيه العنف ويكبر فيه الخوف من الغد. ويبقى السؤال: لماذا؟ وفي سبيل ماذا رحل بيار وهو في قمة عطائه؟ أتمنى على كل لبناني شجاع أن يذكر بيار في ألقه وحيويته... رحمه الله على روحه."